Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النجوم الكبار يسقطون في ماراثون دراما رمضان

كسر الموسم التابوهات والتوقعات المرتبطة بأسماء الفنانين والأعمال الكوميدية صدمت الجمهور

تميّز مسلسل الفتوة بالإيقاع السريع والمشوّق والترابط الدرامي (مواقع التواصل الاجتماعي)

صراع محموم ومنافسة شرسة فرضها موسمٌ دراميّ رمضانيّ ضخم، رغم الظروف القاسية التي كانت على وشك أن تطيحه، وكسر الموسم الذي أسدل ستاره كل التابوهات والتوقعات المرتبطة بأسماء نجوم كبار أو أفكار مضمونة النجاح، ليفرض قواعد مختلفة للتميز، ويسقط آخرون خارج حسابات الفائزين هذا العام.

تنافس في الموسم الرمضاني ما يقرب من 25 مسلسلاً مصرياً، غالبية أبطالها عادل إمام ويسرا ونبيلة عبيد ونادية الجندي ومحمود حميدة وخالد النبوي وشريف منير وغادة عبد الرازق وياسر جلال ونيللي كريم، إضافة إلى نجوم سينما لا يُستهان بهم مثل ياسمين عبد العزيز وأمير كرارة وغادة عادل وإياد نصار ومحمد رمضان وأحمد فهمي وأكرم حسني وكريم فهمي وزينة وبشرى وحسن الرداد وياسمين صبري وآسر ياسين.

وكان الجدل عنواناً يومياً لأحداث الأعمال الفنية وردود الفعل من الجمهور والنقاد، وتفاوتت نسب المشاهدة في الأسبوع الأول، حتى استقرّت الأمور بشكل كبير، فظلت مسلسلات محط اهتمام ومتابعة ومناقشة، وأخرى زاد الهجوم عليها، وثالثة ذهبت إلى النسيان والتجاهل.

خيبة أمل كوميدية

ربما يهتم الجمهور منذ بداية رمضان بمتابعة الأعمال الكوميدية المُفترض أنها مُعدّة خصيصاً للخريطة الرمضانية بعناية، وكان حجم الأمل كبيراً، نظراً إلى ما يمرّ به العالم من جائحة كورونا، وعلّق الجميع أحلامهم على الأعمال الكوميدية لمنح البسمة المفقودة وإزالة التوتر، لكن يبدو أن التوتر أتلف صناعة الكوميديا في رمضان، فلم يفلت أي مسلسل كوميدي من "فخ الاستظراف والارتجال"، ما دفع نجوم بعض هذه الأعمال، في سابقة هي الأولى من نوعها، إلى الاعتذار عن المستوى الكوميدي الضحل الذي خذل الجميع.

واعترف أبطال المسلسل الكوميدي "رجالة البيت" أحمد فهمي وأكرم حسني وبيومي فؤاد، بعد تعرضهم لهجوم كبير منذ عرض حلقات المسلسل، أنهم "خذلوا جمهورهم"، ولم يكونوا "على قدر المسؤولية"، ووصل الأمر ببيومي فؤاد إلى أن يصرِّح بأنهم "كانوا سخفاء، ودمهم ثقيل".

 

وتزايدت حدة الهجوم على "رجالة البيت" طوال رمضان، بسبب مغالاة الأبطال في الاستسهال والارتجال واستخدام الإفيهات المستهلكة الناتجة عن استخدام فكرة الغباء أو ادّعاء الثقافة، واختفت كوميديا الموقف ووجود رابط درامي وسياق للأحداث، وقال فؤاد إنهم كانوا "يصوّرون في ظروف صعبة، أدّت إلى تهلهل السيناريو، والاضطرار إلى إلغاء كثير من المشاهد الخارجية" بسبب جائحة كورونا، وما فرضته من احترازات، نتيجتها هذا الفشل الذريع.

مأساة العجز الكوميدي كانت صدمة لكثيرين، وزادها مستوى مسلسل "فلانتينو" الذي انتظره الجميع لعادل إمام، فالعمل طاله كثيرٌ من الانتقادات التي لا تتناسب مع موهبة ومكانة الزعيم، واعتبر البعض أن المسلسل أضعف أعمال إمام الكوميدية في الفترة الأخيرة، خصوصاً أنه لم يخرج من حصار شخصياته الدرامية المعتادة، التي تدور حول الرجل عاشق النساء، إضافة إلى أن عنصر الإضحاك بالكامل معتمد عليه، رغم أن مشاهده ليست بالكثرة التي تستطيع أن تنقذ كل حلقات العمل، وكانت طرق الإضحاك قديمة ومُعتمدة على المبالغة في أسماء الشخصيات، مثل تسمية بعض الأبطال بأسماء غير معتادة، مثل أرشميدس، ورفاعة، ونبوية، إضافة إلى المبالغة الشديدة في شخصية المرأة الشعبية التي جسّدتها داليا البحيري، واصطبغ المسلسل بما يشبه كوميديا الستينيات، التي لا تناسب روح العصر.

نجوم مسرح مصر

ولم يسلم نجوم مسرح مصر، مثل علي ربيع ومصطفى خاطر وحمدي الميرغني وأوس أوس، من السقوط في الفخ نفسه المُلغّم من الإيفيهات والارتجال، واستخدام تيمة الغباء والاسكتشات والاستاند آب كوميدي، خصوصاً في مسلسل "عمر ودياب" لعلي ربيع ومصطفى خاطر، الذي ظهر نسخة مكررة من مسلسل "رجالة البيت"،

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغاب النص الدرامي والسياق المحكم وكوميديا الموقف، وبناء الشخصيات عن العمل بشكل كبير. وربما حاول معظم النجوم استخدام النكات المنتشرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن جاءت النتائج عكسية، لأن الجمهور عرفها مسبقاً، فكان ظهورها بأعمال كوميدية أشبه بـ"نكتة محروقة".

السقوط بسكر زيادة

ورغم انتظار الجمهور بفضول كبير العمل الذي سيجمع للمرة الأولى النجمتين الكبيرتين نادية الجندي ونبيلة عبيد، بمشاركة سميحة أيوب وهالة فاخر، فإنّ الاستقبال لم يكن بحجم التوقع، إذ أصيب كثيرون بخيبة أمل، وطغت على المسلسل النكهة التي يُفترض أنها كوميدية، لكن طال العمل انتقادات أجهضت المشروع من أساسه، إذ اعتمد "سكر زيادة" على المبالغة في تصوير البطلات بأنهن في سن صغيرة، ومطمع للرجال الذين ينهالون عليهن من شدة الإعجاب.

 

كما أضعف العمل تصويره بالكامل داخل فيلا، ما وصل بالمشاهد إلى درجة كبيرة من الاختناق بسبب الديكورات المحفوظة، ورغم مشاركة كثير من النجوم الكبار ضيوف شرف، فإنّ هذا لم ينقذ المسلسل من الانتقاد والاتهام بالمبالغة والملل.

مفاجأة 100 وش

وبينما مسلسلات الكوميديا خيّبت أمل الجمهور، انطلقت الابتسامة من مسلسل بعيد عن الكوميديا المعروفة، وهو "100 وش" لنيللي كريم وآسر ياسين وإسلام إبراهيم وعدد من الممثلين الجدد، ورغم أن العمل يدور بالأساس عن مجموعة من الأشخاص تجمعهم الصدفة، ويكوّنون تشكيلاً عصابياً خفيف الظل، وتصدّرت المواقف الكوميدية المسلسل في سياق درامي محكم، ورسم للشخصيات بشكل جيد، مثل "نجلاء" الممرضة البائسة التي تصدر الشكوى طوال الوقت بشكل ساخر، وأدّت الدور الممثلة الشابة دنيا ماهر، وكذلك شخصية حمادة التي جسّدها إسلام إبراهيم، الذي كان مصدر البهجة طوال حلقات المسلسل.

 

ياسمين بالخط الرومانسي

وعلى الخط الرومانسي تقاطع أكثر من مسلسل، أبرزها "ونحب تاني ليه" لياسمين عبد العزيز وكريم فهمي وشريف منير، و"فرصة تانية" لياسمين صبري وأحمد مجدي. وحسمت عبد العزيز المنافسة منذ الحلقات الأولى لصالحها بشهادة الجمهور والنقاد، إذ قدّمت شخصية امرأة مطلقة بشكل درامي محكم، وفي تتابع سريع ومشوِّق للأحداث تبدأ حياتها من جديد مع رجل آخر، فتقع في مشكلات مع زوجها السابق وتحاول الخروج منها.

وفي الوقت الذي حقق "ونحب تاني ليه" بصمة خاصة، أثار على الجانب الآخر مسلسل "فرصة تانية" عاصفة من الهجوم بسبب عدم ترابط أو منطقية الأحداث التي تدور حول فتاة تكتشف أن خطيبها التقى فتاة كان يعرفها فتشعر بصدمة، وتتعرض لحادثة سيارة، وتقرر أن تنتقم من حبيبها، وتعاني فقدان الذاكرة، وتمرّ أحداث المسلسل بهذا الشكل، ليكتشف الجمهور بعدها أنها ادّعت فقدان الذاكرة، ولم يجد المشاهدون أي سبب درامي أو تشويقي لادعائها فقدان الذاكرة، وافتقر الحدث الأساسي، وهو كشف البطلة خطيبها وهو مع فتاة أخرى بأحد المقاهي، إلى الأهمية التي تجعل منه حدثاً مفصلياً لبناء الحلقات بالكامل عليه، وكذلك غاب المنطق عن العمل في البناء الدرامي والإقناع في الحوار.

الاختيار يكتسح

المنافسة كانت شديدة الشراسة، لكن منذ اليوم الأول من رمضان حسم مسلسل "الاختيار" الأمور لصالحه، خصوصاً أنه تناول بطولة من بطولات الجيش المصري، ونجح النجم أمير كرارة في تجسيد شخصية البطل الشهيد أحمد المنسي قائد بطولة "مربع البرث".

وعرض المسلسل نماذج متعددة ويومية من بطولات الجيش المصري، ومشاهد حقيقية من استشهاد كثير من الأبطال في مواجهة التكفيريين والإرهابيين بقيادة هشام عشماوي، الذي أُعدم على يد السلطات المصرية عقب القبض عليه.

 

البرنس يتصدر

ومن المسلسلات التي تصدّرت تريند مواقع التواصل الاجتماعي والبحث، وأثارت الجدل واهتمام الجمهور منذ الحلقة الأولى مسلسل "البرنس" لمحمد رمضان وأحمد زاهر ونور وروجينا، وتناول العمل الصراع الدامي بين رضوان البرنس وأشقائه من أجل الميراث، وتعرّض الأخ للظلم والرد بانتقام شرس جداً، ورغم أن تيمة الانتقام بعد الظلم هي المحببة لدى محمد رمضان منذ مسلسل "الأسطورة"، فإنّ المسلسل لعب على وتيرة الضغط على المشاعر والبكائيات، فكان الانتقام مبرراً دراميّاً ومطلباً من الجمهور بعد التعاطف مع البطل، وربما هي طريقة مضمونة النجاح يصنعها باحتراف المخرج محمد سامي عند التعاون مع محمد رمضان.

 

ونافس بقوة أيضاً مسلسل "الفتوة" بطولة ياسر جلال ونجلاء بدر، وتميّز بالإيقاع السريع والمشوّق والترابط الدرامي، إضافة إلى الشخصيات المؤثرة والأحداث الفاصلة بكل حلقة.

النهاية يثير الجدل

وأبرز الأعمال التي أثارت جدلاً منذ بدايته إلى نهايته مسلسل "النهاية" ليوسف الشريف وسهر الصايغ وعمرو عبد الجليل وأحمد وفيق، ربما لأن العمل هو الوحيد والأول من نوعه، من حيث تناول فكرة الخيال العلمي والحياة في المستقبل، فكان محط أنظار دائم من الجمهور والنقاد، وانحاز البعض إلى التجديد والحداثة غير المسبوقة في الحوار والملابس والديكور والأحداث، لدرجة صنع ريبوت على شكل إنسان، لكن بعض الآراء وصفت المسلسل بأنه "اقتباس من أعمال أجنبية، وتجميع لشخصيات من أفلام عالمية"، كما أن بعض الأحداث "لم تكن منطقية"، وتحتاج إلى "شرح بسبب عجز الشرح والتبرير بالدراما والحوار".

 

فقدان الذاكرة

ولم تخل المسلسلات المصرية من عوامل مشتركة كثيرة، جمعت بين أكثر من عمل، ما جعل اتهامها بالتكرار والاستسهال أمراً حتمياً، وأبرزها عنصر "فقدان الذاكرة"، إذ جرى البناء الدرامي في بعض المسلسلات مستخدماً فقدان ذاكرة البطل أساساً، مثل "لعبة النسيان" لدينا الشربيني الذي دارت حلقاته بالكامل حول فقدان ذاكرة البطلة عقب تعرّضها إلى حادثة شهدت جريمة قتل زوجها وخيانته لها، وطوال الأحداث تحاول الكشف عن لغز الجريمة، واسترداد ذاكرتها المفقودة.

واعتمد مسلسل "فرصة تانية" على فقدان ذاكرة البطلة، وتستمر الأحداث والسياق الدرامي بالكامل حتى الحلقة العشرين تقريباً على هذا الأساس، وفي مسلسل "ونحب تاني ليه" فقد أيضاً بطل العمل شريف منير الذاكرة بعد تعرضه إلى حادثة سيارة، ومن ثمّ ينسى طلاقه من زوجته، ويحاول استعادتها من جديد بعد وصول المسلسل إلى ذروة التعقيد.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة