Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"البراري البيضاء" سبخات ملحية تغطي مساحات شاسعة في السعودية

تسمى الظاهرة بـ "الكساء الملحي" ويشكل السير عليها خطورة عالية

حزم سياف دشن حقائبه في رحلة برية عائلية، انطلقت من محافظة بيشة جنوب غربي السعودية، متجهين إلى العلا، إحدى أقدم المدن في شبه الجزيرة العربية، الواقعة شمال غربي السعودية، في فبراير (شباط) الماضي.

لم تكن العائلة السعودية تعرف المكان الذي تنوي زيارته، لذلك كانت خرائط غوغل هي المرشد السياحي لهم في الرحلة، وخلال نظرة خاطفة من المصور إلى الخريطة لمراجعة الطريق، لفت انتباهه بياض ممتد على مساحات شاسعة في أحد الأماكن القريبة من الطريق الذي يسلكه.

وفي فضول حاول دشن استجلاء ما أشارت إليه الخريطة الرقمية، فانحرف عن مساره لمشاهدة ذاك البياض عن قرب، مرجحاً أن ما ينتظره في مركز أم الدوم غرب البلاد، هي جبال من حجر "المرو" الثمين المكون من ثاني أكسيد السيليكون، ليتفاجأ بكونها سبخات ملحية ممتدة على مد النظر.

معدن أم ملح؟

رجح ابن بيشة فرضية "المرو" لأنه يعرفه جيداً، فمسقط رأسه يحتوي سلاسل جبلية بها أنواع من الحجارة البيضاء كالمرو والكوارتز الذي يستخدم في صناعة الزجاج بشكل أساس.

وما بين توثيق المشهد الذي اندفع سياف لحفظه عبر صور جوية، لم يصدق ابنه عبدالله أن يكون البياض ملحاً، ما دفعه إلى إشباع شكوكه عبر تذوقه.

ولم يكن الصبي ذو الـ 13 ربيعاً، الوحيد الذي لم يصدق ما شاهده، إذ يصف سياف ردود فعل المتابعين بعد نشره لبعض اللقطات على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها "انقسمت بين متعجب ومتسائل عن ماهية البياض، وما إذا كان ملحاً أم ثلوج نهاية فصل الشتاء".

خطر محدق

المنظر البرّاق والأخّاذ قد يكون المنظر الأخير لزائري السبخات الملحية، إذ لعبت درجة الحرارة وطبيعة التربة السبخة غير المستقرة دوراً في جعل رمالها متحركة وأراضيها رخوة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذ يشير دشن إلى الأخطار التي لفت الرحلة الجميلة، قائلاً "لا أنصح بزيارة المكان بشكل عام لأنه خطير خصوصاً في وقت الأمطار، ورأيت آثاراً لعربات علقت في تربتها بشكل عميق".

السبخات الملحية في السعودية

وتعرف الأراضي السعودية بانتشار السبخات الملحية في مناطقها المطلة على الخليج العربي والبحر الأحمر بشكل كبير، إلا أن الحال التي رصدها المصور تكتسب غرابتها من كونها في أراض داخلية وليست مشاطئة للبحر، وهي الحال التي تعرف بـ "السبخة القارية أو الداخلية".

وتتكون هذه السبخات في المساحات الرملية ذات التربة الملحية التي تتعرض لمعدلات عالية من تبخر المياه، لتلعب درجة الحرارة بعد ذلك دوراً في تكون قشرة صلبة وبيضاء على سطحها.

وتنتشر السبخة بشكل واسع حول العالم، ورصدت في مناطق مختلفة في الخليج العربي ودول شمال أفريقيا والسودان والمكسيك وأستراليا، وتشكل أكثر من 30 في المئة من مساحة اليابسة على الأرض، بحسب دراسة أجرتها جامعة الملك عبدالعزيز.

الغطاء الأبيض يخنق الغطاء النباتي

وعلى الرغم من جمال منظرها إلا أن السبخات الملحية تخنق التربة الزراعية وتدمرها، نظراً لارتفاع درجة حرارتها واستمرار التبخر الذي يبقي الأملاح على السطح، إلا أن التجارب البيئية الجديدة تشير إلى إمكان استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة أو مياه البحر أو مياه الصرف الزراعي لاستصلاح تربتها.

وفي السعودية، بدأت وزارة البيئة والمياه والزراعة محاولاتها نحو التشجير البيئي للسبخات الملحية المنتشرة في أطراف البلاد، إذ أعلنت في وقت سابق نيتها استثمار الأجزاء المناسبة منها لتحويلها إلى أراض منتجة عبر استزراعها بعدد من النباتات.

وعالمياً يوجد نحو ألفا نوع من النباتات التي يمكن استزراعها على السبخات الملحية، وسمّت السعودية بعض الأشجار المحلية المتعايشة مع الملوحة العالية، ومنها الأثل والطرفا والغاف الخليجي وبعض أنواع الأكاسيا.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات