Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

على أصحاب العمل إعطاء الموظفين إجازات للحصول على اللقاح

على المؤسسات البريطانية منح العمال متسعا من الوقت للحصول على لقاحاتهم كي ينجح برنامج التطعيم الوطني

التطعيم في أماكن العمل قد تكون الخطوة المقبلة في برنامج التطعيم (غيتي)

تعني الإمدادات المتقلبة أن البريطانيين الأصغر سناً قد يضطرون إلى الانتظار بضعة أسابيع أكثر من المتوقع، بهدف الحصول على لقاحاتهم. في المقابل، تصر الحكومة على أنها ستحقق أهدافها المقررة في برنامج التلقيح، وتالياً يجب ألا يستغرق الأمر مدة أطول مما ينبغي. هل يقدم أصحاب العمل للموظفين البريطانيين الوقت الذي يحتاجون إليه للحصول على لقاحاتهم؟ وأخيراً، نشر "مؤتمر الاتحادات المهنية" بعض البحوث المزعجة التي تشكك في هذا الأمر.

إذ بيّن استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" (المعنية بقياس الرأي العام) لمصلحة تلك الهيئة النقابية وشمل ألفاً واثنين من أصحاب القرار في مجال الموارد البشرية (في الشركات)، أن أقل من نصف المشاركين (45 في المئة) يمنحون الموظفين إجازة مدفوعة من أجل تلقي  اللقاح، على الرغم من مصلحتهم الواضحة في أن يفعلوا ذلك.

 بالتالي، فمن شأن ذلك أن يضع العاملين لديهم في معضلة بغيضة، إذا لم يتمكنوا من تأمين مواعيد لأنفسهم في وقت مناسب.

معلوم أن عديداً من الناس قضوا أشهراً في إجازات مدفوعة (تدعمها الحكومة)، ما يعني خفضاً بنسبة 20 في المئة من أجور هؤلاء. وتنشر "مؤسسة القرار" The Resolution Foundation أيضاً التوقعات الفصلية للعوائد، التي بينت أن نصف العاملين عانوا خفضاً حقيقياً خلال العام الماضي، وكما قد تتوقعون، كان العاملون الأحدث سناً الأكثر تضرراً.

وفي حال مواجهة خيار الحصول على لقاح أو الحصول على أجر، قد يختار عدد كبير من الناس الحصول على أجر، لا سيما إذا كان لديهم صاحب عمل من ذلك النوع الذي يُستَبعد أن يتعاطف معهم إذا أصابتهم الآثار الجانبية للقاح. وتوضيحاً، تشكل الآثار الجانبية أمراً هيناً تماماً بالمقارنة مع أعراض "كوفيد- 19"، كما أستطيع القول بثقة بعد تجربة كليهما. في المقابل، يظل في وسع الآثار الجانبية أن تعطل الشخص يوماً أو يومين.

لا تتمثل المشكلة، ربما، في مسألة جدية الناس بمقدار كونها أمراً يتعلق بحضورهم إلى العمل في وقت يجب أن يعزلوا أنفسهم فيه، لأن الإجازات المرضية المدفوعة بائسة في القانون البريطاني.

في المقابل، لا يزال الأمر ينطوي على الطلب من الناس أن يختاروا بين الشؤون المالية الأسرية والعائلات من جهة ومجتمعاتهم المحلية من جهة أخرى. فإذا كانوا يتدبرون أمورهم بالكاد، ولديهم ديون يقلقون بشأنها، وربما أطفال صغار، فمن المفهوم أن تحوز شؤونهم المالية الأولوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والحقيقة أنه لا ينبغي لنا أن نطلب من الناس أن يتصدوا لخيار من هذا القبيل. إذ تتوفر سبل في معالجة المشكلة. وقد يكون أحد السبل، وفق اقتراح من "مؤتمر الاتحادات المهنية"، أخذ عيادات التلقيح إلى أماكن العمل.

وقد يؤدي هذا أيضاً دوراً في معالجة أي مخاوف قد تكون لدى الموظفين متعلقة بالتلقيح في شكل أكثر عموماً. إذ لا شيء يضاهي وجود فريق طبي في الموقع لتفسير أن اللقاحات آمنة، لا سيما إذا حصل عليها أعضاء الفريق أنفسهم.

وكذلك يتعين على الحكومة أيضاً أن تشرع في فرض ضغوط على أصحاب العمل كي يتبعوا الحس السليم ويؤدوا دوراً طيباً.

والأسبوع الماضي، ناقشتُ استطلاعاً أجراه "معهد تشارترد للإدارة" يبين أن غالبية واضحة من مدراء الشركات (58 في المئة) تؤيد التلقيح الإلزامي. وكانت أرقام المستعدين لفرض سياسات تفصل من لا يتلقح من عمله أقل (42 في المئة)، لكن هذه الأرقام لا تزال كبيرة.

وفي سياق متصل، بيّن استطلاع "مؤتمر الاتحادات المهنية" أن سياسات كهذه بدأت تُفرَض بالفعل. وأشار أيضاً إلى أن واحدة من كل سبع (14 في المئة) من شركات القطاع الخاص اتخذت الخطوة لمصلحة موظفين جدد أو حتى عاملين لديها، على الرغم من أن الحكومة أعربت عن شكوكها في مشروعية الخطوة في ما يتعلق بالفئة الأخيرة.

في هذا الشأن، إن تنفيذ ذلك من ناحية، مع رفض منح الموظفين الوقت اللازم للحصول على لقاحاتهم من ناحية أخرى، أمر غير معقول ببساطة.

ومما لا شك فيه أن الشركات عانت صعوبة أثناء انتشار الجائحة، ومن المفهوم أن الشركات التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها سترغب في ضبط أوضاعها عندما يُسمَح لها مرة أخرى بفتح أبوابها.

في زاوية مقابلة، لن يكون برنامج التلقيح فاعلاً حقاً ضد الفيروس، إلا إذا حصل تلقيح جماعي في مختلف شرائح المجموعة السكانية، بما في ذلك الجماعات المعرضة إلى خطر أقل في الإصابة بالفيروس. ومن أجل حياة الناس والاقتصاد، لا بد من أن ينجح البرنامج.

وفي ذلك الصدد، ذكرت الأمينة العامة لـ"مؤتمر الاتحادات المهنية"، فرانسيس أوغرادي، إنه "يتعين على أصحاب العمل أن يضطلعوا بدورهم في جهود بريطانيا في مجال التلقيح أيضاً". وعلى نحو بارز، يصح ذلك أيضاً في ضوء المساعدات التي تلقوها من الدولة بهدف مساعدتهم على الصمود في وجه العاصفة. وقد تهتم الحكومة بتذكيرهم بهذه الحقيقة.

© The Independent

المزيد من تقارير