Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتوقف أسعار النفط عن الصعود؟

الأسواق في ترقب مع تمديد "أوبك" قيود الإنتاج وآمال التعافي الاقتصادي

تخفيضات "أوبك" دعمت صعود أسعار النفط إلى أعلى مستوى (أ ف ب)

ارتفعت أسعار النفط إلى نحو 69 دولاراً مع تركيز المستثمرين على احتمال شح الإمدادات بعد تمديد "أوبك" قيود الإنتاج وسط آمال متزايدة بتعافي الطلب.

وانتعشت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو (أيار) 60 سنتاً، بما يعادل 0.88 في المئة إلى 68.82 دولار للبرميل. وزاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 47 سنتاً أو 0.72 في المئة إلى 65.52 دولار للبرميل.

وفي ظل الصعود المتواصل، يرى محللون ومتخصصون في شؤون النفط أن أساسيات السوق ليست قوية بما يكفي لتبرير الزيادة المتواصلة في أسعار الخام والتي ستكون مؤقتة.

ومع بداية الأسبوع الجاري، أدى استهداف منشآت نفطية سعودية والأنباء المتعلقة بحزمة التحفيز في الولايات المتحدة، إلى دعم استمرار صعود الأسعار.

ويعتقد محللون في تصريحات متفرقة أنه على الرغم من تلقي الأسعار دعماً من تخفيضات "أوبك+"، فإن هناك عدداً من العوامل المؤثرة في الأسعار خلال الفترة المقبلة، وعلى رأسها احتمال ضعف الطلب العالمي على النفط واستمرار تراجع حركة الطيران الدولية.

وتوقع المحللون لدى "آي أن جي"، في تقرير نقلته وكالة "رويترز"، "مزيداً من الصعود في السوق على المدى القصير، لا سيما أنه من المرجح أن تحتاج السوق الآن إلى تسعير علاوة مخاطر مع تزايد وتيرة الهجمات".

الداعم الأكبر

وشكّل قرار "أوبك+" الخميس، الداعم الأكبر لأسعار النفط خلال الأيام الماضية، إذ أبقت على تخفيضات الإنتاج من دون تغيير مع منح استثناء لروسيا وكازاخستان، على أن تواصل السعودية الخفض الطوعي بواقع مليون برميل يومياً خلال أبريل (نيسان) المقبل. وهو ما عزز الآمال في مزيد من التعافي لأسعار الخام التي تشهد تحسناً في الآونة الأخيرة.

وارتفع برنت والخام الأميركي للجلسة الرابعة على التوالي، بعد قرار "أوبك+".

سلوك المضاربين

ويعزو المحلل النفطي كامل الحرمي السبب الرئيس في ارتفاع أسعار النفط إلى سلوك المضاربين وقراراتهم في خصوص الإنتاج والبيع والشراء لعقود الخام في السوق العالمية، ما أشعل فتيل الأسعار مع ارتفاع التمركزات الشرائية على النفط.

ويضيف أن "المضاربين غير التجاريين يمثلون فئة مهمة من المتداولين في سوق العقود الآجلة وتتسبب تداولاتهم في تحريك الأسواق في اتجاه معين، لامتلاكهم حسابات ضخمة، ولأنهم يقومون بالتداول بهدف جني الأرباح، ولذلك فإنهم يتبعون اتجاه السوق بقوة، ويشترون في الاتجاه الصاعد، ويبيعون في الاتجاه الهابط.

ويلفت إلى أن استهداف منشآت نفطية سعودية أسهم إلى حد كبير في دعم الأسعار خلال تعاملات الثلاثاء، لا سيما أن ميناء رأس تنورة أكبر موانئ شحن البترول في العالم، ويصدر ما مجموعه نحو 6.4 مليون برميل من الصادرات النفطية يومياً.

ويوضح الحرمي أن ارتفاع الأسعار لا يعني أن أساسيات السوق باتت قوية لتبرير الزيادة المتواصلة، وهو ما دفع مجموعة "أوبك+" إلى قرار عدم زيادة الإنتاج في الاجتماع الماضي، إذ ما زالت المخاطر التي تواجه الأسواق النفطية قائمة، إضافة إلى أن تعافي الطلب العالمي ليس كافياً لدعم الأسعار علاوة على استمرار تراجع حركة الطيران الدولية.

وتوقع اتجاه قطاع من المضاربين والمستثمرين في أسواق النفط العالمية إلى بيع العقود الآجلة للنفط لجني الأرباح الناتجة من الارتفاعات الأخيرة، لتتراوح الأسعار عند مستوى 65 دولاراً للبرميل.

حزمة التحفيز الأميركية

ويُرجع أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة "في آي ماركتس"، ارتفاع برميل النفط إلى 70 دولاراً إلى أسباب عدة أهمها تمديد "أوبك+" خطة التخفيض الحالية للإنتاج حتى أبريل، إضافة إلى استمرار السعودية في التخفيض الطوعي بمليون برميل يومياً، فضلاً عن البيانات الجيدة لاقتصاد الولايات المتحدة.

ويشير إلى أن الأنباء المتعلقة بحزمة التحفيز الأميركية أثرت إيجاباً في أسعار النفط، فبعدما وافق مجلس الشيوخ على حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن في وقت سابق، سادت حالة من التفاؤل حول دعم تلك الحزمة لتحقيق تعافٍ اقتصادي بوتيرة أسرع بما سيصاحبه تحسن في النشاط الصناعي، ما يدعم أسعار النفط.

ويتابع، "تحسن البيانات الاقتصادية في الصين وعودة المصانع إلى العمل بنسبة تصل إلى 79 في المئة في ظل زيادة التصدير بنسبة 50 في المئة في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2021، بالتالي كل هذه الأسباب أدت إلى إشارة في تحسن الطلب على الخام".

ويتوقع معطي أن يستمر السعر مدعوماً خلال الفترة المقبلة في حال ظلت البيانات الاقتصادية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين جيدة، مع التزام أعضاء "أوبك+" بخطط خفض الإنتاج. وترتفع أسعار النفط إلى مستويات ما بين 75 و80 دولاراً خلال الربع الثاني من 2021.

داعم قوي للأسعار

ويقول رائد الخضر، رئيس قسم البحوث لدى "إيكويتي غروب" العالمية التي تتخذ من لندن مقراً لها، "وصل خام برنت اليوم إلى مستوى 71 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ مايو 2019، وجاء الارتفاع عقب استهداف منشآت نفطية سعودية. وكان اتفاق "أوبك+" نهاية الأسبوع الماضي داعماً قوياً للأسعار".

ويضيف أنه مع انخفاض أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا والتوسع في توزيع اللقاحات وعودة النشاط الاقتصادي إلى طبيعته، بالتالي ارتفاع آمال التعافي الاقتصادي، سيدفع الطلب على النفط الأسعار إلى الارتفاع.

ويشير إلى أن يُعدّ تداول برميل النفط أعلى الـ70 دولاراً مؤشراً إيجابياً، ولكن بعض التصحيحات واردة نحو 66 دولاراً قبل الصعود مجدداً واستهداف مستوى 75 دولاراً.

ويضيف أن الأسعار الحالية تُشجع على إنتاج مزيد من النفط الصخري، ولكن قد لا يعود إلى مستوياته ما قبل الجائحة، مع التزام كبار المنتجين تحويل أي تدفق نقدي فائض إلى مدفوعات إضافية للمساهمين، إلا أن بعض الشركات الصغيرة قد تُفسد ما تُصلحه "أوبك+".

تحسن مستمر  

ويقول أحمد حسن كرم، المتخصص في الشؤون النفطية إن الأسعار الحالية للنفط في تحسن مستمر مع زيادة تصاعدية في معدلات الطلب النفطي. وهذا يأتي مع استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية، خصوصاً للدول الصناعية كالصين والولايات المتحدة، والانفتاحات المدعومة بتحسن الأوضاع الصحية وتزايد أعداد متلقي لقاحات كورونا وانخفاض في أعداد الإصابات العالمية بالفيروس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن تخفيضات السعودية التطوعية بما يقارب المليون برميل ساعدت على تحسن أسعار النفط، وهو الأمر المرجو لبقية الدول المنتجة.

ومن جانب آخر، يشير كرم إلى أن التوترات الجيوسياسية الحالية في المنطقة وإطلاق الصواريخ على المنشآت النفطية في الأراضي السعودية، يلعبان دوراً كبيراً في تصاعد أسعار النفط، كون المنطقة تحتوي على أكبر الإمدادات النفطية في العالم، وأي تأثير فيها سيكون مردوده قوياً على أسعار النفط.

ويتوقع أن تبقى أسعار النفط في الفترة الحالية كما هي بين 65 و75 دولاراً، إلا إذا جاءت أمور سياسية تصاعدية جديدة أو اقتصادية مغايرة عن الحالية.

50-60 دولاراً سعر برميل النفط

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "توتال"، الاثنين، إن تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا قد يستغرق عامين، مستبعداً أن تظل أسعار النفط عند مستواها المرتفع الحالي البالغ 70 دولاراً للبرميل.

وكشف باتريك بويان خلال حديث مع إذاعة "بي إف إم"، عن أنه لا يراهن على بقاء الأسعار عند 70 دولاراً للبرميل، مضيفاً "أرى السعر الصحيح عند حوالى 50 أو 60 دولاراً للبرميل".

الهند تخطط لخفض الاعتماد على نفط الشرق

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أن الهند طلبت من مصافي التكرير الحكومية الإسراع في تنويع واردات النفط لتقليص اعتمادها تدريجاً على الشرق الأوسط، بعدما قررت "أوبك+" الأسبوع الماضي مواصلة غالبية تخفيضات الإنتاج في أبريل.

وتحصل الهند، ثالث أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم، على حوالى 84 في المئة من حاجاتها الإجمالية من النفط الخام، وعلى ما يزيد على 60 في المئة من الخام من دول الشرق الأوسط، إذ إنه عادة ما يكون أقل تكلفة من النفط الآتي من الغرب.

المزيد من البترول والغاز