Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سحب دراسة زعمت أن المدخنين أقل عرضة لكورونا

الورقة العلمية كانت ادعت أن هؤلاء أقل تعرضاً للإصابة بالفيروس بنسبة 23 في المئة

"الدراسة" مليئة بكثير من المحتوى المتحيز، وبفجوات معرفية من "شأنها أن تعطي انطباعاً زائفاً بأن التدخين يقي من كورونا (غيتي)

تم سحب ورقة بحثية كانت قد زعمت أن احتمال إصابة المدخنين الراهنين بعدوى "كوفيد - 19"، هو أقل بكثير مقارنةً مع غير المدخنين، بعدما تبين أن بعض مؤلفي الدراسة تربطهم صلات غير معلنة بصناعة التبغ.

الدراسة التي أجراها علماء من "جامعة بيرايوس" في اليونان و"جامعة يوتا" في الولايات المتحدة، عملت على تقييم أكثر من 89 ألف حالة إصابة بـ "كوفيد" مثبتة مختبرياً في المكسيك، ونشرت نتائجها في شهر يوليو (تموز) الفائت في مجلة "يوروبيان ريسبراتوري جورنال" European Respiratory Journal (شهرية تُعنى بنشر مقالات عن مختلف جوانب طب الجهاز التنفسي)، على أساس أنها "قراءة أو وجهة نظر أولية".

وقد جاء في الدراسة البحثية التي سُحبت أن "التدخين في الوقت الراهن لم يكن مرتبطاً بنتائج سلبية" لدى مرضى "كوفيد" الموجودين في المستشفى، وأن المدخنين هم أقل عرضةً لخطر الإصابة بفيروس "كورونا" بنسبة 23 في المئة. لكن المجلة تراجعت الآن عن الدراسة وأصدرت بياناً تقول فيه إن "اثنين من مؤلفيها قد تخلفا عن الإفصاح عن وجود تضارب محتمل في المصالح في الوقت الذي تم فيه تقديم الورقة".

وأوضحت المجلة في بيانها، أنه عندما نُشرت الدراسة، كان لأحد مؤلفيها وهو خوسيه إم مير، دور استشاري مستمر في قطاع التبغ في ما يتعلق بـ "الحد من أضرار التبغ". وكشفت في المقابل أن كونستانتينوس بولاس وهو مؤلف آخر للدراسة، كان باحثاً رئيساً في المنظمة اليونانية غير الحكومية "نوسموك"  NOSMOKE، التي يُقال، إن قاعدتها موجودة في مركز للعلوم والابتكار كان قد تلقى تمويلاً من "مؤسسة عالم خال من التدخين"  Foundation for a Smoke Free World - وهي منظمة يمولها قطاع التبغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار محررو مجلة "يوروبيان ريسبراتوري جورنال" إلى أنه "بعد مراجعة دقيقة لمحتوى الورقة، إضافةً لما اكتُشف من معلومات عن اثنين من واضعيها، وعلى إثر التشاور مع القيمين على جمعية "يوروبيان ريسبيراتوري سوسايتي" European Respiratory Society (الجهة الناشرة للمجلة)، توصلت  هيئة التحرير مع الجمعية بشكل لا يقبل الجدل إلى خلاصة مفادها أن الكشف عن حال التضارب في المصالح هذه لو كُشف عنه في وقت تقديم المخطوطة، فإن هيئة التحرير لما كانت قد قبلت بأن يتم نشر البحث".

ورأت المجلة أنه في حين أن عدم الكشف عن تضارب محتمل في المصالح لا يشكل في العادة سبباً كافياً للتراجع عن نشر البحث، فإن محرريها أوضحوا أن القرار ارتكز على "طبيعة العلاقة غير المعلنة في سياق الموضوع الحساس المعروض"، وعلى "الحاجة إلى انسجام المحتوى المنشور مع النظام الأساسي للجمعية الناشرة".

وأضافت مذكرة التراجع أن "المحررين أقروا أيضاً بأنه لم يصدر أبداً أي سوء تصرف علمي عن أي من واضعي البحث، باستثناء عدم قيام اثنين من المؤلفين المساهمين في تلك الدراسة بالكشف عن وجود تضارب في المصالح في ما يتعلق بصناعة التبغ".

في المقابل، تبين لدراسات أخرى، كتلك التي نُشرت في المجلة الطبية BMJ Evidence Based Medicine - (أسبوعية تخضع لمراجعة الأقران، وهي من دعاة الطب المبني على الأدلة)، أن البحوث التي تربط التدخين بنتائج "كوفيد - 19" بين المرضى، كانت مليئة بكثير من المحتوى المتحيز، وبفجوات معرفية من شأنها أن تعطي انطباعاً زائفاً بأن التدخين يقي من الإصابة بعدوى فيروس "كورونا".

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه "منظمة الصحة العالمية" من أن التدخين يضعف وظائف الرئة، وقد يجعل المدخنين أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات في الرئة، بما في ذلك "كوفيد - 19".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة