Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"النخبة الملوِّثة" تحتاج إلى سياسة صارمة لمعالجة أزمة المناخ

يسلط التأثير السلبي لتلك القلة الثرية الضوء على الحاجة إلى التغيير لدى الأفراد والدول على حد سواء

السيارات الفارهة للنخب الثرية باتت متكاثرة وتأثيرها الملوث شديد الارتفاع (غيتي)

حث تقرير صدر حديثاً على وجوب أن تستهدف السياسات الحكومية في معالجة أزمة مناخية، "النخبة الملوِّثة" في العالم.

ويشكل أغنى 10 في المئة من الأشخاص في العالم العامل الرئيسي في نحو نصف التضخم الحاصل في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين عامي 1990 و2015، إذ يُعتبر خمسة في المئة من أثرى أثرياء العالم، مسؤولين عن أكثر من ثلث ذلك التلوث.

وخلُص تقييم علمي صادر عن "لجنة كامبريدج للاستدامة حول تغيير السلوك المتصاعد" إلى أن فاحشي الثراء في المجتمع، هم الذين يفترض بهم بذل جهد بهدف الحد من حجم أثر انبعاثات الكربون التي يسببونها، ويتوجب على الحكومات أن تقر إجراءات تضمن حصول ذلك.

ولقد ضمت اللجنة آراء 31 خبيراً مناخياً وسياسياً جاؤوا من بلدان مختلفة كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة واليابان وكينيا.

ويشرح البروفيسور بيتر نيويل وهو المؤلف الرئيسي للتقرير ومتخصص في العلوم السياسية والمناخية من "جامعة ساسكس"، بأن "نخبة الملوِّثين" هم الذين يسافرون أكثر من غيرهم ويملكون عدداً أكبر من المنازل بالمقارنة مع سواهم، وكذلك فإنهم "الذين بوسعهم أن يدفعوا في كثير من الأحيان، مقابل التلوث الذي يحدثونه".

"نحاول التخلص من هذا التعارض بين العاملين الفردي وتغير النظام،" حسبما أدلى به نيويل إلى "اندبندنت". "في معظم النقاشات في التغير المناخي، إما يتحدث الأشخاص عن الأفراد والأسر ومدى أهمية أن يفعل هؤلاء الأمور الصحيحة، أو يلقون اللوم على النظام وأنه يتوجب اتخاذ خطوات حكومية كبيرة في هذا الإطار. يتمثل كل ما نود فعله في ربط الأمرين معاً، وإظهار أنهما وجهان لعملة واحدة على أرض الواقع. نحتاج إلى استهداف ما نطلق عليها اسم "النخبة الملوثة" وهي عبارة عن قسم فرعي من السكان الذين يمكننا تسميتهم بـفئة الـ"1 في المئة" كذلك."

وتتضمن الإجراءات التي يتوجب إقرارها في معالجة الانبعاثات الناتجة من فاحشي الثراء، فرض "ضريبة السفر المتكرر" التي يُطلب بموجبها من الذين يسافرون بشكل دائم أن يسددوا ضريبة على أساس عدد الرحلات التي يجرونها سنوياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووجد تقرير نشرته الجمعية المناخية "بوسيبل" Possible في مارس (آذار) الفائت أنه تقريباً في كافة البلدان التي تصدر أعلى نسبة من الانبعاثات الناتجة من السفر الجوي، ثمة أقلية صغيرة من السكان تستقل أكبر عدد من الرحلات.

ففي المملكة المتحدة مثلاً، تتركز 70 في المئة من الرحلات الجوية في صفوف ما لا يزيد على 15 في المئة من السكان بحسب الأرقام التي أوردتها الجمعية. وفي الولايات المتحدة، يقوم 12 في المئة من السكان فقط بثلثي مجموع الرحلات الجوية في البلاد.

ووجد التقرير أن من بين السياسات الأخرى التي بوسعها المساهمة في معالجة الانبعاثات الناتجة من "نخبة الملوثين"، يمكن منع أي حسومات أو عروض على سيارات الدفع الرباعي والمركبات الأخرى المسببة للتلوث بشكل كبير.

وأشار تقرير آخر صادر عن "لجنة التدقيق الوطنية" نُشر في فبراير (شباط) إلى أن الشعبية المتنامية لسيارات الدفع الرباعي في المملكة المتحدة تشكل على الأرجح سبباً في زيادة الانبعاثات الناتجة من قطاع النقل في الفترة الأخيرة.

واعتبر البوفيسور نيويل أنه يتوجب على الحكومات أيضاً إضافة إلى استهداف الأشخاص الفاحشي الثراء، اتخاذ تدابير هدفها دعم الأشخاص الأقل ثراءً ممن يسعون إلى خفض انبعاثات الكربون التي يصدرونها. وأردف: "نحن ندعو إلى إرساء مقاربة من شقين. يتعلق الشق الأول بالسيطرة على السلوكيات الشديدة التلوث. وفي الشق الثاني الذي يشمل غالبية السكان، تتعلق المسألة بتوفير الحكومة البنى التحتية الضرورية كالنقل المتدني الكلفة والمنخفض الانبعاثات، إضافة إلى مساعدة الأشخاص على تدفئة منازلهم بطرق أكثر فاعلية".

© The Independent

المزيد من بيئة