Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأزمة الاقتصادية تدفع السودانيات إلى العمل سائقات أجرة

حاصرهن المجتمع في مهن معينة ويشاركن الرجال أصعب الوظائف

"رفض المجتمع بعض المهن باعتبار أنها خطرة على السيدات أمر غير مقبول" (اندبندنت عربية)

منذ زمن ليس ببعيد، لجأت فتيات سودانيات إلى العمل سائقات سيارات أجرة، نظراً للظروف الاقتصادية السيئة في البلاد. ومع انتشار البطالة وضيق فرص العمل وتدني المرتبات، قامت فتيات بالعمل سائقات أجرة بعد وضع علامة "تاكسي" على عرباتهن، ونقل فتيات مثلهنّ فقط.

وخلال الفترة الأخيرة، انتشرت تطبيقات الـ "تاكسي" في الخرطوم، وتمت إضافة خيار "نواعم" في تطبيق "ترحال" الخاص بالسيدات، إذ تقوم بطلبه امرأة، وتحصل على خدمة الـ "تاكسي" التي تقودها امرأة، سعياً إلى إدخال النساء في كل مجالات الحياة، وتعزيز مفهوم الخصوصية.

البداية

بعد سنوات طويلة من الرفض، وحصر السيدات في مهن معينة، استطاعت سلمى القاسم التحرر من المجتمع الذي لا ينظر بدونية فقط إلى الفتاة التي تعمل كسائقة أجرة، بل حتى للرجل.

سلوى تخرج صباحاً وتقوم بإيصال طالبات جامعيات، ومن ثم تذهب إلى مقر عملها الحكومي. وعن تجربتها قالت، "بداية رفض أخي ووالدتي عملي سائقة أجرة، وقالوا إنني موظفة ولا يمكنني أن أعمل سائقة، ولكن بعد ضغوطات مستمرة استطعت إقناعهم، خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية وغلاء الوقود، وأخبرتهم بأنني إن لم أوظف عربتي وأشغلها كسيارة أجرة، فلن أستطيع توفير الوقود الذي تصل قيمته الشهرية إلى ثلاثة أضعاف مرتبي الشهري".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

القاسم ترى أن "المهن يجب ألا يتم حصرها بالرجال فقط، وتعتقد أن النساء قادرات على العمل في أية مهنة، والعادات والتقاليد التي تحصر الفتاة في مربع ضيق كما السابق، إذ لم تتمكن الفتيات من العمل سوى معلمة وطبيبة، ويجب أن تنتهي لأن سوق العمل واسعة الآن، والظروف الاقتصادية تفرض على السيدات العمل في كل أنواع المهن".

مضايقات

في الشارع العام، وحتى الآن، تتعرض الفتيات إلى مضايقات مستمرة، ولهذا السبب يرفض عبدالعزيز جابر عمل السيدات في قيادة سيارات أجرة، ويقول "لن أسمح لأختي أو والدتي بالعمل سائقة أجرة، حتى لو كانت تحت إشراف تطبيق معروف، لأننا نفتقر إلى الأمن في الشارع، وتواجه السيدات مضايقات وعمليات سطو، يتعرض لها حتى الشبان الذين يعملون في هذه المهنة".

في سياق متصل، أستاذة علم الاجتماع مودة محمد، قالت إن "رفض المجتمع بعض المهن باعتبار أنها خطرة على السيدات أمر غير مقبول، ويجب أن تُحدد بعض الأعمال على أنها خاصة بالرجال، لأن النساء قادرات على مواجهة كل الأمور الصعبة في إطار عملهنّ. ومثلما تجد المرأة صعوبة في العمل مهندسة أو طبيبة، فبالتأكيد ستجد صعوبات في عملها سائقة تاكسي".

وأضافت، "يأتي رفض المجتمع لأسباب كثيرة أولها المظاهر الاجتماعية، وهذه المظاهر وإنكار المهن البسيطة تدفع الأسر إلى منع بناتها من العمل سائقات، على الرغم من أنهن سعيدات بهذا العمل، ويشكل لهن دخلاً إضافياً وفرصة للاعتماد على النفس والاستقلال المادي".

إحصاءات

أكثر من 15 تطبيق أجرة، بعضها يوفر نافذة للفتيات لتوظيف عرباتهن وتحويلها إلى أجرة، وفي الآونة الأخيرة، انتشرت أفكار كثيرة حول هذا الموضوع.

"ترحيل ومشاوير بنات"، مجموعة في "فيسبوك" أطلقتها آيات عبدالرحمن مع صديقاتها، وهنّ خريجات جامعيات دفعتهن الظروف إلى العمل سائقات أجرة خلال فراغهن، وفكرة المجموعة جاءت بعد زيادة أسعار الوقود، وكان الهدف مساعدة صاحبات العربات من طريق توفير مصدر دخل إضافي.

آيات ترى أن "التطبيق وجد ترحيباً وتفاعلاً واسعاً قبل إنشاء المجموعة، وكنت أعمل أنا وصديقتي سائقتي أجرة خلال أوقات الفراغ، وهذا الأمر زاد دخلي. الفكرة فيها فوائد متبادلة للطرفين، ولم نواجه أية مشكلات، ووفرنا عربات أجرة بأسعار مناسبة جداً".

آيات أم منفصلة ولها ثلاثة أطفال، وهذا ما دفعها إلى البحث عن وسيلة لزيادة دخلها، ووجدت الفكرة استحسان عدد كبير من السيدات اللواتي أجمعن على أنهن يجدن الراحة في طلب عربة أجرة تقودها امرأة.

فوائد أخرى

وكانت للسيدات صاحبات عربات الأجرة وظائف عدة، فمنهن من وظفن سياراتهن لتعليم فتيات أخريات القيادة بأسعار رمزية. وقالت الطالبة الجامعية يمنى عبدالعظيم، "تعلم قيادة السيارة كان هدفي منذ زمن طويل، وعندما وجدت فتاة تعلم القيادة بأسعار مميزة لم أتردد في الالتحاق للتعلم منها، وكانت تجربة جميلة، إذ تأكدت أن الفتيات صاحبات بال طويل وقادرات على العطاء والإخلاص في العمل".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات