Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قلق أميركي من رفض عاملين في الرعاية الصحية تلقي لقاح كورونا

يخشى الخبراء امتداد الوباء إلى أجل غير مسمى إذا لم يتم تطعيم عدد كاف من الأشخاص

على الرغم من تسارع الإصابات وعدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الولايات المتحدة، التي بلغت أكثر من 350 ألف وفاة، فإن نسبة عالية من المتخصصين في الرعاية الصحية والعاملين في الخطوط الأمامية في أنحاء البلاد، ممن تم منحهم الأولوية للحصول المبكر على لقاح الفيروس التاجي، يترددون أو يرفضون تماماً تناوله.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإن شكوكاً في شأن الآثار الجانبية وسلامة اللقاح تنتشر بين العاملين في مجال الرعاية الصحية في أنحاء الولايات المتحدة، فاجأت الباحثين الذين كانوا يفترضون أن طواقم المستشفيات سيكونون من بين أكثر الأشخاص انسجاماً مع البيانات العلمية التي تدعم اللقاحات. وفي حين لم يتضح بعد مدى رفض العاملين في مجال الرعاية الصحية للقاح، فإن التقارير حول معدلات المشاركة في تلقيه جاءت أقل من المتوقع في جميع أنحاء البلاد، مما يثير مخاوف علماء الأوبئة في شأن الآثار المحتملة على الصحة العامة.

رفض اللقاح

وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال حاكم ولاية أوهايو، مايك ديواين، إنه "منزعج" من الأعداد المنخفضة نسبياً بين العاملين في دار رعاية المسنين ممنتلقوا اللقاح، مع إعلان ديواين أن ما يقرب من 60 في المئة من الطاقم رفضوا الحقن. وقال رئيس قسم الرعاية الحرجة في مركز يونايتد ميموريال الطبي في هيوستن، الدكتور جوزيف فارون، خلال تعليقات للإذاعة الوطنية الأميركية قبل أسبوعين، أن أكثر من نصف الممرضات في وحدته أبلغوه بأنهن لن يحصلن على اللقاح.

ووفقاً لموقع "فوربس" الإخباري، فإن رئيس رابطة رجال الإطفاء قال الشهر الماضي، إن ما يقرب من 55 في المئة من رجال الإطفاء في إدارة الإطفاء في نيويورك أفادوا بأنهم لن يحصلوا على لقاح فيروس كورونا. كما ذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز، أن نسبة كبيرة من مقدمي الرعاية الصحية في ولاية كاليفورنيا، وهي ولاية ليبرالية، ترفض تلقي اللقاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن أقل من نصف العاملين في مستشفى سانت إليزابيث بولاية كاليفورنيا، البالغ عددهم 700 شخص، ممن هم مؤهلون للحصول على اللقاح، قالوا إنهم على استعداد لأخذ اللقاح عند تقديمه للمرة الأولى. ووفقاً لمسؤولي الصحة العامة في المقاطعة، فإن حوالى 20 إلى 40 في المئة من العاملين في الخطوط الأمامية يرفضون تلقي اللقاح.

أما في مقاطعة ريفرسايد، فاضطر مسؤولو الصحة العامة إلى معرفة أفضل السبل لتخصيص الجرعات غير المستخدمة، بعد أن رفض 50 في المئة من العاملين في الخطوط الأمامية تلقي اللقاح. وقالت كبيرة المسؤولين في مستشفى لوريتو بشيكاغو، نيغيلا جوفادي، إنه تم إجراء مسح في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقال 40 في المئة من طاقم المستشفى إنهم لن يتلقوا التطعيم.

سلامة اللقاحات

وتستخدم الولايات المتحدة بشكل رئيس لقاحات "فايزر-بيونتيك" و"موديرنا" و"أكسفورد-أسترازينيكا"،إضافة إلى تعاقدها لشراء جرعات من لقاحات "نوفافاكس" و"جونسون أند جونسون" و"سانوفي" التي لا تزال قيد التطوير.

وتؤكد دوائر البحث في البلاد أن الدليل العلمي واضح فيما يتعلق بسلامة وفعالية اللقاحات، بعد التجارب التي شملت عشرات الآلاف من المشاركين، بما في ذلك كبار السن وذوو الحالات الصحية المزمنة. ويوصى بتلقي اللقاح للجميع، باستثناء أولئك الذين عانوا من رد فعل تحسسي شديد تجاه أي من المكونات.

لكن مخاوف العاملين في الرعاية الصحية ممن رفضوا تلقي اللقاح، تتعلق بالآثار الجانبية المحتملة، وعدم الثقة بالحكومة لضمان سلامة اللقاحات، وهو ما أظهره استطلاع حديث أجرته مؤسسة "قيصر فاميلي فونديشين"، التي كشفت عن أن 29 في المئة من العاملين بمجال الرعاية الصحية مترددون في تلقي اللقاح لهذه الأسباب. ولفتت الدراسة إلى أن العاملين في الخطوط الأمامية في الولايات المتحدة أغلبهم من اللاتينيين والسود، وهي الفئة الأكثر تضرراً من الوباء، إذ تسبب بخسائر فادحة في هذه الشريحة من السكان.

وبحسب دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" العلمية، الصيف الماضي، فإن "العاملين في مجال الرعاية الصحية من غير البيض كانوا أكثر عرضة مرتين للعدوى بكورونا من نظرائهم البيض". ووفقاً لاستطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث في ديسمبر، فإن الشك في سلامة اللقاح أعلى بين الأميركيين السود، إذ قال أقل من 43 في المئة إنهم سيحصلون على لقاح "كوفيد-19". وفي تعليقات للإذاعة الوطنية الأميركية، قالت جوفادي إنه "لا توجد شفافية بين شركات الأدوية أو شركات الأبحاث أو الحكومة في بعض الأحيان، حول عدد الأشخاص من مجتمعات السود واللاتينيين الذين شاركوا في أبحاث اللقاح".

بينما أشارت مقالة رأي نُشرت في صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق من الأسبوع، كتبها طبيبا الطوارئ بنجامين توماس ومونيك سميث، إلى أن "الإحجام عن اللقاح نتيجة مباشرة لسوء معاملة النظام الطبي للسود".

قلق مسبق

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعرب مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنتوني فاوتشي، عن قلقه من احتمال إحجام مقدمي الرعاية الطبية عن تلقي اللقاح، مما سيثبط المواطنين الآخرين عن تلقيه. وقال فاوتشي في مقابلة مع صحيفة ديلي بيست، "إن أكبر مخاوفي الأساسية هي أن يتردد جزء كبير من الناس في الحصول على اللقاح".

وأوصى فاوتشي بضرورة تقديم المعلومات الصحيحة للعاملين في مجال الرعاية الصحية. وقال، "علينا معرفة سبب ترددهم. يعتقدون أنه تم بسرعة كبيرة جداً. لقد كان بالتأكيد أسرع لقاح اعتمدناه على الإطلاق، ولكن السرعة مرتبطة بالتقدم العلمي غير العادي في منصات تكنولوجيا اللقاحات، مما سمح لنا بالقيام بأمور خلال شهور، كانت ستستغرق في السابق سنواتعدة".

وأضاف، "إذا أعطيتهم تلك المعلومات وشرحت لهم بوضوح، فأعتقد أنهم سيوافقون على التطعيم. إذا لم يحدث ذلك، فأعتقد أننا سنواجه بعض المشكلات". وقال كبير أطباء الأمراض المعدية في الحكومة الأميركية إنه إذا اختار العاملون في مجال الرعاية الصحية عدم الحصول على لقاح "كوفيد-19"، فستشعر مجموعات كبيرة من الأشخاص بالتردد، مما قد يعني أن أعداداً كبيرة من الناس في الولايات المتحدة لن يتم تطعيمهم ضد الفيروس.

ويخشى الخبراء من امتداد الوباء إلى أجل غير مسمى، إذا لم يتم تطعيم عدد كاف من الأشخاص باللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، مما سيؤدي إلى زيادات مفاجئة في عدد الإصابات مستقبلاً، ويشكل مجدداً ضغطاً مفرطاً على نظام الرعاية الصحية، وتداعيات اقتصادية مستمرة.

المزيد من صحة