شاهد لمحكمة بطوكيو: غصن أخفى جزءا من راتب "نيسان" خشية فصله من "رينو"

أدلى هاري نادا، أحد أبرز مهندسي سقوط قطب السيارات كارلوس غصن في نهاية عام 2018، الخميس 14 يناير (كانون الثاني) في طوكيو، بشهادته علناً للمرة الأولى في جلسة محاكمة غريغ كيلي، المسؤول القانوني السابق لمجموعة "نيسان"، وقال إن غصن أخفى جزءًا من أجره في الشركة خشية أن تجبره الحكومة الفرنسية على ترك شركة "رينو" إذا اكتشفت كم يجني.

وبعد فرار غصن، الرئيس السابق لتحالف "رينو- نيسان- ميتسوبيشي"، إلى لبنان في نهاية عام 2019، قبل بدء محاكمته في اليابان بتهمة اختلاسات مالية مفترضة، يُعدّ مساعده السابق الأميركي غريغ كيلي (64 سنة)، المتهم الوحيد الذي يمثل شخصياً أمام المحكمة، منذ سبتمبر (أيلول).

وكيلي متهم بمساعدة غصن في إخفاء 9.3 مليار ين (89 مليون دولار) من دخله وتعويضاته المالية على مدى ثماني سنوات، منذ عام 2010 إلى 2018، بعد أن طبّقت اليابان قواعد جديدة تقتضي من المديرين الإبلاغ عن المدفوعات التي تفوق مليار ين.

وغالباً ما اتخذت جلسات الاستماع منذ بداية هذه المحاكمة طابعاً إجرائياً، إذ يتم التمعن في مختلف الوسائل التي سعى غصن من خلالها، وفقاً لمتّهميه، إلى التحايل على قانون ياباني يعزّز الشفافية حيال تقاضي المدراء مكافآت منذ عام 2010. 

خشية من تبعات في فرنسا

وأعلن نادا، الذي كان بين الدائرة المقرّبة لغصن في "نيسان"، الخميس، أن الرئيس السابق أخفى دخله الحقيقي لأنه خشي من تبعات في فرنسا، وأشار إلى أن كيلي هو من أبلغه بهذه المعلومات. وتابع، "لم يكن يريد التعرّض للفصل. إذا دفع لنفسه ما يريد وأبلغ حقاً عن ذلك، كانت الدولة الفرنسية ستشعر أنها ملزمة بفصله".

وأضاف نادا بينما كان يمثل واقفاً أمام القضاة، أن كيلي كلّفه إيجاد وسائل لزيادة التعويض الذي كان سيحصل عليه غصن بعد تقاعده من مجموعة "نيسان".  

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في المكان، أن نادا أوضح أنهم توصّلوا إلى استنتاج مفاده إمكانية تضمين المكافآت لأداء أسهم "نيسان" خلال فترة معينة في هذه الحسابات.

وأحجمت وزارة الاقتصاد الفرنسية عن التعليق.

كيلي وغصن ينفيان

منذ البداية، ينفي كيلي، على غرار غصن، انتهاك قواعد سوق الأوراق المالية اليابانية، مؤكداً أنه كان يبحث عن طريقة "قانونية" لرفع مدخول رئيسه.

وأشار دفاع كيلي، الذي يواجه عقوبةً بالسجن تصل إلى 10 سنوات، إلى أن "نيسان" لم تصادق على المكافآت الإضافية لغصن بشكل نهائي.

ويتمتّع نادا بالحماية من الملاحقة القضائية عبر التعاون مع القضاء الياباني قبل اندلاع قضية غصن، مستفيداً من الوضع القانوني للمبلِّغين عن المخالفات.

وهو ما زال يعمل لدى شركة "نيسان"، التي لم تتمكّن من طرده على الرغم من علاقته القديمة والغامضة مع غصن وكيلي، لكنها نقلته مع ذلك من القسم القانوني منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

كما سيمثل هيروتو سايكاوا، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "نيسان"، في المحاكمة كشاهد فقط في نهاية فبراير (شباط)، من دون أن يبدي خشيته من القضاء الياباني، على الرغم من أنه اعترف العام الماضي بتلقّيه تعويضاً لا يستحقّه في عهد غصن.

ومن المقرر أن يدلي الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "نيسان" ماكوتو أوشيدا، بشهادته في أوائل يوليو (تموز) عند نهاية القضية.