Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك+" تقر زيادة الإنتاج تدريجياً على مدى 3 شهور

ولي العهد السعوي والرئيس الروسي يبحثان التعاون في قطاعي الطاقة وتعزيز كفاءة الإنتاج

 اتفاق سعودي - روسي يعزز استقرار أسواق النفط بدعم الاتفاق على زيادة تدريجية للانتاج (أ ف ب)

توصلت مجموعة ""أوبك+"" وعلى رأسها السعودية وروسيا، الخميس، إلى اتفاق يقضي باستئناف زيادة إنتاج النفط الخام تدريجياً اعتباراً من مايو (أيار) المقبل وعلى مدى ثلاثة أشهر، بعد فترة من تثبيت ضخ الخام بهدف تحقيق الاستقرار في سوق الطاقة العالمية. جاء ذلك خلال الاجتماع الـ 15 الذي عقدته المجموعة التي تضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها العشرة، افتراضياً عبر تقنية الفيديو كونفرانس. وبموجب الاتفاق، ستقوم المجموعة باعتماد زيادة الإنتاج 350 ألف برميل يومياً في شهر مايو (آيار) ومثلها في يونيو (حزيران)، ثم 400 ألف برميل يومياً في يوليو (تموز). ويمثل الاتفاق استجابة لضغوط داخلية وخارجية طالبت بتعزيز العرض من النفط الخام للاقتصاد العالمي المنتعش، بعد تداعيات صعبة بسبب أزمة كورونا. وقالت منظمة "أوبك" في بيان صدر في ختام اجتماع اليوم، إنه تم "الاتفاق على تعديل مستويات الإنتاج لشهور مايو ويونيو ويوليو 2021، مع الاستمرار في الالتزام بالآلية المتفق عليها في الاجتماع الوزاري الـ 12 لمنظمة "أوبك" وغير الأعضاء المنعقد في ديسمبر (كانون الأول) 2020، لعقد الاجتماعات الوزارية الشهرية لـ "أوبك" وغير الأعضاء، لتقييم ظروف السوق واتخاذ قرار في شأن تعديلات مستوى الإنتاج للشهر التالي، بحيث لا يزيد كل تعديل على 500 ألف برميل يومياً". 

امدادات السوق

وكانت ترجيحات قوية سبقت الاجتماع تشير إلى تمديد اتفاق الخفض مع تغييرات بسيطة لا تؤثر في زيادة إمدادات السوق. وبحسب الاتفاق الأخير في مارس الماضي، تخفض مجموعة "أوبك+" ما يزيد قليلا على 7 ملايين برميل يومياً، إضافة إلى مليون برميل يومياً تخفضها السعودية لدعم الأسعار وتقليص فائض الإمدادات. وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصدر في مجموعة "أوبك+" لم تسمه، فإن "السعوديين أكدوا خلال الاجتماع أن من حق الرياض مراجعة خفضها الطوعي البالغ مليون برميل يومياً بشكل منتظم، وأنها تدرس إعادة ضخ 250 ألف برميل يومياً من الخفوض الطوعية في مايو، و250 ألف برميل يومياً أخرى في يونيو". 

تنسيق سعودي - روسي 

وفي اتصال هاتفي، ناقش ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعزيز كفاءة عمليات إنتاج النفط، والإسهام في تخفيف الانبعاثات الكربونية في العالم لمواجهة التحديات البيئية. وبحسب بيان وزارة الخارجية السعودية، ناقش ولي العهد السعودي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والتي تهدف إلى رفع الغطاء النباتي. 

وزير الطاقة السعودي: السوق لازالت بعيدة من التعافي 

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الخميس، إن سوق النفط العالمية لازالت بعيدة من مرحلة التعافي حتى الآن، ويجب أن نحافظ على نهج حذر. وأكد الأمير عبدالعزيز خلال كلمته في الاجتماع، أن منظمة "أوبك" والدول الأعضاء فيها تلتزم بالتضامن الطبيعي مع استقرار سوق النفط المستدام، لكنهم ملتزمون أيضاً بمعالجة القضايا ذات الاهتمام العالمي، بما في ذلك التنمية المستدامة والمبادرات البيئية وتغيير المناخ والقضاء على فقر الطاقة. وتابع، "يجب أن تكون "أوبك" وصناعة النفط والغاز جزءاً من حل مشكلة تغير المناخ، إنهم يمتلكون موارد وخبرات مهمة يمكن أن تساعد في مواجهة التحدي المتمثل في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية". وأفاد الوزير السعودي، "طالبنا الشهر الماضي باتباع نهج حذر ومتشدد، ولسوء الحظ ثبت أننا على صواب من خلال التطورات اللاحقة". وقال، "هناك من شكك في إجراءاتنا وأننا خلف المنحنى ولا نستجيب لحاجات السوق، أدركوا الآن أن موقف "أوبك+" الحذر كان المسار الصحيح للعمل. يجب علينا جميعاً أن نتصرف بتواضع، وأن ندرك حدود قوتنا التنبؤية في مواجهة الظروف غير المسبوقة". وأشار إلى أنه في ظل بيئة السوق غير المؤكدة حالياً، يعد رسم مسار محدد للانتعاش أمراً غير حكيم، إذ تبقى الحقيقة أن الصورة العالمية بعيدة من أن تكون متساوية، والانتعاش بعيد من الاكتمال.

مستويات الالتزام

وتحدث الأمير عبدالعزيز عن أن مستويات التزامات التحالف بالاتفاق مثيرة للإعجاب مرة أخرى، إذ تم تحديد مستويات تجميعية جديدة عند 113 في المئة، لكن علينا أن نقترب من الأسابيع المقبلة بالالتزام الرائع نفسه. وقال، "إلى أن يصبح دليل التعافي غير قابل للدحض، يجب أن نحافظ على هذا الموقف الحذر. قبل بضعة أشهر وجدنا أنفسنا في عين العاصفة، لكن الآن تحسنت أحوال البحر، ومن خلال جهودنا ثبتنا السفينة". وذكر الوزير أنه في "بعض أجزاء العالم مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كان طرح اللقاحات فعالاً للغاية، كما توفر إجراءات التحفيز الدعم المطلوب بشدة لإنعاش الاقتصاد العالمي، حتى في تلك القطاعات التي تضررت بشدة مثل السفر بالطائرة، هناك دلائل على تحسن ملموس".

الأمواج مرتفعة 

وفي سياق متصل، جدد الوزير السعودي دعوته للحذر في شأن سوق الطاقة على الرغم من بوادر الانتعاش. مضيفاً، "الأمواج ما زالت مرتفعة والبحر لا يزال هائجاً، ففي منطقة اليورو تستمر معدلات الإصابة في الارتفاع وتقوم البلدان بإعادة فرض عمليات الإغلاق الكامل أو الجزئي وتوسيع القيود لمكافحة الموجة الثالثة". 

وتابع، "في مثل هذه الظروف الحالية هناك سيناريوهات مختلفة تتطلب المرونة والاستجابة لحاجات السوق".  وقال الأمير عبدالعزيز "إن الاتفاق في ديسمبر الماضي أوجدت آلية مرنة لعقد اجتماعات شهرية بدءاً من يناير 2021، واتخاذ قرار في شأن تعديل الإنتاج، سواء كان ذلك لزيادة الإنتاج أم الحفاظ عليه أم خفضه، وفقاً لظروف السوق"، مؤكداً أن الاستمرار في هذا النهج المرن سيخدمنا بشكل أفضل. 

 تواصل أميركي مع الرياض قبيل الاجتماع 

الى ذلك، قامت الولايات المتحدة بالتواصل مع السعودية قبيل اجتماع "أوبك+"، مع استئناف إدارة الرئيس جو بايدن متابعة لسلفه دونالد ترمب الذي كان يتواصل مع أكبر منتجي "أوبك" قبل الاجتماعات المهمة. وفي هذا الشأن، قالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم، إنه يتعين الإبقاء على الطاقة عند أسعار في متناول المستهلكين. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت جرانهولم عبر حسابها الرسمي على "تويتر"، أنها أجرت مكالمة مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان.  وتابعت، "جددنا التأكيد على أهمية التعاون الدولي لتأمين مصادر طاقة للمستهلكين، ذات موثوقية وبأسعار في المتناول".  وتبقى الولايات المتحدة غير العضو في الاتفاق، أكبر منتج للنفط الخام في العالم، ويبلغ حجم إنتاجها 11 مليون برميل يومياً.  

تحسن الأوضاع 

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة الروسي، أليكسندر نوفاك، إن الوضع في سوق النفط العالمية تحسّن، وأن العجز العالمي يبلغ حالياً نحو مليوني برميل يومياً، لكن هناك ثمة ضبابية كبيرة في السوق، بخاصة في أوروبا. وأضاف نوفاك خلال كلمته في الاجتماع، أن الاقتصاد العالمي على مسار التعافي، وهو أمر إيجابي للطلب العالمي على النفط، ونتوقع طلباً عالمياً على النفط بين 5 إلى 5.5 مليون برميل يومياً خلال العام 2021، مشدداً على أهمية ألا يحدث نشاط محموم في السوق أو السماح بحدوث عجز. 

استمرار مسار التعاون 

من جهته، قال الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد سانوسي باركيندو، "إننا بحاجة إلى الاستمرار في مسار التعاون، وأن نسترشد بالبيانات والتحليلات لتطبيق خفض الإنتاج، وأن نراجع التوقعات بشكل منتظم وأن نتخذ الأمور خطوة بخطوة".  وأضاف باركيندو أن النهج الحذر أثبت فعاليته حتى الآن، كما يمكن رؤيته في القرار الذي تم اتخاذه في الاجتماع الوزاري الـ 14 لمنظمة "أوبك" وغير الأعضاء. وأفاد باركيندو بأن هناك بعض الإيجابيات بسوق النفط التي يجب التركيز عليها أيضاً، مثل طرح اللقاحات ومزيد من الحوافز المالية، لا سيما الحزمة الضخمة البالغة 1.9 تريليون دولار في الولايات المتحدة، كذلك الاستقرار أو الانخفاض بمستويات المخزونات النفطية.

توقعات النمو

وأكد، "إننا نحتاج إلى اتخاذ قرار في شأن الخطوة التالية، بينما نرسم مساراً لبقية الربع الثاني من العام 2021 وما بعده"، مشيراً إلى تحسن توقعات النمو العالمي خلال العام الحالي من 4.8 في المئة، إلى 5.1 في المئة، تعتبر إجراءات التحفيز الأميركية الإضافية محركاً رئيساً لهذا الزخم الصعودي. 

وتابع باركيندو، "تحليلنا الأخير للسيناريو يشير إلى أن هذا الارتفاع الطفيف قد يحتاج إلى المراجعة نظراً للعديد من عوامل عدم اليقين في أماكن أخرى".  ولفت إلى انخفاض تقديرات الطلب بشكل هامشي للعام الحالي إلى 5.6 ملايين برميل يومياً، بعد ما تقلص ووصل إلى 9.6 ملايين برميل يومياً، لذلك من غير المتوقع العودة إلى مستويات 2019 قبل عام 2022.

توقعات أكثر إيجابية 

بدوره، قال وزير الموارد المعدنية والبترول الأنغولي ورئيس مؤتمر "أوبك"، ديامانتينو بيدرو أزيفيدو، خلال كلمته، إن التوقعات بالنسبة لصناعة النفط تبدو أكثر إيجابية، ويرجع الفضل في ذلك إلى جهود التحالف الحازمة لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية، واستعادة إمكاناتها، وتوفير منصة للتعافي.

وقال بيدرو، "مرّ ما يقرب من عام منذ انعقاد الاجتماعين الاستثنائيين التاسع والعاشر لهذه المجموعة وسط انتشار جائحة سريع، وتزايد عدم اليقين في شأن استقرار سوق النفط الخام". وأشار إلى التقدم في توزيع لقاحات كورونا التي تبث الأمل في المستقبل وتنشط الاقتصاد العالمي. مضيفاً، "يجب أن يكون الطريق إلى الأمام شاملاً ويجب ألا تُترك البلدان النامية والناشئة متخلّفة عن التجديد والانتعاش".

المزيد من البترول والغاز