Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عواصم الولايات الأميركية الخمسين تتأهب لاحتجاجات مسلحة

تعبئة وإجراءات مشددة في ميشيجان وفرجينيا وويسكونسن وبنسلفانيا وواشنطن وتكساس تمتد إلى ما بعد تنصيب بايدن

تستعد الأجهزة الأمنية الأميركية لمواجهة تجمعات مؤيدة للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب في عواصم الولايات الأميركية الخمسين، من خلال إقامة الحواجز واستدعاء الحرس الوطني في محاولة لتجنب تكرار واقعة الهجوم على الكونغرس التي هزت البلاد في السادس من يناير (كانون الثاني) الجاري.

وقد أُوقف، الجمعة، في واشنطن، رجل مسلّح ومدجّج بالذخيرة خلال محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش الكثيرة المقامة في محيط مبنى الكابيتول حيث ستقام مراسم تنصيب جو بايدن، وفق تقرير للشرطة.

وجاء في تقرير للشرطة أوردته شبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية واطّلعت عليه السبت وكالة الصحافة الفرنسية أن ويزلي آلن بيلر المتحدّر من فرجينيا، كان موجوداً مساء الجمعة عند نقطة تفتيش على مقربة من مبنى الكابيتول، مقر مجلسي النواب والشيوخ.

وعثرت الشرطة معه على تصريح مزيّف لحضور مراسم التنصيب ومسدس محشو وأكثر من 500 طلقة ذخيرة، وقد تم توقيفه.

وكانت هناك ملصقات عدة على شاحنته البيضاء تدافع عن الحق في حيازة الأسلحة، كُتب على إحداها "إذا أتوا لأخذ أسلحتك، أعطهم الرصاصات أولاً".

وحذر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وكالات الشرطة من احتجاجات مسلحة محتملة في جميع عواصم الولايات، بدءا من اليوم وحتى موعد تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير (كانون الثاني)، يؤججها أنصار ترمب الذين يعتقدون بصحة مزاعمه الكاذبة عن تزوير الانتخابات.
ومن بين الولايات التي قامت بتعبئة حرسها الوطني لتعزيز الأمن، ميشيجان وفرجينيا وويسكونسن وبنسلفانيا وواشنطن، بينما قامت تكساس بإغلاق مبنى كونغرس الولاية اعتبارا من اليوم وحتى يوم التنصيب.

تأتي هذه الإجراءات في أعقاب الهجوم الدامي على مبنى الكونغرس الأمريكي في السادس من الشهر الجاري من جانب مزيج من المتطرفين وأنصار ترمب.

كما حذرت نشرة المعلومات المخابراتية المشتركة، الصادرة عن مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، من أن "الروايات الكاذبة" حول تزوير الانتخابات ستكون محفزا دائما للجماعات المتطرفة.

وينتشر الآن آلاف من أفراد الحرس الوطني المسلحين في شوارع واشنطن في استعراض للقوة لم يسبق له مثيل في العاصمة الأمريكية. كما سيتم خلال الأيام المقبلة منع الزيارات إلى عدد من المعالم الشهيرة بأنحاء البلاد.

إغلاق معالم واشنطن

بدورها، واصلت العاصمة واشنطن تعزيز إجراءاتها الأمنية بإغلاق منافذ دخول المعالم الشهيرة، وإقامة نقاط تفتيش على مداخل وسط المدينة استعداداً لمراسم التنصيب يوم 20 يناير (كانون الثاني).

وتشهد مراسم تنصيب الرئيس الأميركي دوماً إجراءات أمن مشددة بقيادة جهاز الخدمة السرية إلا أن إجراءات تأمين المراسم هذا العام ستكون أكبر من المعتاد، بعد ما اقتحم مؤيدو الرئيس دونالد ترمب مبنى الكونغرس في السادس من يناير في محاولة لمنع التصديق النهائي على فوز بايدن.

وأعلنت هيئة المتنزهات الوطنية، الجمعة، إغلاق منطقة "ناشيونال مول" والمعالم الأميركية الشهيرة في واشنطن حتى 21 يناير على الأقل.

وقال ماثيو ميلر مدير المكتب الميداني لجهاز الخدمة السرية في واشنطن للصحافيين "لا يمكننا أن نسمح بتكرار الفوضى والممارسات غير القانونية التي شاهدتها الولايات المتحدة والعالم الأسبوع الماضي".

وقال مسؤولون أميركيون، إنهم يتوقعون ارتفاع عدد قوات الحرس الوطني في العاصمة إلى 25 ألفاً.

تعبئة في فلوريدا

من جانبه، أمر حاكم فلوريدا، الجمعة، بتعبئة الحرس الوطني في هذه الولاية الواقعة جنوب شرقي البلاد لمواجهة تهديدات مرتبطة بحصول أعمال عنف بعد أسبوع على هجوم استهدف الكابيتول شنه أنصار للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب.

وسيبقى هذا الأمر الذي أصدره الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس سارياً حتى 24 يناير، وينص على أن الحرس الوطني يجب أن يساعد قوات الأمن المحلية والفيدرالية في حال حدوث اضطرابات.

وألقي القبض في فلوريدا، الجمعة، على رجل دعا إلى حمل السلاح في مواجهة المتظاهرين المؤيدين لترمب. وقالت وزارة العدل في بيان، إن دانييل بيكر، وهو من سكان تالاهاسي، عاصمة فلوريدا، اعتُقل لدعوته إلى مواجهة المتظاهرين الذين من المحتمل أن يتجمعوا خارج مقر الحكومة في فلوريدا، الأحد.

وقال لورانس كيف، المدعي الفيدرالي لمنطقة شمال فلوريدا، "لن نألو جهداً لرصد وردع وعرقلة أي شخص يخطط للتحريض أو ارتكاب أعمال عنف".

والرجل الموقوف جندي سابق في الجيش الأميركي، وقد أعرب على وسائل التواصل الاجتماعي عن عزمه على تعطيل الاحتجاجات التي قد تحصل قبل تنصيب بايدن، الأربعاء.

وقال المدعون المسؤولون عن القضية، إن بيكر كان يقوم بالتجنيد ونشر مقاطع فيديو تظهر أسلحة متعددة بحوزته.

 

بيلوسي ومقاضاة المشرعين

على صعيد آخر، قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي، الجمعة، إنه ينبغي مقاضاة أي مشرع ساعد مؤيدي الرئيس دونالد ترمب على اقتحام مبنى الكونغرس.

واتهمت النائبة الديمقراطية ميكي شيريل بعض النواب الجمهوريين بمساعدة مؤيدي ترمب قائلة، إنها رأت بعض زملائها وهم يقومون بجولات داخل المبنى مع مجموعات يوم الخامس من يناير.

وقالت بيلوسي "إذا تبين أن أعضاء بالكونغرس شاركوا في هذا التمرد المسلح، أو ساعدوا وحرضوا على الجرائم فإنه سيتعين اتخاذ إجراء خارج الكونجرس فيما يخص المقاضاة".

أسر واغتيال

وكان الادعاء الاتحادي الأميركي عرض صورة قاتمة جديدة لحصار مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي قائلاً في مذكرة مقدمة إلى المحكمة، إن مثيري الشغب المناصرين للرئيس دونالد ترمب كانوا يعتزمون "أسر واغتيال مسؤولين منتخبين".

وطلب الادعاء في المذكرة إصدار أمر باحتجاز جيكوب تشانسلي، وهو من سكان أريزونا ومن مروجي نظريات المؤامرة، والذي تم تداول صورته على نطاق واسع وهو يضع على رأسه فراء يتدلى عليه قرنان ويقف على مكتب مايك بنس نائب الرئيس في مجلس الشيوخ.

وتطرقت المذكرة التي كتبها محامو وزارة العدل في أريزونا إلى تفاصيل أكبر عن تحريات مكتب التحقيقات الاتحادي في أمر تشانسلي، كاشفة أنه ترك ملحوظة مكتوبة لبنس يحذر فيها من "أنها مجرد مسألة وقت... العدالة قادمة".

وجاء في مذكرة الادعاء "دلائل قوية من بينها كلمات تشانسلي نفسه وأفعاله في الكابيتول (مبنى الكونغرس) تدعم فكرة أن نية محدثي الشغب كانت أسر واغتيال مسؤولين منتخبين في حكومة الولايات المتحدة".

وكان من المقرر مثول تشانسلي أمام محكمة اتحادية، الجمعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بنس سيحضر مراسم التنصيب

نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة، عن مصدر مطلع، إن نائب الرئيس الحالي مايك بنس اتصل هاتفياً بنائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس وهنأها. وكان ذلك أول اتصال بينهما منذ المناظرة التي تواجها فيها في الخريف في أوج الحملة الانتخابية.

كما يعتزم بنس المشاركة في حفل التنصيب، إلى جانب الرؤساء السابقين "باراك أوباما، وجورج بوش الابن، وبيل كلينتون".

وبعد الاحتفال، سيتوجه بايدن إلى مقبرة أرلينغتون الوطنية لوضع إكليل من الورود على قبر الجندي المجهول والدعوة إلى الوحدة.

وترمب هو أول رئيس منذ 150 سنة يقاطع حفل تنصيب خلفه.

بايدن يعين مستشاراً علمياً

وعلى صعيد آخر، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الجمعة، أنه اختار عالم الوراثة إيريك لاندر ليكون المستشار العلمي للبيت الأبيض، موضحاً أن هذا المنصب أصبح برتبة وزير، خلافاً لما كان عليه الوضع في عهد سلفه دونالد ترمب.

وجاء هذا القرار بينما تعد الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضرراً من انتشار فيروس كورونا المستجد الذي أصيب به أكثر من 23,5 مليون شخص وتوفي نحو 391 ألفاً.

وقال بايدن، إن مستشاره الجديد سيكون إيريك لاندر عالم الوراثة الذي أسهم في رسم خارطة الشريط الوراثي البشري.

وأكد جو بايدن في بيان أعلن فيه تعيين لاندر وخبراء آخرين في الفريق العلمي للإدارة أن "العلم سيكون دائماً في الصف الأول في إدارتي، وهؤلاء العلماء الذين يتمتعون بشهرة عالمية سيضمنون أن يعتمد كل ما نقوم به على العلم والوقائع والحقيقة".

وأضاف أن "إضاءاتهم الموثوقة ستكون ضرورية بينما نتحد لإنهاء هذا الوباء وإنعاش اقتصادنا واتخاذ المزيد من الخطوات لتحسين نوعية الحياة لجميع الأميركيين".

ويرأس لاندر مركز "برود اينستيتيوت" الشهير غير الربحي للبحوث الطبية الحيوية.

وعرف ترمب بتشكيكه في العلم، لا سيما في شأن تغير المناخ. وقد ذهب إلى حد وصف عالم المناعة أنطوني فاوتشي مستشار الحكومة للأزمة الصحية، وخبراء آخرين نصحوا بوضع الكمامات والتباعد الاجتماعي لمحاربة كوفيد-19 بأنهم "أغبياء"

بايدن يوقع أوامر تنفيذية في يوم التنصيب

وسيوقّع بايدن في يوم التنصيب، الأربعاء المقبل، أوامر تنفيذية تتعلق بالتصدي للجائحة وتدهور الاقتصاد الأميركي واللامساواة العرقية والتغيّر المناخي، وفق ما أعلن أحد كبار مستشاريه.

وجاء في بيان أصدره رون كلاين الذي اختاره بايدن لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، أن "كل هذه الأزمات تتطلّب تحرّكاً عاجلاً"، موضحاً أن بايدن سيوقّع "نحو 12" أمراً تنفيذياً الأربعاء عقب حفل التنصيب.

وقال كلاين إن "الرئيس المنتخب بايدن سيتّخذ في الأيام العشرة الأولى من ولايته تدابير حاسمة للتصدي لهذه الأزمات الأربع، ولتجنيب البلاد أضراراً طارئة لا يمكن إصلاحها، ولاستعادة أميركا مكانتها في العالم".

وبتوليه الرئاسة الأميركية خلفاً لترمب، يرث بايدن مجموعة من التحديات الكبرى.

وتتّجه الولايات المتحدة سريعاً نحو تسجيل 400 ألف وفاة بكوفيد-19 وأكثر من مليون إصابة أسبوعيا، مع تفش للفيروس خارج السيطرة.

ويرزح الاقتصاد تحت وطأة تداعيات الجائحة التي تسببت بإلغاء عشرة ملايين وظيفة، كما يواجه المستهلكون الأميركيون والشركات صعوبات معيشية.

وهذا الأسبوع كشف بايدن النقاب عن خطة لتحفيز الاقتصاد بقيمة 1,9 تريليون دولار عبر تقديمات مالية وغيرها من المساعدات، وهو يعتزم تسريع حملة التلقيح المتعثّرة ضد كوفيد-19.

وسيوقّع بايدن الأربعاء عقب حفل التنصيب أوامر تنفيذية لإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية المناخ الموقّعة في باريس ويلغي قراراً للرئيس ترمب يحظر دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة الأراضي الأميركية، وفق بيان كلاين.

وقال كلاين إن "الرئيس المنتخب سيتّخذ تدابير، ليس لإصلاح أشد أضرار إدارة ترمب جسامة فحسب، وإنما للدفع بالبلاد قدماً أيضاً".

المزيد من دوليات