Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تباينات في حركة "فتح" حول مرشحها للانتخابات الرئاسية الفلسطينية

مروان البرغوثي ومحمود عباس يعتزمان خوض الاستحقاق الذي سيُنظم في يوليو المقبل

المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله (أ ف ب)

قبل أكثر من سبعة أشهر على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الفلسطينية، بدأت المؤشرات تتصاعد حول وجود صراعات في حركة "فتح" بشأن مرشح الحركة لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يتولى منصبه منذ أكثر من 15 عاماً.

ومع أن الرئيس عباس انُتخب عام 2005 رئيساً لدولة فلسطين لولاية واحدة، إلا أن عدم إجراء الانتخابات منذ ذلك الحين، أتاح له البقاء في منصبه، على الرغم من تأكيده المتكرر بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية حينما تجري.

اجتماعات إعداد القوائم

ومع إصدار المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات التشريعية في مايو (أيار) المقبل، والرئاسية في أواخر يوليو (تموز)، بدأت قيادات حركة "فتح" في عقد سلسلة اجتماعات وحوارات ولقاءات مغلقة بهدف إعداد قوائمها للانتخابات التشريعية، ومرشحها للانتخابات الرئاسية.

ومع أن عباس رفض علانية ترشيحه، إلا أن مقربين منه أعلنوا أنه "مرشح الإجماع الفتحاوي وكل أحرار وشرفاء الشعب الفلسطيني العظيم"، بحسب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، والذي يُعد من الحلقة الضيقة للرئيس عباس.

كما أن رئيس الوزراء الفلسطيني عضو اللجنة المركزية للحركة محمد أشتية أشار إلى "وجود إجماع في صفوف فتح على أن الرئيس عباس هو مرشح الحركة للانتخابات الرئاسة".

لكن عضو اللجنة المركزية للحركة عباس زكي وصف تلك التصريحات بأنها "اجتهادات فردية" يجب الابتعاد عنها، داعياً إلى ضرورة "اتخاذ قرار جماعي رسمي لإعادة الاعتبار للحركة".

وأضاف "لم يبحث حتى الآن في من سيترشح للانتخابات الرئاسية" وأن آخر اجتماع للجنة الحركة كان قبل حوالى أربعة أشهر.

هذا، وعُلم من مصادر عدة مقرّبة من مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، والمعتقل لدى إسرائيل منذ أكثر من 18 عاماً، أنه يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية.

ترقّب لحوارات القاهرة

ويقضي البرغوثي المعتقل منذ عام 2002 حكماً بالسجن لأربعة مؤبدات و40 سنة بعد إدانته "بالتحريض على قتل عشرات الإسرائيليين" خلال الانتفاضة الثانية.

وقالت تلك المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها، إن البرغوثي "لا يمكن أن يتجاهل التأييد الكبير له بين الفلسطينيين، واحتلاله المرتبة الأولى في جميع استطلاعات الرأي، متفوقاً على الرئيس عباس وإسماعيل هنية ومحمد أشتية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورداً على سؤال عن كيفية ترشحه ومن ثم ممارسة صلاحياته الرئاسية في حال فوزه، قالت المصادر إن "الشعب الفلسطيني جميعه داخل سجن كبير"، مضيفة أنه "سيتخذ القرار المناسب بما يخدم الشعب الفلسطيني بعد حوارات القاهرة"، التي ستبدأ في أوائل الشهر المقبل بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة، لتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات العامة.

لكن القيادي السابق في "فتح" نبيل عمرو، اعتبر أن الصراعات داخل الحركة ليست لها أهمية حقيقية، مضيفاً أن الحركة سترشح عباس في نهاية المطاف على الرغم من بعض الضجيج الحالي.

وأشار إلى، "أن الصراعات الحقيقية ستكون على خلافة الرئيس عباس بعد وفاته، وليس في حياته".

ترشيح البرغوثي "رسالة رمزية"

وكان المجلس الثوري لـ"فتح" (أعلى سلطة تنظيمية في الحركة)، رشّح عام 2012 الرئيس عباس للانتخابات الرئاسية.

وقال مدير مركز "تقدم للسياسات" في لندن محمد مشارقة إن ترشيح البرغوثي سيُشكّل "إنفاذاً للحالة الوطنية وتوحيداً لمعظم تيارات فتح والقوى الوطنية الأخرى"، مضيفاً أن "ترشيحه سيعني مشاركة كثيفة من فئة الشباب واليسار".

وأضاف، أن الجميع ينتظر نتائج حوارات القاهرة لاتخاذ قراره، مشيراً إلى أن ترشيح البرغوثي "سيُعتبر رسالة رمزية بأن فلسطين ورئيسها تحت الاحتلال".

واستعبد أستاذ العلوم السياسية باسم الزبيدي إمكان ترشح البرغوثي للانتخابات الرئاسية، مضيفاً أن "فتح وقياداتها التاريخية كالرئيس عباس لديهم من الخبرة والقوة والموارد لتطويع وامتصاص أي أصوات معارضة للخط العام المسيطر في الحركة".

وأضاف أن البرغوثي يتمتع، "بالعملية السياسية وبالبراغماتية ولن يقف ضد موقف حركة فتح الرسمي".

ورأى أن المرحلة المقبلة تتطلب "الحفاظ على الحرس القديم لحركة فتح على الرغم من أنهم لا يمثلون نبض حركة فتح ومناصريها"، مشيراً إلى أن "فتح بقيادتها الرسمية الحالية لا زالت قوّية بسبب تحكمها بالسلطة وبقبولها الإقليمي والدولي والإسرائيلي".

ووصف الزبيدي الانتخابات المقبلة "بمساحيق التجميل اللازمة" للاستجابة للضغوط الدولية، مضيفاً أن حركتي "حماس" و"فتح" لهما مصلحة مشتركة بإجرائها، كلاً لأهدافه الخاصة.

استطلاعات الناخبين

بشأن الحظوظ الكبيرة التي تمنحها استطلاعات الرأي للبرغوثي، قال أستاذ العلوم السياسية إنها لا تعبّر عن موقف حقيقي للناخبين يوم الاقتراع، مضيفاً أنهم سينتخبون من يحقق مصالحهم الموجودة حالياً لدى الرئيس عباس.

يذكر أن البرغوثي انتخب للمرة الثانية عضواً في اللجنة المركزية لـ"فتح" خلال مؤتمرها السابع عام 2016، وحصل على 70 في المئة من أصوات أعضاء المؤتمر.

وأشار استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث المسحية والسياسية نهاية الشهر الماضي إلى أن البرغوثي لو شكّل قائمة مستقلة عن قائمة "فتح" الرسمية فإن 25 في المئة سيصوتون لقائمته مقابلة 19 في المئة للرسمية.

وقال 66 في المئة من الذين استُطلعت آراؤهم إنهم يريدون من الرئيس عباس الاستقالة، معبّرين عن عدم رضاهم.

المزيد من متابعات