Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الدراما الخليجية تحصد الانتقادات بعد مضي نصف الموسم الرمضاني

رمى بعض المنتجين باللائمة على كورونا في حين اتهم البعض الآخر ثقافة الكتّاب

لاق مستوى الدراما الخليجية في السباق الرمضاني انتقادات واسعة (أ ف ب)

بعد بلوغ الركض الرمضاني الدرامي منتصفه، سجل المشاهدون ملاحظات سلبية على مستوى الأعمال التي قدمت هذا العام تحت عنوان "القضايا المكررة والكوميديا الباهتة". إذ لم ينجح القائمون على الأعمال إلا في تسويق الإعلانات التي لا تمثل محتواها، التي لاقت انتقادات واسعة بعد عرضها، ليوجه المنتجون أصابع الاتهام لذائقة المشاهد تارة، أو المنافسة التجارية، أو عدم وجود النص الجيد تارة أخرى.

وبعد أن اتهم المغردون الدراما الخليجية بالتكرار، على الرغم من محاولاتها تجديد الغلاف، فإن أحداثها ما زالت تطرح نفس الأفكار والكوميديا، حول عمل المرأة أو العنصرية أو الطائفية، بأسلوب خطابي لا يشبه ما يمكن أن يقدم في عمل درامي.

ففي الوقت الذي كرر فيه نجم رمضان السنوي ناصر القصبي شخصياته، وإن غير القالب، سعت الدراما الكويتية إلى استثمار نجاح مسلسل "دفعة القاهرة" بدفعات أخرى في بيروت هذه المرة.

أما النجمة الكويتية حياة الفهد فقد تحولت من أم هارون اليهودية إلى مارغريت البريطانية بنفس الفريق والممثلين والأفكار، وأيضاً ما قامت به هدى حسين في مسلسلها الناجية الوحيدة ومرضها النفسي بسبب أحداث تعرضت لها، لا يختلف كثيراً عن مسلسل شغف الذي ظهرت به العام الماضي.

كورونا متهم جديد

وفي حديثنا مع كاتب السيناريو يسري زيدان، أكد أن كورونا كان سبباً في تقصير الأعمال، إذ "تأثرت أعمال فنية كثيرة إنتاجياً في المقام الأول بسبب قلة الموارد للشركات والقنوات المنتجة والداعمين".

وقال زيدان "ليس صحيحاً أن جميع الأعمال ضعيفة ومكررة، فهناك أعمال لقيت رضاً جماهيرياً لدى الغالبية من المشاهدين، وكعادة قطبي الدراما والكوميديا في السعودية، ناصر القصبي وعبدالله السدحان، تصدرت أعمالهما المشاهدات".

وأوضح كاتب السيناريو أن من أكثر ما يميز هذا العام دخول منافسين جدد مجال الدراما منفردين كأبطال لأعمال درامية، بعد تميزهم في أعمال سابقة، أما من ناحية التراجيديا فيرى أنها "تميزت أيضاً في أعمال الميراث، واختراق 2، وغيرها من الأعمال".

كورونا لم يؤثر على الإنتاج العربي الآخر

في هذا الموسم أعاد عدد من المنتجين استحضار عذر العام الماضي في مواجهة الانتقادات، وهو صعوبة العمل في ظل القيود الصحية التي يفرضها كورونا.

هذا العذر لم يقنع الناقد الفني فارس الغنامي، إذ قال "لا يستطيع أحد أن يعزو سبب هذا التراجع للأعمال السعودية والخليجية بشكل عام إلى أزمة جائحة كورونا، إذ إن الجميع يمر بالظروف ذاتها، ومع ذلك ففي حين تراجعت الدراما الخليجية ولم تحقق الإقبال المرجو الذي أحرزته في العديد من السنوات الماضية استطاعت الدراما المصرية أن تغزو الآفاق وتجذب انتباه المشاهد العربي، وإن لم يكن هذا جديداً على الدراما المصرية، إلا أن هذا السباق ظاهرة تستحق التأمل".

وأضاف الغنامي، "من خلال متابعة الأسبوع الأول من السباق الرمضاني للدراما التلفزيونية، نستطيع أن ندرك بوضوح أن الدراما الخليجية، والسعودية تحديداً، قد تراجعت بشكل يبدو واضحاً للمشاهد، إذ نجد أنها لا تزال تدور في دوامة التكرار، بينما تفوقت الدراما المصرية على الخليجية، وحتى السورية، من خلال تقديم أعمال سياسية، مثل "القاهرة - كابول"، و"الاختيار 2"، وأخرى تميل إلى الإثارة والتشويق، مثل "نسل الأغراب"، و"حرب أهلية"، فضلاً عن الأعمال الكوميدية، والمشاهد العربي شديد الميل إلى هذه الأنواع الثلاثة، لذلك يحسب لصناع الأعمال التلفزيونية في مصر قدرتهم على استشراف الذائقة العامة للمشاهدين، ما ترتب عليه نجاحهم في مسألة التنويع والتجديد، من خلال تقديم المحتوى الأكثر مساساً بالحياة العامة ومستجداتها، بالإضافة إلى الإنتاج المبهر، وهذا كله بطبيعة الحال يجعل الدراما المصرية الأكثر نجاحاً واكتساحاً في رمضان هذا العام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الغنامي، "أرى في تصوري الخاص أن السبب في تراجع الأعمال السعودية في هذا السباق هو أن الأعمال السعودية باتت تفتقر إلى (كاتب السيناريو المثقف)، فبعض كتاب السيناريو لدينا للأسف ليسوا مثقفين، لا سياسياً، ولا حتى اجتماعياً، بل إنهم حتى لا يملكون مشروعاً ثقافياً نهضوياً يسهم في خلق صورة ذهنية جديدة، على الرغم من أن المجتمع السعودي الآن بات يعيش عصراً جديداً من الانفتاح وحرية التعبير، ربما يكون ما أقوله صادماً، ولكن هذا واقع، لذا كان الراحل والكاتب عبدالرحمن الوابلي قد أدرك ذلك بعد توقف (طاش ما طاش)، فقدم مسلسل (العاصوف) الذي كان متنفساً سياسياً واجتماعياً، لذا نرى من خلال هذا الموسم أن جميع الأسماء الكوميدية لدينا تغامر في اختيار النصوص، ضاربةً بتاريخها الفني عرض الحائط مقابل الأجر والإنتاج، فلا يستطيعون إلى الآن فتح آفاق جديدة لأعمالهم".

نسخ مكررة

وأكد الدكتور عبدالله العساف، الأكاديمي في كلية الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود، أن الدراما الخليجية "تقدم نسخاً مكررة من أعمال سابقة أصبحت من الماضي، وأخرى هجيناً من الأفكار الماضية بأحداث حالية، وابتعدت عن ملامسة حاجة الإنسان الخليجي ومناقشة قضاياه الحقيقية الملحة، وفشلت في المعالجة الفنية للنصوص".

وبحسب استطلاع أجرته شبكة "أو أس أن" المتخصصة في التلفزيون المدفوع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن واحداً من كل ثلاثة سعوديين يصل معدل مشاهدتهم للتلفزيون إلى ثلاث وخمس ساعات يومياً، مقارنة بمعدل 2.7 ساعة يومياً في بقية العام.

وبين استطلاع للرأي حول عادات مشاهدة التلفزيون في رمضان أن نحو 33 في المئة من الأفراد يشاهدون التلفزيون من ثلاث إلى خمس ساعات يومياً، مقارنة بنسبة 18 في المئة يشاهدونه من خمس إلى سبع ساعات يومياً، و35 في المئة يشاهدونه من 1-3 ساعات يومياً.

وتعد المسلسلات أكثر البرامج مشاهدة خلال شهر رمضان، وشددت الدراسة على أن 89 في المئة من الأفراد يتضايقون من الإعلانات، التي تقتحم البرنامج أو المسلسل الذي يتابعونه، وهو ما يدفعهم لتفضيل المشاهدة عبر الإنترنت، أو تطبيق الهاتف.

المزيد من فنون