تعيد المسارح فتح أبوابها واستقبال الجمهور في نيويورك، الجمعة 2 أبريل (نيسان)، في خطوة باتت ممكنة جراء حملة التلقيح المكثفة، في وقت انتقدت فيه منظمة الصحة العالية بطء التطعيم ضدّ فيروس كورونا في أوروبا حيث شدّدت دول عدة الإجراءات الصحية، وفيما حذّر صندوق النقد الدولي من أن عدم المساواة الذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد-19 قد يؤدي إلى تآكل ثقة الناس بحكوماتهم وإلى اضطرابات اجتماعية.
وستكون المسارح وقاعات الحفلات في عاصمة الولايات المتحدة الثقافية قادرةً على استقبال 100 شخص كحد أقصى. وهي كانت أغلقت أبوابها منذ مارس (آذار) 2020. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن دعا الأميركيين إلى احترام الإجراءات الوقاية، ولا سيما وضع الكمامة، كما دعا الأندية الرياضية إلى الحد من أعداد الجماهير في منشآتها.
التفشي في أوروبا
وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، انتقدت منظمة الصحة العالمية، الخميس، بطء التلقيح في أوروبا، معتبرةً أن هذا التأخّر "غير مقبول". وتواجه أوروبا وضعاً وبائياً يعدّ "أكبر مصدر للقلق" منذ أشهر، في حين اضطرت فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى فرض تدابير صارمة لمناسبة عيد الفصح.
وأقرت الجمعية الوطنية الفرنسية، الخميس، حظر استهلاك الكحول في الحدائق والأماكن العامة لتقليل التجمعات، في إطار تدابير جديدة قدمها رئيس الوزراء جان كاستكس أمام النواب وتهدف إلى الحد من الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19.
وفي بلجيكا، استخدمت الشرطة خراطيم المياه الخميس في بروكسل، لتفريق تجمّع ضخم في متنزه، حظرته السلطات بسبب الجائحة. وألقيت مقذوفات على الشرطة عند تدخّلها، وأصيب أحد عناصرها. وأوقف عدة مشاركين في التجمّع.
وأمام الموجة الثالثة من الوباء، تكثّف الدول الأوروبية الإجراءات في محاولة للجم انتشار الفيروس ولا سيما على صعيد السفر، كما الحال في ألمانيا التي ستسعى إلى تشديد التدقيق في الأسبوعين المقبلين عند حدودها البرية. وقد تلقى الرئيس الألماني، فرانك-فالتر شتانيماير، الخميس، أول جرعة من لقاح "أسترازينيكا".
في المقابل عدلت فنلندا عن مشروع حجر جزء من سكانها بسبب تحفّظات حول شرعية هذا المشروع. أما بلغاريا فقرّرت تخفيف القيود قبل ثلاثة أيام من الانتخابات التشريعية، على الرغم من العدد المرتفع للوفيات.
وفي بريطانيا، أعلنت الحكومة تخصيص حوالى 400 مليون جنيه استرليني (470 مليون يورو) لمرافقة إعادة فتح 2700 مؤسسة ثقافية عانت كثيراً من الإغلاقات جراء الجائحة، ومن بينها مهرجان "غلاستنبوري".
وفي كندا كذلك، تتهيّأ أونتاريو، أكبر مقاطعة كندية لناحية التعداد السكان والعاصمة الاقتصادية للبلاد، لفرض إغلاق جديد لمدة 28 يوماً بسبب تسارع وتيرة الإصابات، في حين أعلنت مقاطعة كيبيك تشديد القيود وإغلاق المؤسسات التجارية غير الأساسية والمدارس.
التداعيات طويلة الأمد
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال صندوق النقد الدولي في تقريره، الخميس، إن "جائحة كوفيد-19 أدت إلى تفاقم مظاهر عدم المساواة والفقر التي كانت موجودة قبل وقوعها، كما برهنت على أهمية شبكات الأمان الاجتماعي".
وأضاف التقرير الذي نشر تمهيداً لاجتماعات الربيع أن "الجائحة كشفت النقاب أيضاً عن عدم المساواة في الحصول على الخدمات الأساسية، كالرعاية الصحية والتعليم عالي الجودة والبنية التحتية الرقمية، التي قد تتسبّب في استمرار فجوات الدخل جيلاً تلو الآخر".
وحذر التقرير من أن التداعيات يمكن أن تكون طويلة الأمد، لا سيما على الأطفال والشباب المتحدرين من الأسر الأكثر فقراً.
ولفت الصندوق إلى أن الرقمنة المتسارعة التي نجمت عن الجائحة تجعل من الصعب على العمال ذوي المهارات المتدنية العثور على عمل.
ولفتت المؤسسة المالية ومقرها في واشنطن إلى أنه في ظل هذه الظروف "يمكن للمجتمعات أن تشهد استقطاباً أو أن تتدهور الثقة بالحكومة أو أن تحدث اضطرابات اجتماعية"، مضيفة أن "هذه العوامل تعقد صياغة السياسات وتشكل مخاطر على استقرار المجتمع وسيره".
واعتبر التقرير أنه "ينبغي على الحكومات أن توفر لكل فرد جرعة عادلة" من إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، في إشارة مجازية إلى حملة التلقيح ضد كوفيد-19.
وأوضح الصندوق في تقريره أن تفشي فيروس كورونا خفض موارد الخزينة العامة في العالم أجمع لكن مع ذلك ينبغي على كثير من الدول أن تزيد من إنفاقها العمومي، وأن ترشد هذا الإنفاق.
وأوصى التقرير بدعم الدول ذات المداخيل المنخفضة التي تواجه "تحديات هائلة".
ووفقاً لمعدي التقرير، فإنه "من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك إتاحة الحصول على الخدمات الأساسية بحلول 2030، سيتطلب الأمر 3 تريليونات دولار لـ121 من الاقتصادات الصاعدة والدول النامية المنخفضة الدخل" أي 2.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي المقدر بحلول هذا الأفق.
ولإقناع صانعي السياسات بخطورة الوضع حذر الخبراء في الصندوق ديفيد أماغلوبيلي وفيتور غاسبار وباولو ماورو في مدونة مصاحبة للتقرير من أن "ما يصل إلى 6 ملايين طفل في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية يمكن أن يتسربوا من التعليم في عام 2021، مع ما يترتب على ذلك من عواقب سلبية يمتد تأثيرها مدى الحياة".
وأضافوا "يمكن أن يكون للاستثمار في التعليم والرعاية الصحية وتنمية الطفولة المبكرة أثر قوي على تحسين فرص الحصول على هذه الخدمات، ومن ثم على الفرص طوال الحياة".
وأوضحوا أنه "إذا قامت الحكومات بزيادة الإنفاق على التعليم بنسبة 1 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، على سبيل المثال، يمكنها تقليص الفجوة في معدلات الالتحاق بين أغنى الأسر وأفقرها بنسبة تكاد تصل إلى الثلث".
تحقيق في أستراليا
في أستراليا، قال مسؤول في قطاع الصحة إن السلطات تحقّق لمعرفة ما إن كانت حالة تجلّط دموي رُصدت الجمعة مرتبطة بلقاح "أسترازينيكا" المضاد لفيروس كورونا، ممّا يثير مخاوف في بلد من المتوقّع أن يجري تطعيم معظم سكانه بهذا اللقاح.
ودخل رجل يبلغ من العمر 44 عاماً مستشفى في ملبورن، بعد أيام من تلقيه لقاح "أسترازينيكا"، إذ كان يعاني من تجلّط شديد في الدم وانخفاض في عدد الصفائح الدموية.
وقال مايكل كيد، نائب رئيس الخدمات الطبية بالحكومة الأسترالية، في إفادة بثها التلفزيون، "لم تؤكّد الفحوص وجود صلة سببية بلقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19، لكن التحقيقات مستمرة". وأضاف أنه من المتوقّع معرفة المزيد السبت.
والخميس، رصدت بريطانيا 30 حالة تجلّط دموي نادر بعد التطعيم باللقاح، بينما قلّصت عدة بلدان، منها كندا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا، استخدام اللقاح بعد تقارير مماثلة.
وفي بيان الجمعة، قالت المجموعة الفنية الاستشارية المعنية بالتحصين في أستراليا، "لم يتم رصد معدل أعلى من أنواع الجلطات الشائعة نسبياً... بعد التطعيم ضد كوفيد-19".
وأطلقت أستراليا حملة تطعيم للسكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة في فبراير (شباط)، ومن المتوقّع أن يتلقى معظمهم اللقاح الذي ابتكرته جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة "أسترازينيكا".
أقسام عناية مركزة مكتظة في دمشق
تشهد مسشتفيات العاصمة السورية دمشق ضغطاً غير مسبوق مع ازدياد تدفّق المصابين بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة.
وقالت الطبيبة أسماء سبيني، لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما تضع كمامتين، "تأتينا حالات كثيرة بحاجة إلى جهاز تنفّس، وحالات كثيرة بحاجة إلى عناية مشددة". وأضافت بتأثر واضح، "ثمّة حالات لا نستطيع أن نفعل لها شيئاً. تموت أمامنا".
في منتصف الشهر الماضي، بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة المخصّصة لمرضى كورونا في مستشفيات دمشق 100 في المئة، وفق ما أفادت وزارة الصحة، في أول إعلان رسمي منذ بدء تفشي الوباء قبل عام. وقالت إنه تم نقل مرضى من أقسام العناية إلى مستشفيات خارج العاصمة.
وجاء ذلك بعد تسجيل تسارع في وتيرة تفشي الفيروس عكسه الارتفاع في عدد المصابين. ودفع هذا الازدياد حكومة النظام السوري لتخصيص مستشفى جراحة القلب لاستقبال مصابي كورونا، على أن يتم تحويل مرضى القلب إلى مشاف أخرى.
ويأتي ارتفاع عدد الإصابات في ظل أزمة معيشية واقتصادية استثنائية، يصعب معها فرض إغلاق مشدّد، على غرار ما جرى، مع بدء تفشي الوباء، وفق ما يقول مسؤولون محليون. ومنذ بدء الجائحة، سجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام والبالغة نسبتها أقل من ثلثي الأراضي السورية، أكثر من 19 ألف إصابة، أدت إلى 1274 وفاة.
ويرجّح أطباء ومنظمات دولية أن يكون عدد الإصابات أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة. ويُعيد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ذلك إلى محدودية الاختبارات في أنحاء سوريا، فضلاً عن عدم رصد أعداد كبيرة من الحالات غير المصحوبة بأعراض أو مع أعراض خفيفة.
الإصابات
وعلى صعيد الإصابات، أظهرت بيانات وزارة الصحة الهندية، الجمعة، أن البلاد سجّلت 81466 إصابة جديدة بفيروس كورونا، وذلك في أعلى عدد إصابات يومي منذ الثاني من أكتوبر (تشرين الأول). وسجّلت البلاد في المجمل 12.30 مليون إصابة منذ بدء الجائحة، ممّا يجعلها ثالث أكثر دول العالم تضرّراً من الوباء بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وأظهرت البيانات تسجيل 469 وفاة جديدة، ليصل إجمالي الوفيات في الهند إلى 163396.
وسجلت وزارة الصحة في البرازيل، الخميس، 91097 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد في الأربع والعشرين ساعة الماضية إضافة إلى 3769 وفاة بكوفيد-19. وأصيب منذ بدء الجائحة في البرازيل نحو 13 مليون شخص.
وفي مصر، سجلت وزارة الصحة، الخميس، 712 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و46 وفاة، وذلك مقارنة مع 699 إصابة و39 وفاة، الخميس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن القاهرة تلقت أكثر من 854 ألف جرعة لقاح ضد فيروس كورونا من خلال مرفق "كوفاكس" الذي تشرف عليه المنظمة.
كما سجّلت أوكرانيا، الجمعة، 19893 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ24 الماضية، وهو رقم قياسي للإصابات اليومية، وفق ما أعلن وزير الصحة ماكسيم ستيبانوف. وأضاف أن الوفيات المرتبطة بالفيروس بلغت 433، مقارنةً مع الرقم القياسي السابق البالغ 421 في الأول من أبريل. وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي تسجّل فيه الوفيات مستويات قياسية.
ولم يذكر ستيبانوف سبب ارتفاع عدد الإصابات والوفيات. وقال في وقت متأخر الخميس، إن أوكرانيا أكّدت بعض الإصابات بسلالة فيروس كورونا الجديدة التي اكتشفت في جنوب أفريقيا.
وفرضت العديد من المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، بالفعل إجراءات عزل صارمة. وسجّلت أوكرانيا في المجمل مليوناً و711630 إصابة و33679 وفاة حتى الثاني من أبريل.