قرر أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" وحلفاؤهم ضمن تحالف "أوبك+"، استمرار خطط التخفيف التدريجي لتخفيضات إنتاج النفط ابتداء من الأول من مايو (أيار) إلى نهاية يوليو (تموز). يأتي ذلك وسط حالة من التفاؤل تجاه تعافي الطلب العالمي على الرغم من زيادة الإصابات بفيروس كورونا في الهند واليابان، ثالث ورابع أكبر مستوردين للنفط في العالم. وألغت لجنة تابعة للتحالف الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا، خططاً لعقد اجتماع وزاري واسع النطاق، الأربعاء، وذلك عقب اجتماع حضره الوزراء الأعضاء في لجنة لمراقبة السوق، في وقت أعلن أن اجتماع "أوبك+" الوزاري سيُعقد في 1 يونيو (حزيران). وقررت اللجنة أيضاً استمرار السياسات المتفق عليها منذ اجتماع الأول من أبريل (نيسان) الحالي.
خريطة الطريق
وقررت اللجنة المضي قدماً في خريطة الطريق لزيادة الإمدادات مع تعافي الطلب العالمي من جائحة كورونا، على الرغم من ارتفاع الإصابات في الهند، وذلك من خلال إعادة ضخ حوالى مليوني برميل من الإنتاج اليومي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بحسب تصريحات مندوبين لدول ضمن "أوبك+" لوكالة "بلومبيرغ". واتفق التحالف، الذي يضخ أكثر من ثلث الإنتاج العالمي، على تخفيف التخفيضات البالغة سبعة ملايين برميل يومياً، بواقع 350 ألف برميل يومياً في مايو، و350 ألف برميل يومياً أخرى في يونيو و400 ألف برميل يومياً إضافية أو نحو ذلك في يوليو.وذكرت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، إنها ستوقف تدريجاً تخفيضاتها الطوعية الإضافية بحلول يوليو، في خطوة ستضيف مليون برميل يومياً على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة. ويعادل إجمالي الخفض المتفق عليه حوالى ثمانية ملايين برميل يومياً، بما يتجاوز 8 في المئة من الطلب العالمي.
نمو الطلب
وفي تقرير أعدّه خبراء "أوبك+"، توقعت المجموعة نمو الطلب العالمي على النفط ستة ملايين برميل يومياً في 2021، بعد انخفاضه 9.5 مليون برميل يومياً العام الماضي. لكن المجموعة قالت إنه، حتى بعد التطعيم بأكثر من مليار جرعة من لقاحات كورونا عالمياً، فإن بواعث قلق تساورها من أحدث تصاعد للإصابات الجديدة بالفيروس في الهند والبرازيل واليابان بما قد يؤدي إلى انحراف تعافي الطلب على الخام عن مساره. وتوقعت اللجنة الفنية المشتركة المنبثقة عن "أوبك+"، الاثنين، أن يرتفع استهلاك النفط العالمي بقوة بواقع 6 ملايين برميل يومياً هذا العام، مع أن التعافي لا يزال معرّضاً لخطر تفشي "كوفيد-19" في الهند ومناطق أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ونتيجة لذلك، فإن تخمة مخزونات النفط التي تراكمت عندما انهار الطلب العام الماضي ستختفي بنهاية الربع الحالي من العام. وفي أحدث تقاريرها الشهرية عن سوق النفط، رفعت "أوبك" توقعها لنمو الطلب العالمي على الخام 70 ألف برميل يومياً إلى 5.95 مليون برميل يومياً. أورد تقرير "أوبك+" أن المجموعة ترجّح أن تصل المخزونات التجارية إلى 2.95 مليار برميل بحلول يوليو، لتقلّ عن متوسط 2015-2019، وتظل دونه لبقية العام. وقدّر التقرير أن تقلّ المخزونات حوالى 70 مليون برميل عن المتوسط لعام 2021 كاملاً، وهو توقع أكثر تفاؤلاً من سابقه الذي كان لانخفاض بمقدار 20 مليون برميل عن المتوسط.
السوق متوازنة
وصرّح نائب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن هناك تفاؤلاً في سوق النفط والطلب العالمي يتزايد. ومع ذلك، يتعيّن على تحالف "أوبك+" الاستمرار في مراقبة وضع فيروس كورونا في مناطق عدة، بما في ذلك آسيا. وأشار إلى أنه حتى الآن يتم تقييم وضع السوق على أنها متوازنة.
انتعاش الأسعار
وانتعشت أسعار النفط اليوم إثر هبوطها في الجلسة الماضية، لكن كبح المكاسب قد عزز تنامي المخاوف بشأن الطلب على الوقود في الهند، ثالث أكبر مستورد للخام في العالم. وارتفع سعر عقود خام برنت القياسي تسليم مايو 0.5 في المئة بحلول الساعة 16.17 بتوقيت غرينيتش ليصل إلى 65.91 دولار للبرميل، كما زاد سعر عقد خام "غرب تكساس الوسيط" الأميركي تسليم مايو بنسبة 0.7 في المئة ليسجل 62.36 دولار للبرميل.