ودع المجتمع السعودي صباح أمس، الفنان عبدالله الصريخ أحد أشهر الفنانين الشعبيين في السعودية، عن عمر يناهز 67 عاماً، قضى أكثر من نصفها في خدمة الساحة الفنية، كان قد بدأها في 1974 في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم.
من الجمعات الشبابية الخاصة إلى المسارح الوطنية
ولم تكن بدايته سريعة، فالصريخ بدأ أولى خطواته عبر تعلم العزف على عدد من الآلات الموسيقية سراً قبل أن يؤدي مقام الصبا الذي نقله من العزف في الجمعات الشبابية الخاصة، إلى مقابلة الجمهور بكل ثقة، حتى أدى أول أغنية وطنية في 1976 بعنوان "يا رُبى الفيحاء".
وشكا الصريخ همه في لقاء تلفزيوني سابق، مبرراً عاطفته الجياشة في أغانيه بالفقد الذي عانى منه كثيراً في سنوات حياته الأولى، التي عاشها من دون أب.
واشتهر الفنان بإقامة الحفلات والجلسات الشعبية الخاصة في الجمعيات والأندية الرياضية، في زمن لم تكن فيه الحفلات كما تبدو عليه اليوم، وأدى الصريخ بعض حفلاته في ناديي النجمة والعربي في عنيزة، والنصر في الرياض، والشعلة في الخرج.
عندليب نجد
وعرف الصريخ بين محبي الفن الشعبي بـ"عندليب نجد " نظراً لتميزه الفني في الساحة الشعبية النجدية، إذ تألق في تلحين جميع ما غناه، ماعدا ثلاثة أعمال، هي "ياليت للعشاق درب جديد"، و"أقول يا شقراء السلام، و "جرحتني برضاك" للملحنين "محمد شفيق، وفرقة الإذاعة، ومحمد الدويس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وغنى عبدالله إحدى أشهر أغانيه "ياليت من هو مع الطيار" وهي من كلمات شقيقته الشاعرة موضي الصريخ، شاركه في غنائها الفنان حمد الطيار، في أول تقديم رسمي لأخته "الغريبة" التي جادت قريحتها بهذه الأبيات أثناء رحلة علاجها في الولايات المتحدة الأميركية عام 1978، عندما شعرت بصعوبة الغربة بسبب ابتعادها عن الوطن لعدة أشهر.
الالتزام الديني فصل من حياة الصريخ
ولم تكن سنوات الصريخ مليئة بالفن فقط، فقد هجر الفن في أحد فصول حياته الغنية بالأحداث، وكان ذلك بسبب الالتزام الديني لفترة، بحثاً عن سد الشعور بنقص في الإرشاد الديني، كما يقول في أحد لقاءاته التلفزيونية.
وفي موقف استذكره الراحل في لقاء سابق، حول أحد الزملاء الذي بطّن المديح بالدعوة، مشيداً بفن الصريخ في انتقاء الكلمات، متمنياً أن "يطوعها في خدمة الدين" وهو ما قابله الفنان بالتوقف والتوجه إلى أن يصبح مؤذناً ومنشداً في مرحلة من حياته.
النعي المجتمعي
سرعان ما تداول المغردون وسماً خاصاً لفقيد الفن مستذكرين أعماله التي وصفوها بـ"الخالدة"، فغرد صالح الفهيد "اليوم مات الفنان عبدالله الصريخ وفقدت الأغنية الشعبية السعودية واحداً من أهم روادها وأركانها الأساسية ...".
اليوم مات الفنان #عبدالله_الصريخ وفقدت الأغنية الشعبية السعودية واحد من اهم روادها واركانها الأساسية.
صوت اصيل سكب في ذاكرتنا من الحانه و اوتاره اعذب الأغاني.
قائمة طويلة من الأغاني التي لا تزال ترن في ذاكرتنا مثل جرس سرمدي، نتذكرها وندندنها كلما حكتنا العاطفة، واستبد بنا الحنين. pic.twitter.com/MDdwT4FzGq
— صالح الفهيد (@salehalfahid) January 29, 2021
وشارك الكاتب رجا المطيري "جزء من ذاكرة نجد الموسيقية يرحل معك يبو سليمان.. الله يرحمك ويغفر لك..."
#عبدالله_الصريخ إلى رحمة الله
جزء من ذاكرة نجد الموسيقية يرحل معك يبو سليمان.. الله يرحمك ويغفر لك.
_____
كل ما جيت ابطرد صورتك من خيالي
شفتها في منامي.. تبتسم كل ليلة pic.twitter.com/WTGmN9rP0b
— رجا ساير المطيري (@Rjasair) January 29, 2021
وأضاف فارس الهمزاني "رحل أحد أهم رواد الأغنية الشعبية بالخليج؛ وستبقى إبداعاته متجدده في قلوبنا .. نسأل الله أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته".
وداعاً أيها العندليب ..
رحل أحد أهم رواد الأغنية الشعبية بالخليج؛ وستبقى إبداعاته متجدده في قلوبنا ..
نسأل الله ان يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ..
#عبدالله_الصريخ pic.twitter.com/lXubTp0zTd
— فارس الهمزاني (@FaresAlhammzani) January 29, 2021