رئيس المركزي الأميركي: لن نصدر أية عملة رقمية إلا بدعم من الكونغرس

قال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، جيروم باول، إن البنك المركزي الأميركي لن يمضي في إطلاق عملة رقمية من دون موافقة الكونغرس، وأن الدراسات الحالية في الموضوع تركز على الأخطار والمزايا، لا على إنشاء نموذج أولي.

وأضاف باول عندما سُئل في مؤتمر نظمه بنك التسويات الدولية عن مدى قانونية أن ينشئ البنك المركزي عملة رقمية، "لن نمضي قدماً من دون دعم من الكونغرس" وسن أي قوانين ضرورية. 

وقال إن التعاون مع مبادرة العملة الرقمية لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "يركز على إمكانات التقنيات وقيودها، وليس محاولة لإنشاء نموذج أولي. دعونا نحاول إرساء الأساس ونرى ما الذي سنتعلمه".

واكتسبت فكرة الدولار الرقمي زخماً كبيراً منذ أن حققت سوق العملات الرقمية المشفرة ارتفاعات ومكاسب صاروخية منذ انتشار تداعيات وأخطار فيروس كورونا، بخاصة منذ بداية مارس (آذار) 2020.

تحركات لحل مشكلات التكنولوجيا

وقبل أيام قال باول إن البنك المركزي الأميركي يبحث بعناية إمكان إصدار الدولار الرقمي، وأوضح في كلمة أمام مجلس الشيوخ الأميركي، أن العملة الرقمية الخاصة بالفيدرالي هي مشروع ذو أولوية عالية، لكنه أضاف أن هناك أسئلة فنية وسياسية مهمة تتعلق بالدولار الأميركي الرقمي.

وقال، "نحن ملتزمون بحل مشكلات التكنولوجيا والتشاور على نطاق واسع مع الجمهور وبشفافية شديدة مع جميع الفئات المعنية حول ما إذا كان ينبغي لنا القيام بذلك". وباعتبارها العملة الاحتياطية العالمية، شدد باول على أن الولايات المتحدة ليس عليها أن تكون الأولى في إصدار دولار رقمي، لكنها بحاجة إلى إصداره بالشكل الأمثل.

وأشار رئيس البنك المركزي الأميركي إلى أن "الدولار الرقمي هو الشيء الذي نستثمر فيه الوقت والجهد عبر نظام الاحتياطي الفيدرالي".

فيما اعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أنه من المفيد أن يدرس مجلس الاحتياطي الفيدرالي عملة رقمية بالدولار، واصفة عملة "بيتكوين" الرقمية المشفرة بأنها "عملة مضاربية غير فعالة في التعاملات".

وأوضحت أن "العملات الرقمية قد تؤدي إلى مدفوعات أسرع وأرخص، لكن يجب درس مسائل كثيرة من بينها حماية المستهلك وغسيل الأموال". 

وذكرت أن الحكم على نجاح خطة الرئيس جو بايدن التحفيزية سيكون بمدى السرعة التي ستعيد بها الاقتصاد إلى مستويات البطالة السابقة على الجائحة واستعادة الوظائف في قطاع الخدمات.

وقللت يلين من شأن ارتفاع مستويات الدين العام التي ستنتج عن خطة بايدن لتعافي الولايات المتحدة البالغة 1.9 تريليون دولار. وقالت إنه بسبب انخفاض أسعار الفائدة، فإن مدفوعات الفائدة الأميركية كحصة في الناتج المحلي الإجمالي عند مستويات عام 2007.

نظام دفع أسهل للأميركيين

ومن المتوقع أن يكون الدولار الرقمي بمثابة نظام دفع أسهل للأميركيين، ويفترض أنه سينافس عملة "بيتكوين" والعملات المشفرة الأخرى، ولكن هناك القليل من الأسباب المنطقية للعمل بهذا الدولار الإلكتروني، الذي ستتم إدارته من قبل الحكومة، كما أنه ربما توجد طرق أفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لجعل دفع ثمن الأشياء أسهل وأرخص للأميركيين.

ولكن سيعمل الدولار الرقمي من خلال استخدام تطبيق على الهاتف المحمول بدلاً من استخدام محفظة النقود الفعلية. وفي الوقت نفسه، لا يحتاج الدولار الرقمي إلى استخدام العمليات اللامركزية التي تمكن "بيتكوين" من التداول، فقد تم تصميم العملة المشفرة للعمل من دون الحاجة إلى وسيط موثوق فيه مثل البنك، فعندما يقوم شخصان بإجراء معاملة بالدولار، يتحقق البنك من المعاملة ويسجلها، ويتأكد من خصم الأموال من أحد الحسابات وقيدها في حساب آخر.

وقالت يلين إن هناك تفكيراً في العمل على استخدام ما يسمى الدولار الرقمي، وهو شكل جديد من أشكال العملة الإلكترونية، والذي سيكون بمثابة نظام دفع أسهل للأميركيين، ويفترض أنه سينافس "بيتكوين" والعملات المشفرة الأخرى.