Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريتي باتل في قفص الاتهام بخصوص"حياة السود مهمة"

إن من قبيل الإخلال بالواجب أن تصف وزيرة الداخلية البريطانية احتجاجات هذه الحركة المناهضة للعنصرية في 2020 بـ"المخيفة"وأن تحط من قيمة رمزية الركوع  

وزيرة الداخلية البريطانية متهمة باستغلال منصبها ونفوذها للتقليل من شأن الأقليات الإثنية (غيتي)

في موقف يمثل إدانة دامغة لمجتمعنا، يبدو أن وزيرة الداخلية البريطانية تشعر بإهانة من تحطيم تمثال، وبغضب من الاحتجاجات على التفاوت والظلم العرقيين، أكثر مما تفعل إزاء معاناة البريطانيين السود.

وإن من قبيل الإخلال بالواجب أن تصف وزيرة داخلية احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" خلال عام 2020 بأنها "مخيفة"، وأن تحط من قدر رمزية "الركوع على ركبة". هذا ما قامت به بريتي باتل مؤخرا، لكن تصريحاتها هذه هي الأحدث في سلسلة طويلة من المواقف التي تسعى إلى التشكيك في الجهود المناوئة للعنصرية في المملكة المتحدة ونزع الشرعية عنها.

كانت روح "حياة السود مهمة" في قلب عملية إلغاء الرق، وإنهاء الاستعمار في البلدان السوداء، والقوة الدافعة لحركة الحقوق المدنية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ناهيكم بإلغاء التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، وهذه مجرد أمثلة. أما "الركوع على ركبة" فثلاث كلمات بسيطة تلفت الانتباه إلى التفاوت والظلم العرقيين اللذين يعانيهما السود. وترمز هذه الحركة إلى رفض سلمي لا لبس فيه للظلم، وهو ما جسده قادة الحقوق المدنية مثل مارتن لوثر كينغ الابن.

وباتل إما لا تهتم بشكل غير مبرر بما تمثله "حياة السود مهمة" و"الركوع على ركبة"، وإما تشكك عمداً في الحركة. وفي كل الأحوال، فإن أثر كلماتها وأفعالها واحد. وباعتبارها وزيرة للداخلية، يتعين عليها أن تدرك هذه الحقيقة، وإذا لم تفعل، فلا يحق لها تولي منصب ذي سلطة في الحكومة، حيث تعرقل تصرفاتها وتصريحاتها الجهود الرامية إلى إنهاء التفاوت العرقي.

باتل، وهي واحدة من أعلى الساسة رتبة في حكومة المملكة المتحدة، وتنتسب إلى تراث بريطاني آسيوي، تستخدم منصبها ونفوذها في التقليل من شأن الأقليات الإثنية، بما في ذلك الأقلية الإثنية التي تنتمي إليها، وهذا من شأنه أن يؤدي حتماً إلى تأخير التقدم نحو المساواة العرقية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تذكروا أن هذه هي بريتي باتل نفسها التي انتقدها نواب في حزب العمال بسبب تقليلها من شأن الأقليات. فقد زعمت أن النواب تعاملوا معها بعنصرية، لأنها لم "تتفق مع نظرتهم النمطية لما يجب أن تمثله امرأة من أقلية إثنية".

هذا تضليل متعمد. فقد انتقدها نواب حزب العمال لاستخدام إثنيتها وتجربتها الشخصية مع العنصرية خلال محاولتها نزع الشرعية عن الأصوات التي تندد بالعنصرية المؤسسية (في بعض تالمؤسسات الحكومية البريطانية). وكان نواب حزب العمال المعنيون بالأمر، على حق، حيث إن الدلائل تثبت ما فعلته باتل، مثل إضفاء الشرعية على السياسات الحكومية الرديئة في مجال الهجرة وفرض تطبيقها.

ليس هناك من نظرة نمطية حول ما يجب أن تمثله امرأة تنتمي إلى أقلية إثنية، لكن لا ينبغي لأي إنسان يحترم نفسه أن يستخدم موقفه ونفوذه لتعميق التفاوت العرقي.

تضفي كلمات باتل الشرعية على وجهات نظر متحيزة من أقلية إثنية، وعلى دعم الإجراءات والسياسات، وهذا من شأنه أن يضر بموقف السود بشكل كبير، فيحرمهم من التمتع بقيمة متساوية من الحياة والحرية. فالشرعية المضفاة لا تثبت صحة المسألة التي هي قيد البحث. فهي تشجع ببساطة العنصريين والمؤمنين بتفوق العرق الأبيض على الاعتقاد أن أفعالهم وكلماتهم وآراءهم صحيحة.

ومن خلال توجيه اللوم إلى محتجي (حملة) "حياة السود مهمة"، وتحميلهم تبعة الاضطرابات، تحاول باتل عمداً إعادة كتابة التاريخ. هل تعتقد أننا سننسى أنها أشارت إلى محتجي "حياة السود مهمة" باعتبارهم "بلطجية"، وشنت حرباً ثقافية لإثارة مشاعر اليمين المتطرف في شأن سياسات الهوية البيضاء، أمام المشاحنات الواضحة بين مؤيدي "حياة السود مهمة" والمؤمنين بتفوق العرق الأبيض؟

إن مقاومتي تستهدف فحسب "المدافعين" العنصريين racial gatekeepers بما يمثلونه من استمرار الوضع الراهن وعدم اهتمامهم بمحو العنصرية المؤسسية أو تفكيك أيديولوجية تفوق العرق الأبيض. فموقفهم هو ما يبطئ التقدم الكفيل بإفادة المجتمع الأوسع، بما في ذلك الأقليات العرقية التي ينتمون إليها. وهذا يجعلهم مصدر خطر، ويجعل أفعالهم بمثابة عمل فظيع من أعمال الخيانة لعرقهم. ولهذا السبب أقاوم.

(الدكتورة شولا موس-شوغباميمو ناشطة في مجالي السياسة وحقوق المرأة. كتابها "لهذا السبب أقاوم: لا تحددوا هويتي السوداء"، من منشورات "هيدلاين") 

© The Independent

المزيد من آراء