Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يرتبط التقارب الاقتصادي بين الجزائر وسوريا بخلفيات سياسية؟

العلاقات لم تنقطع أبداً والحديث عن استئنافها لا يعكس ما يجري على أرض الواقع

وزير التجارة الجزائري لدى استقباله سفير سوريا نمير وهيب الغانم (موقع وزارة التجارة)

تتجه العلاقات الجزائرية السورية للخروج من الدائرة الضيقة المرتبطة بالسياسة إلى تفعيل النشاط الاقتصادي ميدانياً، وجاء طلب سفير دمشق في الجزائر نمير وهيب الغانم، الاجتماع بوزيري التجارة والعمل الجزائريين، ليؤكد الرغبة في الانتقال إلى تفعيل العلاقات.

حيوية اقتصادية

صنعت اللقاءات التي جمعت السفير السوري، بوزراء ومسؤولين جزائريين، الحدث، بسبب ما جاء فيها من استعداد لترقية الدعم الجزائري للنظام السوري إلى حيوية اقتصادية بين البلدين، وهو ما كشف عنه السفير بالقول، إن الاجتماعات كانت مجدية، وستتبعها لقاءات أخرى بما يسمح بتفعيل العلاقات بين البلدين.

وأبرز الغانم، أنه جرى التواصل مع الجهات المعنية لإعادة تفعيل مجلس رجال الأعمال السوري - الجزائري المشترك، وإعادة تشكيله وهيكلته، بطلب من الجزائر، مشيراً إلى ضرورة إعادة تفعيل الاتفاقات الاقتصادية الثنائية الموقعة بين البلدين.

وأوضح السفير السوري، أن حجم التبادل التجاري في سنوات ما قبل الحرب وصل إلى مستويات مقبولة نوعاً ما، وإن كان دون المأمول، إذ بلغ قبل 2011 ما يقرب من 600 مليون دولار سنوياً، مع أفضلية في الميزان التجاري لمصلحة سوريا التي كانت تصدر إلى الجزائر السلع الغذائية والأدوية والأقمشة والقمح والأنسجة والقطن والألبسة والأحذية وسلعاً أخرى، في حين تستورد سوريا من الجزائر مواد كيماوية.

المشاركة في الإعمار

من جانبه، أكد وزير التجارة الجزائري كمال رزيق، عقب اللقاء الذي جمعه بالسفير الغانم، نية بلاده التعاون مع النظام السوري وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية معه، برؤية السلع الجزائرية في الأسواق السورية، والسلع السورية في الأسواق الجزائرية، مضيفاً أن الجزائر تملك الإمكانات في مجالات عدة كالإسمنت والحديد، وهي حالياً بصدد توقيع اتفاقية المنطقة الأفريقية الحرة، ما يمهد الطريق لتشكيل بوابة لولوج المستثمرين السوريين إلى أفريقيا.

كما يمكن أن تكون سوريا البوابة الآسيوية للمستثمرين الجزائريين، وأوضح رزيق أن سوريا في طور إعادة الإعمار، وبحاجة في الوقت الحالي إلى مستلزمات هذه العملية، والجزائر لديها الإمكانية والرغبة في المشاركة فيها.

الضغط؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يرى الناشط السياسي والحقوقي سليمان شرقي، أن الجزائر كانت من الدول التي استمرت علاقاتها مع نظام بشار الأسد لما بعد 2011، وواصلت الدفاع عنه والضغط لإعادته للجامعة العربية، وقد تكون الخطوة جزءاً من الضغط قبل انعقاد قمة الجامعة العربية المرتقبة، التي تبدو أنها تتجه نحو إعادة تزكية أبو الغيط لولاية جديدة، طالما أن الدبلوماسية الجزائرية لم تستطع فرض التداول على المنصب.

وقال إن الهدوء النسبي الذي تعيشه سوريا قد يحفز لفتح الأسواق بين البلدين، ما يعود بالفائدة على الشعبين، لا سيما أنها مقبلة على مشروع إعادة إعمار ضخم.

موقف ثابت... وخلفيات

لم تتوقف الجزائر عن دعم النظام السوري منذ بداية الأزمة، واستمر الموقف مع استلام الرئيس عبد المجيد تبون مقاليد الحكم، إذ دعا إلى رفع التجميد عن عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، وأوضح أن الجزائر وفية لمبادئها الدبلوماسية.

استعادة دورها عربياً وإقليمياً

في المقابل، يعتقد الإعلامي الجزائري المهتم بالشأن الدولي، رشدي شياحي، أن العلاقات الجزائرية السورية لم تنقطع أبداً، لذلك فإن الحديث عن استئناف العلاقات بين البلدين لا يعكس ما يجري على أرض الواقع.

وأبرز أن المتابع للشأن الجزائري السوري يحضره اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء السوري آنذاك عماد خميس، مع سفير الجزائر في دمشق صالح بوشة، في سبتمبر (أيلول) 2016، وتناولته وسائل الإعلام على نطاق واسع، كونه انعقد لبحث علاقات التعاون بين سوريا والجزائر في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، ودراسة سبل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين من خلال تفعيل الاتفاقيات القائمة وتوقيع أخرى جديدة في مجالات النقل والصناعات المختلفة، لذلك فالعلاقات الدبلوماسية التي لم تنقطع، لا يمكن فصلها في جميع الأعراف عن المصالح الاقتصادية.

ويواصل شياحي، أن روسيا الحليف التقليدي للبلدين، هي الأخرى من مصلحتها أن تستمر العلاقة بين الجزائر وسوريا في جميع المجالات، كي لا تفقد لاعباً أساسياً يدعم توجهاتها وسياساتها في المنطقة، وهي في الحقيقة المقاربة ذاتها التي تعتمدها الجزائر التي تسعى هي الأخرى لاستعادة دورها على الصعيدين العربي والإقليمي، بعد الدور المحتشم جداً في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي