Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خبير في علم الأوبئة ينبه إلى احتمال تفشي وباء جديد قريبا

مع وصول عدد الوفيات بكورونا إلى أكثر من 100 ألف، أستاذ في جامعة إدنبره يقول إن المملكة المتحدة استعدت للامتحان الخاطئ

هل العالم مقبل فعلا على مرض مجهول يُرمز إليه بـ "المرض X" ؟ (غيتي)

نبه عالم بارز في مجال الأوبئة في المملكة المتحدة، إلى أن مرضاً مجهول المعالم يُرمز إليه بـ "المرض X" أو Disease X، قد يكون قادراً على التسبب في جائحة عالمية في فترة ليست ببعيدة، وأن السؤال الذي يُطرح هو: متى يحدث ذلك؟ وليس ما إذا كان سيحدث أم لا؟.

وأوضح البروفيسور مارك وولهاوس أن العلماء كانوا دائماً يكتشفون فيروسات جديدة قادرة على إصابة البشر بمعدل ثابت على مدى الأعوام الخمسين الأخيرة، بحيث كانوا يعثرون على فيروس جديد أو فيروسين خلال فترات مختلفة تتفاوت ما بين 12 و24 شهراً.

وفي معرض الحديث عن ارتفاع عدد الوفيات بعدوى "كوفيد - 19" في المملكة المتحدة إلى أكثر من 100 ألف حالة، توقع عالم الأوبئة أن "الوضع الراهن سيستمر على ما عليه". ورأى أن "هناك استجماعاً للعوامل التي ستسبب في الواقع الوباء الآتي، نتيجة هذا التدفق المستمر للفيروسات الجديدة التي تصل إلينا. وأحياناً يأتي بعضها منفرداً، لذلك إن اكتشاف الحدث النادر يبقى دائماً أمراً صعباً".

ورداً على سؤال عما إذا كان المرض المقبل والمجهول المعالم Disease X، يمكن أن يظهر في وقت قريب، قال البروفيسور وولهاوس: "بالتأكيد".

وفي حديث مستقل، أعلن أستاذ علم أوبئة الأمراض المعدية في جامعة إدنبره: "لعل السؤال الذي يجب طرحه هو متى سيحدث ذلك، وليس ما إذا كان سيحدث أم لا؟. وبالطبع لا يمكننا أن نحدد متى سيحدث ونتعامل مع الأمر على هذا الأساس".

وأضاف البروفيسور مارك وولهاوس، إن "الآلية الدقيقة التي يظهر فيها الفيروس إلى الوجود هي دائماً صعبة التوقع. فلا يمكنك مطلقاً توقع أحداث دقيقة، لذا يتعين القيام بذلك على أسس إحصائية في نظرية الاحتمالات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان مصطلح "المرض X" قد أطلقته منظمة الصحة العالمية WHO على مسببات الأمراض التي لم تكن معروفة في السابق والتي تظهر وتنتشر في مختلف أنحاء العالم - تماماً كما حدث مع عدوى "كوفيد - 19" - التي أضيفت إلى قائمة أولويات المنظمة التابعة للأمم المتحدة لأول مرة في العام 2018.

وبحسب ما يقول البروفيسور وولهاوس، فقد اتصلت منظمة الصحة العالمية به وببعض من زملائه في العام 2017، طالبة منهم إضافة "المرض X" إلى قائمة الأمراض التي يجب أن تُعطى أولوية.

وبعد شكوك في أن يكون "السيناريو الأكثر ترجيحاً" متمحوراً حول نشوء الوباء المقبل من مرض غير معروف حتى الآن، توصل الخبراء الذين اجتمعوا في العام التالي، إلى أن أحد الاحتمالات قد يكون فيروساً مستجداً من "كورونا" مرتبطاً إما بـ "سارس" أو بـ "ميرس".

وأضاف البروفيسور في جامعة إدنبره قائلاً، "لا يمكن أن يكون الأمر أكثر دقة من ذلك. فهذا الفيروس الجديد يرتبط وثيقاً بـ "سارس" إلى درجة أنهم تمكنوا من تحديده على نحو قاطع على أنه يشكل تهديداً أكيداً".

لكن على الرغم من هذه الرؤية الاستباقية، فقد أودى مرض "كوفيد - 19" بحياة أكثر من مليوني شخص في الأشهر العشرة التي تلت إعلان منظمة الصحة العالمية أنه وباء، لدى التعرف على وقوع أكثر من 100 حالة إصابة في مختلف أنحاء العالم.

وعند سؤال البروفيسور وولهاوس عما إذا كانت لدى صناع السياسات رغبة متزايدة الآن في معرفة مخاطر الأوبئة التي يمكن أن تظهر في المستقبل، أجاب، "لست متأكداً من أن هنالك اتجاهات إلى التفكير بشأن تهديد وبائي آت، خصوصاً في وقت يركز فيه العالم بشكل كامل على التعامل مع الوباء الذي يهدده الآن. من جهتي، أرى من الضروري التفكير بجدية أكثر في ذلك".

وأضاف وولهاوس، "أن لدى المملكة المتحدة في الواقع خططاً ناضجة ومتطورة للغاية لمواجهة جائحة الإنفلونزا المقبلة"، وتابع: "لكن لسوء الحظ، أود أن ألفت إلى أننا قمنا بالكثير من العمل، وأجرينا مراجعاتنا، وذهبنا إلى قاعة الامتحانات، لكنهم قدموا لنا ورقة الامتحان الخاطئة".

وقال موضحاً،"كنا جميعاً مستعدين لمواجهة جائحة إنفلونزا، وإذ بنا نشهد شيئاً آخر. أعتقد أن هذه هي الأمثولة الكبيرة بالنسبة إلي - حاولت تسليط الضوء على الأمر منذ سنوات عدة - بمعنى عدم استباق الأمور بشكل مفرط في افتراض ما يمكن أن يتأتى لاحقاً".

وأردف، "إننا في حاجة مطلقة إلى أن نكون أكثر وعياً بهذه الأحداث والتطورات. لكنني أعتقد أن لعبة محاولة تخمين ما ستكون عليه الأمور قد تكون محفوفة بالمخاطر".

وختم البروفيسور وولهاوس، "لقد لعبنا هذه اللعبة للتو، ولم تُجدِ نفعاً بالنسبة إلينا. لقد قمنا بالتحضيرات اللازمة كما قلت، لكن للاختبار الخاطئ، ولا نريد أن نكرر ذلك في المرة المقبلة".

(ساهمت وكالة "برس أسوسييشن" في إعداد محتوى هذا التقرير)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة