Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخرطوم تستقبل وزير الخزانة الأميركي وعينها على 60 مليارا من الديون تكبّلها

العلاقات الثنائية تشهد مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بعد الانفراج السياسي

وزير الخزانة الأميركي يجدد دعم إدارة ترمب للسودان بعد رفع العقوبات (غيتي)

دخلت العلاقات السودانية الأميركية مرحلة متقدمة من التفاهم والتنسيق المشترك، بخاصة في الجانب الاقتصادي، حيث وصل الخرطوم، اليوم الأربعاء، وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوشين على رأس وفد رفيع المستوى، في أول زيارة من نوعها للبلاد، تركز على مناقشة الوضع الاقتصادي، والمساعدات التي ستقدمها واشنطن للسودان، فضلاً عن معالجة موضوع الديون الخارجية البالغة 60 مليار دولار. 

وعقد الوزير الأميركي فور وصوله سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين السودانيين، شملت رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح برهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، كما وقع الجانبان السوداني والأميركي مذكرة تفاهم لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، والتي ستمكن الخرطوم من الحصول على ما يزيد عن مليار دولار سنوياً من البنك الدولي للمرة الأولى منذ 27 عاماً، وهي موارد تدفع الاقتصاد السوداني نحو الأمام، وتعين الحكومة الانتقالية على تنفيذ مشاريع البنى التحتية والتنمية المختلفة. 

عهد جديد 

وأكد البرهان خلال لقائه منوشين، حرص بلاده على تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية في جميع المجالات، بخاصة الاقتصادية.  

واطلع الوزير الأميركي على موقف السودان من التوترات الحدودية مع الجارة إثيوبيا، مؤكداً أن ما قامت به القوات المسلحة السودانية يعتبر إعادة انتشار داخل الحدود، وأن بلاده حريصة على معالجة الخلافات بالتفاوض والحوار. 

فيما ثمّن حمدوك خلال لقائه وزير الخزانة الأميركي جهود واشنطن التي أفضت إلى رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعادة الحصانة السيادية، مما يوفر له ترسانة حماية أمام القضاء الأميركي من أي دعاوى مستقبلية، مشيراً إلى أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الدولتين، وتطوير التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، الأمر الذي يعتبر مؤشراً قوياً لدخول العلاقات السودانية - الأميركية عهداً جديداً من التعاون والتنسيق المشترك، بما يخدم الأهداف التنموية ومصلحة الشعبين. 

من جانبه، ثمن وزير الخزانة الأميركية في ختام زيارته الجهود التي بذلتها الحكومة الانتقالية السودانية، بتوقيعها مع الحركات المسلحة اتفاق جوبا للسلام، ووعد بالمساعدة في تنفيذ بنود اتفاق السلام، مؤكداً حرص بلاده على إلحاق الحركات غير الموقعة، وتوصل السودان ومصر وإثيوبيا إلى اتفاق ما بعد ملء سد النهضة وتشغيله. 

تدفق الاستثمارات 

لكن كيف ينظر المراقبون لتطور العلاقات بين واشنطن والخرطوم في ضوء زيارة وزير الخزانة الأميركي للسودان؟  يعتبر أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعات السودانية البروفيسور حسن بشير محمد نور، الزيارة  مهمة جداً، لأنها ستفتح أبواب عدة على العالم المتقدم، "بخاصة وأن أميركا مهيمنة على العالم في الجانب الاقتصادي، وكذلك على مؤسسات التمويل الدولية، فضلاً عن الأسواق العالمية، فالعقبة الأساسية التي كانت تقف أمام السودان في الجوانب الاقتصادية والتجارية والأسواق، هي العقوبات الأميركية التي فرضت عليه لأكثر من عقدين، لكن الآن أصبح الطريق سالكاً بين البلدين، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تدفق الاستثمارات بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال تشجيع واشنطن للآخرين، وبالتالي ستكون هناك منافسة وسباق من قبل الدول والمؤسسات والشركات الأجنبية، عبر تعاون ثنائي وتكتلات". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع، "أهمية هذه الزيارة تكمن في أنها تساعد السودان في التخلص من ديونه الخارجية، والتعاون مع وكالة التنمية الأميركية، ومؤسسات التمويل الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، فأمريكا تريد استباق الصين وروسيا في تعاونها مع السودان لما يتمتع به من موارد اقتصادية وموقع استراتيجي، وهذا ما يشجع دولاً كثيرة على التعاون الاقتصادي مع الخرطوم، وكذلك الشركات الكبرى".  

اتفاق ابراهيم

كما تم خلال الزيارة توقيع الجانبين الأميركي والسوداني على إعلان اتفاق إبراهيم، الذي ينص على ضرورة ترسيخ معاني التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب والأديان في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بما يخدم تعزيز ثقافة السلام. 

كما أشارت بنود الإعلان إلى أن "أفضل الطرق للوصول لسلام مستدام في المنطقة والعالم، تكون من خلال التعاون المشترك والحوار بين الدول لتطوير جودة المعيشة، وأن ينعم مواطنو المنطقة بحياة تتسم بالأمل والكرامة من دون اعتبار للتمييز على أي أساس عرقي أو ديني أو غيره". 

النظام المصرفي 

ومن المنتظر أن تصل غداً الخميس إلى الخرطوم رئيسة بنك التصدير والاستيراد الأميركي، كيمبرلي ريد، ضمن وفد عالي المستوى، لمناقشة إعادة السودان للنظام المصرفي العالمي، ومناقشة مواضيع اقتصادية تتعلق بعمل (Bxim Bank)، وهو البنك الحكومي الرئيس الذي يعمل في مجال الديون والقروض الدولية، بحسب ما أفادت مدير إدارة الشؤون الأميركية في وزارة الخارجية السودانية السفيرة مها أيوب، التي لفتت إلى أن هذه الزيارة تعتبر من أهم الزيارات لمسؤولين أميركيين للسودان خلال الآونة الأخيرة، لأنها تفتح الباب أمام التعامل مع المؤسسات الحكومية السودانية في مجال التنمية والمشاريع الكبرى. 

وستلتقي ريد رئيس الوزراء السوداني، وعدداً من الوزراء والمسؤولين في وزارات العدل والرعاية الاجتماعية والبنى التحتية والمالية والصحة والطاقة والتعدين.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار