Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يتعزز فوق 60 دولارا... لماذا؟

رغم مخاوف الطلب وتخمة المعروض الأسعار "تتأرجح "لكنها في طريقها إلى التعافي

على الرغم من جائحة كورونا وضغوط تمدد الإغلاقات إلا أن أسعار النفط تتمسك بمستوى الـ 60 دولاراً (رويترز)

تراجعت أسعار النفط في العقود الآجلة لخام برنت القياسي، مع انفراجة أزمة السفينة "إيفر غيفن" في قناة السويس، حيث بدأ خام برنت مرتفعاً 58 سنتاً مبكراً، بما يعادل 0.9 في المئة ليصل إلى 65.15 دولاراً للبرميل، كما زاد الخام الأميركي 40 سنتاً أو 0.7 في المئة مسجلاً 61.37 دولاراً للبرميل، إلا أن كلا العقدين تراجعا إلى أكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة.

تحريك السفينة 

وقالت هيئة قناة السويس إن جهود الإنقاذ أثمرت عن تحريك سفينة الحاويات العملاقة التي كانت تسد المجرى الملاحي للقناة، مما يعزز الآمال في عودة النشاط إليها بعد تكدس عدد من السفن. في الوقت ذاته، يرى متخصصون أن تعطل حركة الشحن البحري العالمية قد يستمر لأسابيع وربما لأشهر، بحسب ما قالت شركات خطوط ملاحية كبرى.

وقالت المحللة في "ريستاد إنرجي"، لويس ديكسون، "حتى إذا غادرت السفينة القناة فبعض التداعيات تظل متوقعة". وأضافت ديكسون أن "تحميل النفط فضلاً عن بعض الطلب النفطي قد يتأثر مع اضطرار المصنِّعين إلى الإغلاق أو وقف الإنتاج، إلى حين وصول البضائع المتأخرة إلى المصانع".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتأرجحت الأسعار بحدة خلال الأيام القليلة الماضية، مع محاولة المتعاملين والمستثمرين تقييم أثر إغلاق الممر التجاري الرئيس، والتداعيات الأوسع نطاقاً للإغلاقات التي أُقرّت لمكافحة فيروس كورونا. وتوقع كبير محللي السوق لدى "أواندا"، جيفري هالي، استمرار تقلبات السوق. 

تفاؤل المستثمرين 

وكانت أسعار النفط تعززت نحو مستوى 60 دولاراً للبرميل، وذلك للمرة الأولى منذ سنة، مدعومةً بتفاؤل المتعاملين والحذر حيال عودة الطلب العالمي على الخام، مع بدء التعافي التدريجي للاقتصاد من تداعيات كورونا. وبحسب متخصصين في شؤون النفط، فإن عوامل عدة ساعدت في دعم هذا الصعود، منها جهود مجموعة "أوبك+" في الحفاظ على استقرار الأسواق بخفض الإنتاج، إضافة الى تراجع الإمدادات.

النفط في طريق التعافي 

وفي هذا الصدد، أكد المتخصص في شؤون النفط محمد الشطي أنه "لا يشك أحد في أن أسعار النفط تسير على طريق التعافي، وهي تعكس تحسناً في أساسات السوق من جهة الطلب العالمي على النفط، خصوصاً بعد اكتشاف لقاحات عدة لفيروس كورونا، ما دعم فتح آفاق تعافي الاقتصاد، وعودة الأنشطة تدريجياً مع انتعاش حركة النقل بأنواعها". وأضاف الشطي أن "المعروض في أسواق النفط كان المحرك الرئيس فيه هو اتفاق "أوبك+"، وهو خلاصة تعاون طوعي لخفض الإنتاج بين الأعضاء". 

تعزيز الاستقرار بفضل السعودية 

وأوضح الشطي أن "المبادرة السعودية جاءت لتتوّج وتقود جهود تحالف المنتجين لاستعادة توازن الأسواق، واستمرار خفض الإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً خلال فبراير (شباط) ومارس (آذار) وأبريل (نيسان) يُعتبَر خطوة جريئة وقوية، ولذلك كانت استجابة الأسعار صعوداً سريعة بحيث فتحت آفاق التوقعات ببلوغ الـ 70 والـ 80 دولاراً للبرميل". 

تجدد المخاوف 

إلا أن الشطي أوضح أن "عودة المخاوف من كورونا في ظل ارتفاع الإصابات حول العالم، وقيام دول أوروبية بفرض اشتراطات وقيود وحظر للتعامل،عوامل جددت الشكوك بشأن تباطؤ وتيرة تعافي الطلب العالمي كما كان متوقعاً سابقاً، مما شكّل ضغوطاً على الأسعار التي بدأت بالهبوط". وأضاف أن "أحد أسباب تعزيز أجواء التفاؤل هو الحزم المالية العالمية، ومنها الأميركية، التي عوضت جزئياً الأضرار التي سببتها كورونا، إذ يُتوقَع أن تحفز هذه الخطط الأنشطة الاقتصادية وعودة الحياة إلى طبيعتها من جديد". 

مخاوف الإمدادات 

وذكر المتخصص في الشؤون النفطية أن "إغلاق قناة السويس أدى إلى مخاوف من تعطل وتأخر الإمدادات إلى أسواق النفط، ثم نجاح تعويم الناقلة وعودة القناة لاستقبال حركة الناقلات أثار ضغوطاً على الأسعار"، مؤكداً أن "الجميع يتوافق على أن السوق أمام مسار تعافٍ في كل المجالات، لكن الوتيرة ليست سريعة بحيث تدعم استمرار الأسعار العالية، ولذلك يُتوقع أن تبقى الأسعار في حال تذبذب بانتظار وضوح مؤشرات ثابتة نحو اتجاه تعافي الطلب، في مقابل تقييد المعروض وتشجيع السحوبات من المخزون النفطي العالمي، وهناك أيضاً توافق بأن مثل هذه التوجهات ستكون واضحة خلال النصف الثاني من العام 2021، ما قد يدفع باتجاه الـ 70 دولاراً للبرميل". 

صعود إنتاج روسيا النفطي 

في سياق متصل، قال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز"، إن إنتاج النفط ومكثفات الغاز الروسي زاد إلى 10.22 مليون برميل يومياً خلال الفترة من الأول وحتى الـ 28 مارس، من 10.1 مليون برميل يومياً في المتوسط في فبراير، وهو يتفق إلى حد كبير مع خطط موسكو. وتأتي زيادة الإنتاج بعد تراجع في فبراير الماضي، عندما هبط إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز إلى 10.16 مليون برميل يومياً في يناير الماضي.
وقال مصدر مطّلع على التوجه الروسي، إن موسكو ستدعم إلى حد كبير تثبيت الإنتاج النفطي لمجموعة "أوبك+" التي تضم كبار منتجي الخام في العالم، في مايو (أيار)، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إلى زيادة محدودة نسبياً لإنتاجها لتلبية ارتفاع موسمي للطلب. 

العراق يوقع اتفاق مبادئ مع "توتال" 

من جهة أخرى، قالت وزارة النفط العراقية إنه تم توقيع اتفاق مبادئ مع شركة توتال لإقامة أربعة مشاريع طاقة عملاقة، تشمل مشروعاً لتحلية مياه البحر ومجمعات لمعالجة الغاز الطبيعي، موضحةً في بيان أن الاتفاق وُقِّع خلال زيارة أجراها الرئيس التنفيذي لـ "توتال"، باتريك بويان إلى العراق.

المزيد من البترول والغاز