Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"معركة المياه" بين مصر وإثيوبيا تدخل العالم الافتراضي

القاهرة تناشد مواطنيها في الخارج دعم بلدهم على مواقع التواصل وأديس أبابا ترد بحملة دفاع عن السد

ارتفع منسوب التوتر في حوض النيل مع فشل جولة المفاوضات الأخيرة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا (رويترز)

بين حملة وأخرى مضادة، تخوض مصر وإثيوبيا معركتيهما المائية، متجاوزتين أروقة الدبلوماسية والسياسة، وصولاً إلى منصات التواصل الاجتماعي، مع ارتفاع منسوب التوتر بين البلدين على وقع إصرار أديس أبابا على الملء الثاني لخزان سد النهضة في موسم الفيضان المقبل الذي يبدأ في يوليو (تموز)، وفشل جولة المفاوضات الأخيرة التي احتضنتها العاصمة الكونغولية كينشاسا.

فبعد ساعات من إطلاق وزيرة الهجرة المصرية دعوة ناشدت فيها المصريين المقيمين بالخارج دعم موقف بلدهم على منصات التواصل في أزمة السد الذي تقيمه إثيوبيا على النيل الأزرق، تحركت الأخيرة في الاتجاه المقابل بإطلاق ما سمّته بـ"حملة عالمية" على "تويتر"، لدعم موقفها في المضي قدماً، لإنهاء مشروعها المائي الأضخم في القارة السمراء.

رسالة دعم بسبع لغات

وقبل يومين، طالبت وزيرة الهجرة نبيلة مكرم المصريين في الخارج بنشر فيديوهات لا تتجاوز مدتها دقيقة ونصف، بثتها الوزارة بعنوان "إدعم الحياة... إدعم حق مصر في مياه النيل"، عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعماً لما قالت إنها "قضية مصر أمام العالم".

وبحسب ما نقلت رئاسة الوزراء المصرية في بيان، فإن الخطوة تأتي "استكمالاً لدعم المصريين بالخارج لبلدهم في هذا الشأن، اعتماداً على ما لديهم من تأثير كبير داخل المجتمعات الأجنبية الموجودين فيها"، مضيفة، "نؤمن بشدة بقوة الجاليات المصرية، وما قد يصنعونه من فارق بالتأثير في مجتمعاتهم لتعريف وتأكيد حقوق وظروف مصر المائية".

وتابعت، "هذه الدعوة جاءت تلبية لطلب عدد كبير من الجاليات لمدّهم بالفيديوهات الخاصة بأحقية مصر في مياه النيل"، مردفة، "استشعر المصريون في هذه المرحلة المهمة من المفاوضات ضرورة استكمال ما بدأوه من حملات دعم واسعة خلال الفترات السابقة دفاعاً عن حقهم في مياه النيل".

وضمن حملتها لتعريف العالم بحق مصر في المياه، دشنت وزارة الدولة للهجرة عدداً من الوسوم، أبرزها "وصل صوت مصر" و"حق مصر في مياه النيل" و"مياه النيل خط أحمر"، وذلك بالتوازي مع الفيديوهات التي بثتها بلغات تسع، بينها الأمهرية والسواحلية المستخدمة على نطاق واسع في إثيوبيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مارس (آذار) الماضي، نظّم عشرات المصريين تظاهرة احتجاجية أمام البيت الأبيض لحث الإدارة الأميركية والبنك الدولي على بذل مزيد من الجهود، لحماية حقوق مصر المائية في نهر النيل.

إثيوبيا ترد

من جانبها، أطلقت وكالة الأنباء الإثيوبية حملة عالمية على "تويتر" لدعم سد النهضة، تحت شعار "لن تمنعنا أي قوة في الأرض من بناء سدنا وملئه"، موضحة أن هدف الحملة هو السماح للعالم بفهم حقيقة أن أديس أبابا لها الحق الكامل في بناء السد، من أجل تحسين حياة مواطنيها، إذ أعربت عن موقفها القوي المتمثل في أنها "لا تستطيع الدخول في اتفاق من شأنه أن يحرمها من حقوقها المشروعة الحالية والمستقبلية في استخدام نهر النيل"، على حد وصفها.

ويشكّل سد النهضة المبنيّ بالقرب من الحدود مع السودان على النيل الأزرق، الذي يلتقي النيل الأبيض في الخرطوم، مصدر توتر بين الدول الثلاث منذ وضع حجر الأساس له في أبريل (نيسان) 2011.

وقبل أيام، تعثرت جولة المفاوضات الأخيرة التي استضافتها العاصمة الكونغولية كينشاسا بين كل من دولتَي المصب مصر والسودان، وإثيوبيا.

وتخشى القاهرة أن يؤثر السد الإثيوبي في حصتها من مياه النيل البالغة 55 ونصف مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما تنفيه أديس أبابا، وتقول إنها تسعى إلى توليد الطاقة لا حجز المياه، بينما تتخوف الخرطوم من معايير أمان السد الذي قد يتسبب انهياره، إذا ما حدث، في غرق مساحات شاسعة من البلاد وتضرر الملايين.

وعلى الرغم من حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد حتى التوصل إلى اتفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في الـ 21 من يوليو 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4.9 مليار متر مكعب، التي تسمح باختبار أول مضختين في السد. كما أكدت عزمها على تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد في يوليو المقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات