أطلقت وزارة الصحة المصرية مبادرة رئيس الجمهورية لمتابعة حالات العزل المنزلي لمرضى فيروس كورونا، تحت شعار "100 مليون صحة"، وجاءت الحملة في الوقت الذي تخطت فيه حالات الإصابة بالفيروس 1000 حالة، وفق بيان وزارة الصحة، الجمعة، الثامن من يناير (كانون الثاني)، كما سجلت الوزارة 56 حالة وفاة من المصابين بالوباء.
حالات الوفيات لمصابين من المعزولين منزلياً كانت السبب في التفكير بإطلاق مبادرة لمتابعة حالاتهم، ويشير الدكتور جلال الشيشيني معاون وزيرة الصحة والمسؤول عن المبادرة، إلى أنه تمت ملاحظة أن العديد من المعزولين منزلياً كانوا يذهبون للمستشفيات بحالات متأخرة بعد تدهور حالتهم، وكان يمكن إنقاذهم بسهولة إذا كانت الحالة قد تمت متابعتها قبل ساعات، كما أن كثيرين من المصابين المعزولين منزلياً كانوا يبقون من دون متابعة طبية، لذلك فكرت الوزارة في آلية تضمن التدخل السريع لإنقاذ المريض داخل منزله، من خلال متابعة الأعراض وقياس نسبة الأكسجين باعتباره المقياس الأكثر دقة لمعرفة مدى تدهور الحالة.
قاعدة بيانات وزارة الصحة
ويؤكد معاون وزيرة الصحة أن عدم إطلاق المبادرة منذ بداية ظهور كورونا يرجع إلى أنه في بداية الجائحة كان الوضع جديداً على السلطات الصحية والمواطنين في مصر، مثل باقي دول العالم، ولم تكن هناك خبرة كافية عن طرق العلاج وأساليب التعامل مع المصابين، ومع تزايد الإصابات وبدء الموجة الثانية، أدركت السلطات الصحية أن العزل المنزلي من أكثر الوسائل فعالية في تخفيف العبء عن النظام الصحي، موضحاً أنه في بداية الجائحة كان يُعزل كل المصابين في المستشفيات مهما كانت حالته، لكن مع زيادة الإصابات أصبحت المستشفيات لا تتحمل الأعداد الكبيرة من المصابين ويُعزل أصحاب الأعراض المتوسطة والخفيفة في منازلهم، على ألا تزيد سن المصاب بالفيروس على 60 عاماً، ولا تكون المصابة حاملاً، وغيرهما من الشروط التي وضعتها اللجنة العلمية المصرية لمواجهة كورونا.
وأشار الشيشيني إلى أن المبادرة لا تهدف لحض الناس على عدم الذهاب للمستشفيات، وإنما يجب على كل من يشعر بأعراض كورونا أن يتوجه إلى المستشفى لكي تُشخص حالته من جانب طبيب مختص، موضحاً أن المبادرة تستهدف المصابين المسجلين على قاعدة بيانات وزارة الصحة، وهم كل من توجه إلى مستشفى تابع للوزارة، وشُخص بأنه مصاب بـالوباء، وأشار إلى أن مَن يُشخص لدى مستشفى أو عيادة خاصة لا تعلم به الوزارة.
خدمات المبادرة
وتقدم المبادرة للمستفيدين العلاج وفق البروتوكول العلاجي إذا لم يكن قد صُرف له من قبل، وقياس الحرارة وتوفير جهاز لقياس نسبة الأكسجين في الدم، إلى جانب متابعة الحالات عبر الهاتف، إذ يتم الاتصال بذوي الأعراض البسيطة أربع مرات خلال فترة العزل، أما ذوو الأعراض المتوسطة فيُتصل بهم أربع مرات يومياً، للتأكد من أن نسبة الأكسجين ليست أقل من 92 التي تعد مؤشر الخطورة، مؤكداً أن جهاز قياس الأكسجين الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت الحالة ستتعرض لمضاعفات خلال ساعات، قد تؤدي للوفاة، وأوضح أنه عند انخفاض الأكسجين لمستوى الخطر تُخطر غرفة العمليات في المحافظة محل إقامة المريض، ليُنقل إلى أقرب مستشفى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
2000 فريق لمتابعة المرضى
ووفق معاون وزير الصحة، فإن 2000 فريق تابعين للمبادرة جاهزون لخدمة مصابي كورونا المعزولين منزلياً، سواء من خلال المتابعة الهاتفية، أو القوافل العلاجية لتزويد المرضى بالأكسجين، موضحاً أن الفريق الواحد يمكنه التواصل هاتفياً مع 20 إلى 30 مريضاً في المتوسط، لمتابعة الحالات، وأضاف أن المبادرة مستمرة حتى انتهاء الجائحة، واستدرك أن حملة التطعيم بلقاح كورونا التي ينتظر انطلاقها قريباً من المفترض أن تخفف ضغط الإصابات بالوباء على النظام الصحي، موضحاً في الوقت عينه أن الحملة ستبدأ بتطعيم الفرق الطبية ثم الفئات الأكثر احتياجاً من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم، والذين خصص لهم 20 مليون جرعة من اللقاح تعاقدت عليها مصر.
الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، أعلن في تصريحات تليفزيونية، أن مصر تعاقدت رسمياً على 20 مليون جرعة لقاح كورونا.
متابعة توفر الأكسجين
وكانت وزيرة الصحة أشارت في المؤتمر الصحافي للإعلان عن المبادرة، إلى ثبات منحنى معدل الإصابات بشكل ملحوظ، وأكدت أن الدولة حريصة على توفير مخزون كاف من الأكسجين الطبي في كل مستشفيات الجمهورية منذ بداية الجائحة، كما تمت زيادة خزانات الأكسجين والأسطوانات في المستشفيات، ورفع كفاءة شبكات الغازات الطبية بالمستشفيات والصيانة الدورية لها، مع إيجاد غرفة عمليات مركزية بالوزارة لمراقبة إمداد الأكسجين الطبي والمتابعة المستمرة لمعدلات استهلاكه، إلى جانب غرفة فرعية بكل محافظة لمتابعة توافر الأكسجين.
بدورها، قامت القوات المسلحة بتطهير وتعقيم العديد من المنشآت والمناطق التي يتردد عليها عدد كبير من المواطنين، ومنها مجمع التحرير وموقفا أتوبيسات النقل الجماعي الفريق عبد المنعم رياض وأحمد حلمي بما يحتويانه من خطوط مواصلات جماعية للقاهرة الكبرى، إلى جانب محطتي مترو الأنفاق بميداني التحرير ورمسيس، ومحطة سكك حديد مصر، بحسب بيان للمتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية.