Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أوبك+" تتفق على إبقاء إنتاج النفط "مستقراً" في أبريل

وزير الطاقة السعودي: التخفيضات أسهمت في تسريع وتيرة إعادة التوازن والاستقرار

مجموعة منظمة "أوبك+" اتفقت على إبقاء مستويات إنتاج النفط كما هي تقريباً في أبريل (رويترز)

اتفق تحالف "أوبك+" على عدم زيادة إنتاج النفط في شهر أبريل (نيسان) المقبل، بعد مناقشات بين منتجي الخام. ومنح التحالف استثناء زيادة بسيطة لروسيا بمقدار 130 ألف برميل يومياً وكازاخستان بمقدار 20 ألف برميل. 

وبحسب بيان لـ"أوبك"، رحّب الوزراء بقرار السعودية تمديد التعديلات الطوعية الإضافية البالغة مليون برميل يومياً لشهر أبريل 2021. 

وأشار المشاركون في الاجتماع، إلى أنه منذ اجتماع أبريل 2020، حجبت "أوبك" والدول غير الأعضاء 2.3 مليار برميل من النفط بحلول نهاية يناير (كانون الثاني) 2021، مما أدى إلى تسريع إعادة التوازن لسوق النفط. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل على مدار يومين بتاريخ 31 مارس (آذار) وبداية أبريل. 

النفط يقفز 

وسجلت سوق النفط ارتفاعاً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم، تزامناً مع الاجتماع الوزاري الرابع عشر لمنظمة "أوبك+". 

في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الوزاري الـ14 لمنظمة "أوبك+"، قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن تخفيضات إنتاج النفط من دول "أوبك+" إلى جانب السعودية، أدت إلى تسارع وتيرة إعادة التوازن لسوق النفط.

وأوضح أن الطلب على النفط يتوقف على سرعة وكيفية توزيع لقاحات كورونا حول العالم. وتابع: "أؤكد على الحذر والترقب، لقد قمنا بتخفيف أثر موجات فيروس كورونا السابقة... وأن كل ما حققناه لن نهدره، وكان خيارنا أن نمضي قدماً وقبل أن نأخذ خطوات إضافية، دعونا نتأكد من أن بريق الأمل في الأفق ليس زائفاً".

ولفت وزير الطاقة السعودي، إلى أن نسبة الامتثال بين أعضاء "أوبك+" حققت مستويات عالية، مشيراً إلى تفاهم جيد بين المنتجين في أوبك بجانب الحلفاء المستقلين، في الوقت نفسه.

كانت تقارير قد أشارت إلى أن منظمة "أوبك" وحلفاءها في ما يعرف بـ "أوبك+"، يدرسون تمديد تخفيضات الإنتاج النفطي إلى أبريل (نيسان) بدلاً من زيادته، مشيرة إلى الطبيعة الهشة لتعافي الطلب على النفط مع استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد.

إصرار روسي على زيادة الإنتاج

في الوقت ذاته، قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي خلال اجتماع "أوبك+"، إن أسواق النفط العالمية لم تتعاف تعافياً كاملاً من الجائحة، لكنها أفضل حالاً من العام الماضي. في الوقت نفسه، تصر روسيا على رفع الإنتاج لتفادي ارتفاع الأسعار من جديد بما يدعم إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وهي ليست عضواً في "أوبك+".

لكن في فبراير (شباط) أخفقت موسكو في أن ترفع الإنتاج على الرغم من حصولها على الضوء الأخضر لذلك من "أوبك+"، إذ أثّر طقس شتوي قارس على إنتاج الحقول المتقادمة. وذكر "جيه بي مورغان"، أن روسيا ترى مبرراً لرفع الإنتاج لأن سوق النفط تشهد عجزاً يبلغ 500 ألف برميل يومياً. وقال مصدر مطلع على طريقة التفكير الروسية إن موسكو ترغب في زيادة إنتاجها 0.125 مليون برميل يومياً اعتباراً من أبريل المقبل.

وأوضح "نوفاك" أنه مقتنع ببواعث القلق حيال المخاطر والضبابية في أسواق النفط العالمية، لكنه أضاف أن الوضع يتحسن. وتابع: "تساورني بلا ريب بواعث القلق نفسها التي سمعناها اليوم حيال الكثير من الأوجه الضبابية والمخاطر، وبخصوص الإغلاقات... لكن، إذا فحصنا الوضع، فهو أفضل حالاً عنه قبل عام، أفضل مما كان خلال الخريف".

ما هو موقف ثالث أكبر مستهلك في العالم؟

وفي بيان، قال وزير النفط الهندي دارمندرا برادان، إن بلاده، وهي ثالث أكبر مستورد ومستهلك للخام في العالم، "تريد أن يعزز المنتجون الرئيسيون في أوبك+ الإنتاج، بهدف الوفاء بوعدهم بتحقيق استقرار أسواق الخام. وأوضح أن بلاده تود الاعتماد على أسعار معقولة ومسؤولة للنفط."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن أن "بلاده أيدت قرار أوبك+ بخفض الإنتاج في العام الماضي حين انهار الطلب على النفط بسبب انتشار فيروس كورونا". وأضاف: "في ذلك الوقت أكد لنا المنتجون، وأكدت أوبك بشكل خاص للسوق العالمية، أنه بحلول بداية 2021 فإن الطلب سيعود وأن الإنتاج سيكون كما هو معتاد. لكن يؤسفني القول إن الإنتاج لم يعد لمستوياته المعتادة بعد في الوقت الحالي".

وأشار إلى أن أسعار النفط المرتفعة ربما تناسب "بعض أصدقائنا" لكن الدول الناشئة مثل الهند تحتاج إلى سعر معقول. وتستورد الهند حوالى 84 في المئة من احتياجاتها النفطية، ويشكل الخام القادم من دول الشرق الأوسط ما يزيد على 60 في المئة. وقال برادان إن الهند ستبحث عن مسارات ومصادر بديلة للطاقة، لا سيما الهيدروجين الأخضر، على الأخص إذا واصلت الأسعار الارتفاع.

السوق تلتقط أنفاسها

في سوق النفط، ارتفعت الأسعار بنحو خمسة في المئة خلال تعاملات اليوم الخميس، وكانت العقود الآجلة لخام "برنت" مرتفعة بحوالى 3.04 دولار، بما يعادل 4.7 في المئة إلى مستوى 67.11 دولار للبرميل، في حين زاد الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط بنحو 2.84 دولار أو ما يعادل 4.6 في المئة مسجلاً 64.12 دولار.

وتعافت أسعار النفط من انهيارها العام الماضي بسبب الجائحة، وذلك بمساعدة تخفيضات الإنتاج التي تنفذها مجموعة "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا. وارتفعت الخامات القياسية ما يزيد على اثنين في المئة خلال تعاملات أمس الأربعاء، بفعل توقعات بأن "أوبك+" ربما تقرر عدم زيادة الإنتاج حين تجتمع اليوم الخميس. وكان من المتوقع إلى حد بعيد أن تخفف المجموعة تخفيضات الإنتاج.

وكان الدول الأعضاء في مجموعة "أوبك+" قد قرروا في أول ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ضخ 500 ألف برميل نفط يومياً، لتتقلص تخفيضات الإنتاج اعتباراً من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 7.2 مليون برميل، بدل من 7.7 مليون برميل. وأعلنت منظمة "أوبك"، أنه علاوة على ذلك، وافقت الدول المشاركة على عقد اجتماعات وزارية شهرية للدول الأعضاء والموجودين المستقلين اعتباراً من يناير 2021، لتقييم ظروف السوق واتخاذ قرار بشأن تعديلات الإنتاج الإضافية للشهر التالي، مع تعديلات شهرية أخرى لا تزيد على 500 ألف برميل في اليوم.

كما وافق الاجتماع على تمديد فترة التعويض المحددة من الدول التي لم تلتزم بالتخفيضات، لتقوم بالوفاء بها في الفترة من يناير الماضي وحتى نهاية مارس الجاري، وذلك لضمان التعويض الكامل عن الإنتاج الزائد من جميع الدول المشاركة في "أوبك+".

المزيد من اقتصاد