Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جلسة أدبية تعيد احتدام صراع الهوية في الجزائر

هناك من يقول إن مناطق الأمازيغ حظيت بالتنمية أحياناً أكثر من غيرها والمتكلمون بالأمازيغية يعيشون في الهامش الجغرافي

تظاهرة في الجزائر ترفع شعار الأمازيغ في العام 2016 (أ.ف.ب)

عاد صراع الهوية مجدداً في الجزائر، مع إحياء الذكرى الــ 39 لأحداث الربيع الأمازيغي. ففي الوقت الذي نظم فيه الجزائريون مسيرات وتجمعات في المناطق التي تشهد وجود "القبائل" أو "الأمازيغ"، خرجت شخصيات سياسية وأدبية تخدِّش في هوية الشعب الجزائري منتقدة اللغة الأمازيغية ومسيرتها، ما فتح المجال لاتهام جهات بوقوفها وراء صراع الهوية في هذا التوقيت.

وتزامن إحياء الذكرى التاسعة والثلاثين لأحداث "الربيع الأمازيغي" والثامنة عشر لـ "الربيع الأسود" مع الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر، في صورة تعكس استمرار النضال في وطن رفض فيه الشعب المساومة، منذ انطلاق الأصوات المطالبة بالاعتراف بالهوية الأمازيغية في 20 أبريل (نيسان) 1980 إلى الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير (شباط).

وعلى الرغم من اعتراف السلطة باللغة الأمازيغية كلغة رسمية في البلاد، وبـ "يناير" كعطلة وطنية مدفوعة الأجر، إلا أن "المعركة لا تزال مستمرة"، يقول أستاذ اللغات في جامعة الجزائر أحمد ولد إبراهيم، مضيفاً أن سكان منطقة القبائل يبحثون عن "مزيد من الانتصارات لهويتهم، كتوسيع استعمال اللغة الأمازيغية إلى الوثائق الرسمية، وفرض تدريسها مثلها مثل العربية"، مشيراً إلى أن "حركة الماك التي تُطالب بالانفصال، تشوش على مطالب السكان".

الربيع الأمازيغي

وربطُ القبائل إحياء ذكرى الربيع الأسود بالحراك الشعبي، لتزامن حدوثهما في فترة الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، حين قُتل 128 شاباً من منطقة القبائل، في عام 2001، في أحداث هددت استقرار البلاد، ما دفع ولد إبراهيم إلى اعتبار أن "الربيع الأمازيغي مهد الطريق لحراك الجزائر 2019".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي خضم هذه الأحداث، حاولت أطراف إثارة نعرات في الهوية، وسط شكوك أن تكون وراءها جهات في إطار صراع الأجنحة ضمن النظام. إذ قالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، بمناسبة الذكرى 39 للربيع الأمازيغي، إن الجزائريين "شعب لا ينتمي إلى الأمة العربية، نحن شعب أمازيغي جزء منا عرَّبه الإسلام بعدما جاء باللغة العربية". وتابعت "نحتفل بالذكرى 39 للربيع الأمازيغي 1980، لكن في ظل ظروف خاصة ومميزة وهي ثورة 22 فبراير. ولما نتمعن في بيان الاضراب الشامل لـ 20 أبريل 1980، نجد أن الذين بادروا إلى الإضراب والمسيرات وضعوا المطلب الأمازيغي المتعلق بهويتنا، في إطار الأمة الواحدة غير القابلة للتقسيم، وفي إطار الاشتراكية الحقيقية، لأن الاشتراكية من دون الديمقراطية، التي كانت موجودة، لم تكن مجسدة في الواقع". وأكدت حنون أن "قطاعاً كبيراً من الشعب الجزائري منتم إلى الأمازيغ".

ومسيرات الربيع الأمازيغي عرفت رفع شعارات الحراك ومطالبه، حيث دعا المتظاهرون إلى إسقاط النظام الذي يقف وراء مقتل 128 شاباً بمنطقة القبائل في العام 2001، وطالبوا العدالة بفتح ملفات الأبرياء الذين سقطوا في سبيل تحقيق الديمقراطية، وغيرها من الشعارات التي تدعو إلى الاعتراف الحقيقي والاهتمام الكامل باللغة والهوية الأمازيغيتين. وقال المحامي مقران ايت العربي إن "أحداث القبائل مهدت لتكريس الديمقراطية في الجزائر، وكسرت أغلال الظلم، وأطاحت جبروت النظام الواحد". وتابع أن "هذه الأحداث يكتنفها الكثير من الغموض، وترفض السلطات الإفصاح عن المتهمين بهذه الجرائم"، متهماً نظام بوتفليقة بإفساد الجزائر.

معركة هوية

وفي سياق "صراع" الهوية، شهدت جلسة تقديم كتاب "الحركات الامازيغية في شمال أفريقيا"، للباحث الجزائري ناصر جابي، على هامش احياء ذكرى الربيع الأمازيغي في الجزائر العاصمة، مناوشات بين مجموعة من الباحثين الأمازيغ والكاتب، حاولوا مقاطعة الجلسة احتجاجاً على محتوى الدراسة. إذ أشار الباحث جابي إلى أن "الحركة الأمازيغية لم تكن تدعو يوماً إلى العودة إلى الماضي، إنما إلى التأكيد على الدولة الوطنية كعامل للوحدة الوطنية والاندماج الوطني والمغاربي". وتابع أن "منطقة القبائل كانت مندمجة بشكل عام في كل القطاعات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والنخبوية على الرغم من عدم وجود إحصاءات توضح ذلك بدقة".

وقال الباحث إن منطقة القبائل على عكس ما كان يروَّج لها "حظيت بفرصتها في التنمية، أحياناً أكثر من بعض المناطق... والمناطق التي يستخدم سكانها اللغة الأمازيغية في حياتهم اليومية مناطق على الهامش الجغرافي، يصعب الوصول إليها، ما جعلها لغة أقلية، في وقت يتجه كل من يصل إلى الحضر إلى الكلام باللغات أخرى". وخلص إلى أن "الأمازيغ في شمال أفريقيا لا يشكلون أقلية عرقية".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي