Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هجوم بالمدفعية والمسيرات على بابنوسة وتصعيد في جنوب كردفان

رصد وصول مئات الأطفال من دون ذويهم إلى معسكرات طويلة بشمال دارفور

أعلنت الأمم المتحدة أن تصاعد النزاع في ولايات كردفان أدى إلى موجة نزوح واسعة (رويترز)

ملخص

منذ أسابيع تشن "الدعم السريع" هجمات متصلة على الفرقة 22 مشاة في مدينة بابنوسة، آخر مقار الجيش في ولاية غرب كردفان، حيث تتواصل المعارك والمواجهات في المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام. وأكدت مصادر ميدانية أن المقاتلات الحربية ومسيرات الجيش دمرت قوة منسحبة من محيط الفرقة وألحقت بها خسائر كبيرة، إلى جانب تدمير مجموعة كبيرة من المدرعات وناقلات الوقود التابعة لـ"الدعم السريع".

تواصلت المواجهات البرية بالمدفعية الثقيلة والمسيرات بين قوات "الدعم السريع" وقوات الفرقة 22 للجيش بمدينة بابنوسة التي تشهد سلسلة هجمات مستمرة من قبل الأولى بهدف إسقاط مقر الجيش والسيطرة على المدينة. وأشارت مصادر عسكرية إلى أن قوات الجيش تصدت لهجوم بري جديد متعدد المحاور من قبل "الدعم السريع"، مؤكدة أن قوات الفرقة 22 تصدت بنجاح للهجمات بإسناد قوي من الطيران الحربي والمسيرات.

مواجهات وغارات

ومنذ أسابيع تشن "الدعم السريع" هجمات متصلة على الفرقة 22 مشاة في مدينة بابنوسة، آخر مقار الجيش في ولاية غرب كردفان، حيث تتواصل المعارك والمواجهات في المدينة المحاصرة منذ أكثر من عام. وأكدت مصادر ميدانية أن المقاتلات الحربية ومسيرات الجيش دمرت قوة منسحبة من محيط الفرقة وألحقت بها خسائر كبيرة، إلى جانب تدمير مجموعة كبيرة من المدرعات وناقلات الوقود التابعة لـ"الدعم السريع".

تمشيط ونزوح

في شمال كردفان تابع الجيش عمليات التمشيط بمناطق غرب مدينة بارا وأبو قعود ومحيط مدينة الأبيض عاصمة الولاية. وشهد عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام وقائد القيادة الجوالة بالجيش السوداني الفريق أول ياسر العطا تخريج دفعة جديدة من مستنفري المقاومة الشعبية بالولاية. ومنذ أيام يزور الفريق العطا مدينة الأبيض عاصمة الولاية التي تحولت إليها القيادة المركزية للعمليات العسكرية للجيش.

وأعلنت الأمم المتحدة أن تصاعد النزاع في ولايات كردفان أدى إلى موجة نزوح واسعة، إذ جرى اقتلاع ما يقارب 40 ألف شخص من شمال كردفان خلال الفترة الأخيرة. وطالبت بضمان وصول آمن من دون معوقات للمنظمات الإنسانية، مشيرة إلى أن فرقها الإنسانية تواصل تقديم المساعدات على رغم الأخطار الأمنية، داعية المانحين إلى زيادة دعمهم لمواجهة حاجات النازحين المتصاعدة.

تصعيد بجنوب كردفان

في تصعيد عسكري جديد بجنوب كردفان، قالت "الدعم السريع" إن قواتها بالتحالف مع قوات الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو فرضت سيطرتها على بلدة دلامي شمال شرقي الولاية. وأضافت أن قواتها وحليفتها الحركة الشعبية تحقق تقدماً نحو السيطرة على حامية كرتالا العسكرية، تمهيداً للتحرك نحو الفرقة الـ 10 بمدينة أبو جبيهة والـ14 بمدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان.

وفق مصادر محلية، دفعت الحركة الشعبية خلال اليومين الماضيين، بتعزيزات عسكرية انضمت إليها قوة من "الدعم السريع" بالمنطقة، تمركزت في أعلى جبال المنطقة، تأهباً لشن هجوم مباشر للسيطرة على حامية الجيش العسكرية بمنطقة كرتالا. وكانت بلدة كرتالا المعروفة محلياً باسم الجبال الستة، قد شهدت قبل أيام اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الحركة الشعبية المتحالفة مع "الدعم السريع"، تمكن خلالها الجيش من التصدي لهجوم واسع أوقف به تقدم القوات المهاجمة.

هجوم ونهب

في غرب كردفان هاجمت "الدعم السريع" قرية عريدة شمال محلية ود بندة وقامت بنهب المتاجر وممتلكات المواطنين. واتهمت غرفة طوارئ دار حمر عناصر من "الدعم السريع" بسرقة ألواح الطاقة الشمسية من محطة مياه منطقة أم البدري الرئيسة في الولاية. وأوضحت أن المحطة التي كانت تغذي أكثر من 15 منطقة بالمياه، توقفت عن العمل بالكامل، مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه.

في الولاية ذاتها، اتهمت "شبكة أطباء السودان" "الدعم السريع" بتحويل مستشفى مدينة النهود إلى مركز للقيادة العسكرية واتخذت منه ثكنة لجنودها. وأوضح بيان للشبكة أن الاستخدام العسكري للمرافق الصحية يعد انتهاكاً صارخاً لحرمة المؤسسات الطبية، "ما يقوض حق المدنيين في الحصول على العلاج"، لافتة إلى نزوح عدد من الكوادر الطبية نتيجة المضايقات التي تعرضوا لها. وأضافت البيان أن المستشفى يعاني حالياً نقصاً حاداً في العاملين الصحيين، مما جعل الخدمات المتبقية محدودة للغاية وغير قادرة على تلبية حاجات المرضى، في وقت يواجه آلاف المواطنين صعوبات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بخاصة بعد فرض رسوم على العلاج وتوقف برامج التحصين والرعاية الأولية، وتخصيص قسم الطوارئ بالكامل لمنسوبي "الدعم السريع". ودانت الشبكة الانتهاكات التي تتعارض مع القوانين والمعايير الدولية، مطالبة بالانسحاب الفوري لـ"الدعم السريع" من المستشفى، وتأمين الطواقم الطبية، وإعادة تشغيل المرفق الصحي للعمل المدني بصورة طبيعية.

توترات في الجزيرة

في هذا الوقت، كشفت مصادر ولائية بالجزيرة عن احتواء السلطات خلافاً بين قوات الفرقة الأولى للجيش بمدينة ود مدني عاصمة الولاية وقوات "درع السودان" في محيط مقر فرقة الجيش.

وتكررت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاحتكاكات بين المجموعات المسلحة.

وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان قد أصدر قراراً، منتصف هذا العام، قضي بخضوع القوات المساندة كافة لإمرة الجيش.

إلى ذلك أعرب "مرصد الجزيرة لحقوق الإنسان" عن قلقه البالغ إزاء هجوم مسلح شنته قوة مجهولة، على قرية أم دوانة بمحلية الحصاحيصا بالولاية خلال الأيام الماضية. وأوضح المرصد أن القوة نفذت عمليات ترهيب واسعة ضد السكان، بما فيها اقتحام المنازل، إطلاق النار في الهواء، ومطاردة الشباب وإجبار عدد منهم على حلق رؤوسهم بالقوة، بهدف دفعهم إلى الانضمام إلى الميليشيات المسلحة التي تنشط في البلاد منذ اندلاع الحرب في الـ15 من أبريل (نيسان) عام 2023. ونوه البيان إلى أن الوضع الأمني في ولاية الجزيرة يشهد تدهوراً خطراً بسبب انتشار السلاح وغياب الرقابة، إلى جانب توسع نشاط مجموعات مسلحة تعمل خارج الإطار القانوني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جرائم غير مسبوقة

في الأثناء، أكد رئيس مجلس الوزراء السوداني كامل إدريس أن ما حدث في دارفور جرائم غير مسبوقة، وأن الدولة تعمل حتى لا يفلت الجناة من العقاب، مشيراً إلى أن الحرب في نهايتها بانتصار الجيش السوداني. وتعهد إدريس، لدى زيارته التفقدية معسكرات نازحي مدينة الفاشر بمنطقة العفاض بمحلية الدبة، برعاية وتوفير كل الحاجات وإكمال النواقص بالمعسكرات، ووجه وزارة التربية والتعليم بوضع الترتيبات اللازمة لإنشاء مدارس للنازحين.

وتقدر سلطات محلية الدبة عدد النازحين من الفاشر بأكثر من 50 ألفاً، مع توقع وصول مزيد من النازحين من شمال دارفور، وشمال وجنوب كردفان، حيث تتصاعد المعارك والمواجهات.

مسؤولية وطنية

إلى ذلك أكد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أن حماية دارفور مسؤولية وطنية لا تحتمل التراجع وواجب لا يقبل المساومة في ظل التحديات المصيرية التي يواجهها الإقليم وتتطلب انضباطاً وإرادة قوية تعيد للقضية وزنها. وأكد مناوي استمرار جهود حكومته حتى يعود كل نازح إلى قريته وتستعيد دارفور أمنها وحقوقها وطمأنينتها، إلى جانب التحرك عبر الوسائل القانونية والمؤسسية لاستعادة سيادة الدولة وصون المجتمع.

وعقد حاكم دارفور اجتماعاً مع اللجنة العليا للمقاومة الشعبية في الإقليم، لمناقشة تطورات الوضع الأمني وترتيبات حماية دارفور في ظل التحديات المتصاعدة، وأشار إلى أن المرحلة المفصلية الراهنة التي يعيشها الإقليم تتطلب توحيد الصف الداخلي ورفع جاهزية اللجان الميدانية، "وأصبح من الضروري تعزيز قدرات المقاومة الشعبية وترتيب جهود الاستنفار لحماية الأرض والإنسان".

مأساة أطفال الفاشر

أممياً قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر، ورصدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" وصول 354 طفلاً منفصلين عن أسرهم الأصلية إلى معسكرات مدينة طويلة، 70 كيلومتراً غرب الفاشر، في الفترة بين الـ26 من أكتوبر والـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني). وقال مسؤولون إن آباء وأمهات أولئك الأطفال اختفوا، وربما تم اعتقالهم أو حتى قتلوا على طريق الفرار نحو منطقة طويلة. وأعلنت "اليونيسيف" أنها تمكنت من لم شمل 84 طفلاً مع أسرهم، خلال الشهر الماضي، معظمهم في مدينة طويلة.

على الصعيد نفسه، أوضحت مديرة المجلس النرويجي للاجئين بالسودان ماتيلد فو أن ما يقارب من 400 طفل وصلوا إلى مدينة طويلة من دون آبائهم.

تحركات "إيقاد"

إقليمياً شدد المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيقاد" للسودان لورنس كورباندي على أن المفاوضات هي السبيل الأمثل لإنهاء الأوضاع الكارثية التي أفرزتها الحرب بالسودان. وأوضح أن المنظمة تجري اتصالات مكثفة ومستمرة مع الأطراف الإقليمية والدولية والسودانية ومجموعة الرباعية بهدف التوصل إلى هدنة ووقف لإطلاق النار. وأشار المبعوث الأفريقي إلى ترتيبات تجريها المنظمة لاستئناف الحوار السياسي السوداني، حيث تتواصل اللقاءات مع القوى السياسية والفاعلين السودانيين لضمان مشاركة شاملة.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات