في أول زيارة رسمية سعودية إلى قطر، بعد قطيعة دامت ثلاث سنوات، ذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية "قنا"، اليوم الإثنين، أن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تلقى رسالة شفهية من الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، تتعلق بـ"سبل تعزيز العلاقات وتطويرها".
ونقلت "قنا" بياناً جاء فيه أن الرسالة تتعلق بـ"العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتعزيزها وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية".
وعقد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي نقل الرسالة الشفهية، جلسة مباحثات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن، جرى فيها "استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وأهمية تعزيز العمل العربي والخليجي المشترك، ورفض كل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومناقشة مستجداتها"، وفق الوكالة الرسمية السعودية (واس).
الزيارة الأولى بعد مصالحة العلا
وقالت "قنا" إن الزيارة، التي تأتي بعد انعقاد قمة العلا في يناير (كانون الثاني) الماضي، هي "تأكيد قوة العلاقات الأخوية بين الشعبين والبلدين الشقيقين والرغبة القوية والصادقة لدى قيادتي البلدين في تعزيز وحدة الصف الخليجي والعربي وتطوير مسيرة التعاون بما يعود على سائر المنطقة بالخير والأمن والسلام".
وفيما وصفت وسائل إعلام خليجية الزيارة بأنها "الأولى من نوعها"، إلا أن الاتصالات التي تلت قمة العلا تتالت بين الطرفين. ففي 26 فبراير (شباط) الماضي، بعث أمير دولة قطر ببرقية تهنئة إلى العاهل السعودي بمناسبة نجاح العملية التي أجراها ولي العهد محمد بن سلمان. وفي الـ28 من الشهر نفسه، تلقى الأخير مكالمة هاتفية من الشيخ تميم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودانت قطر، اليوم الإثنين وقبل وصول مبعوث السعودية إلى الدوحة، محاولة استهداف ميناء رأس تنورة (شرق السعودية) ومرافق "أرامكو" بالطائرات المسيّرة، معتبرة أن ذلك "يعد تخريباً ينافي كل الأعراف والقوانين الدولية".
وتأتي الزيارة بعد قطيعة عرفت بـ"الأزمة الخليجية" بدأت في يونيو (حزيران) عام 2017 حين وجهت دول خليجية ثلاث، هي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، اتهامات لقطر بدعمها الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة. كان هذا قبل أن تصل الدول الأربع إلى مصالحة معها بعد سلسلة من الوساطات الكويتية والأميركية، كانت آخرها وساطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
زيارة السعودية لم تكن الأولى
لكن الزيارة السعودية لم تكن الأولى من "دول المقاطعة"، ففي الكويت التقى وفدان رسميان يمثلان الإمارات وقطر في 22 فبراير الماضي. ووفقاً لوكالة الأنباء الرسمية الإماراتية (وام)، فإن اللقاء ناقش "الآليات والإجراءات المشتركة لتنفيذ بيان العلا، وأكد (الوفدان) أهمية الحفاظ على اللحمة الخليجية وتطوير العمل المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها، وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة".
كما جرى في اليوم التالي، لقاء مصري قطري، في الكويت، لمواصلة "بناء الثقة" بين البلدين عقب المصالحة. وقالت وسائل إعلام رسمية في البلدين، إن اللقاء يأتي لتعزيز العلاقات بينهما.
لكن ما أثار كثيراً من التساؤلات هو عدم وجود لقاء مماثل بين البحرين وقطر. ويرى متابعون خليجيون أن "أزمة الصيادين" قد تقف حجر عثرة في وجه المصالحة بين البلدين، إذ إن الدولتين المتشاطئتين على الخليج العربي تتقاذفان اتهامات بشأن مياه الخليج والصيد فيه، وكان آخر موقف بهذا الشأن صدر عن مستشار ملك البحرين ووزير الخارجية السابق، خالد بن أحمد، الذي اتهم القطريين "باستهداف البحرينيين في أرزاقهم بل وقتلهم من دون رحمة ومصادرة أملاكهم بلا أي مراعاة لحسن الجوار والمبادئ الأخوية".
وتعتبر "أزمة الصيادين" بالنسبة إلى القطريين باباً للمنامة لمهاجمة الدوحة، على الرغم من حل الخلاف نسبياً بين البلدين وعودة الطيران المباشر بينهما.