Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

علم النفس ينصحكم في ما تشترونه من هدايا خلال الأعياد

الحملات الإعلانية حول أفضل الطرق لإسعاد الآخرين تقع في أخطاء

مسألة شراء الهدايا للأحبة بمناسبة أعياد نهاية العام تشكل كابوسا للكثيرين (غيتي) 

أعلن أستاذ في علم النفس يعمل في إحدى الجامعات الأميركية أن بحوثاً في علم النفس والتسويق تؤكد أن الحملات الإعلانية حول أفضل الطرق لإسعاد الآخرين عن طريق تقديم الهدايا خلال مواسم الأعياد تقع في أخطاء، لافتاً إلى أن البحوث توفر إرشادات لانتقاء الهدايا التي ستسعد المتلقين حقاً.

وكتب دانيال تي ويلينغهام، أستاذ علم النفس في جامعة فيرجينيا، بـ"نيويورك تايمز"، الخميس، يقول "ليست الصور المجازية التي تعرضها الإعلانات خادعة فحسب. فهي تعزز أيضاً خمسة معتقدات خطأ يحملها الناس عادة حول ما يسعد المتلقين للهدايا. ولحسن الحظ، لا تبين بحوث في علم النفس والتسويق خطأ هذه المعتقدات فحسب، بل تعرض كذلك إرشاداً لاختيار الهدايا التي سيحبها الناس حقاً".

وأشار، أولاً، إلى أن السعر لا يهم حقاً، فمتلقو الهدايا الذين شاركوا في البحوث لم يربطوا سعادتهم بالهدايا بسعرها، على الرغم من أن مقدمي الهدايا رأوا أن السعر كلما ارتفع، ازدادت معه سعادة متلقي الهدايا بها. وقال، ثانياً، إن الهدية القابلة للاستخدام تسعد متلقيها أكثر من غيرها، وأضاف: "يركز مقدمو الهدايا على مدى المتعة التي يولدها استخدام الهدية، لكنهم يتجاهلون سهولة استخدام الهدية أو وتيرته؛ فالزوج قد يتخيل أن زوجته ستشعر بسعادة كبرى بأحجار الألماس، متجاهلاً أنها قلما ترتدي مجوهرات رسمية".

ولفت ويلينغهام إلى أن البحوث شملت تجربة فضل فيها مقدمو الهدايا تقديم قلم ثمين، في حين رغب المتلقون في قلم عملي. وقال "قد يفضل المانحون الجميل والمثير لأنهم يفكرون بالهدايا في شكل مطلق: ما الهدية الجيدة؟ أما المتلقون فيتخيلون أنفسهم يستخدمون الهدية ويركزون بالتالي على الصفة العملية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويصح المعتقد الخطأ الثالث خلال الجائحة الحالية، ومفاده أن عدم قابلية الهدية للاستخدام الفوري يهم حقاً. فالبحوث أثبتت العكس، وفق الكاتب، إذ إن المانح قد يقلق في حال كانت الهدية قابلة للاستخدام لاحقاً، لكن المتلقي يسعد بها على الرغم من ذلك. "في إحدى التجارب، سأل الباحثون الناس أن يقارنوا بين أنواع مختلفة من الهدايا: هدية جذابة فوراً، مثل دزينة ورود في كامل تفتحها، أو هدية بالسعر نفسه ستبعث على الرضا في الأجل البعيد، مثل دزينة من أزرار الورود التي ستتفتح بعد أيام. وحين وضع أشخاص أنفسهم في موضع المانحين، اختاروا الأولى، لكن أشخاصاً آخرين سُئِلوا ماذا يودون أن يتلقوا، فاختاروا الثانية".

رابعاً، ينصح ويلينغهام بإعطاء الناس ما يطلبون "يعتقد المانحون أن عدم التوقع يضيف قيمة [إلى الهدية] لأنه يبين اهتماماً؛ فالزوجة لم تكن تتوقع الألماس، لكن الزوج عرف أنها ستحبها. غير أن المتلقين يعتقدون في الواقع أن من قبيل الاهتمام الأكبر منحهم هدية كانوا طلبوها. فهم يرون أن ذلك يبين أن المانح إنما أصغى إلى رغباتهم واحترمها. ولو كانوا رغبوا في مفاجأة، لكانوا عبروا عن ذلك".

خامساً، يرى المؤلف استناداً إلى البحوث إلى أن تقديم تجارب أهم من تقديم أشياء. وهذا يصح على حد تعبيره خلال الجائحة، فالناس، كما سبق وذكر، لا يهمهم الانتظار. وقال "بينت البحوث خلال العقد الماضي من الزمن أن التجارب تؤدي إلى رضا أبعد أجلاً مقارنة بامتلاك أشياء جديدة: فتمضية إجازة عائلية خيار أفضل من عقد من الألماس". لكن المانحين للهدايا، وفق البحوث، يخشون من تقديم تجربة قد لا يرغب فيها المتلقي، لذلك ينصح خبير علم النفس في تقديم عدة تجارب يختار منها المتلقي واحدة.

وشدد ويلينغهام في مقالته في "نيويورك تايمز" على أن البحوث لا تعني أن متلقي الهدايا لا يحبون عموماً ما يحصلون عليه بل إن مقدمي الهدايا يستطيعون تقديم شيء أفضل، لافتاً إلى أن الأعراف الاجتماعية تمنع من يحصل على هدية من أن يعبر بشيء غير الامتنان، فلا يتمكن من قدمها من تحسين خياراته في المرة المقبلة.

ونقل عن جيف غالاك، وهو أستاذ للتسويق في جامعة كارنيغي ميلون، واثنين من زملائه "بديلاً مثيراً وقاتماً نوعاً ما" إذ يتهمون المانحين بالأنانية فهم يختارون هدايا مثيرة وغالية لأنهم يرغبون في رؤية البهجة لدى المتلقي لكنهم لا يهتمون لسعادته البعيدة الأجل. ويرى ويلينغهام في ضوء العام الصعب الذي مررنا به جميعاً أننا قد نرغب في رؤية "بهجة مصدومة" على وجه من نهديه، لكن موسم الأعياد الآن "يستدعي وضع رغباتنا جانباً وبذل أفضل جهد لتوقع رغبات المتلقين، فرغباتهم قد تحمل سعادة أبعد أجلاً".

المزيد من متابعات