Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصر تعيد "وسط البلد" إلى أصل رونقه وعمارته

جرى توحيد ألوان الواجهات وإعادة التصاميم الكلاسيكية إلى ما قبل 120 عاماً

ترميم شامل لعدد من المباني في منطقة "وسط البلد" المصرية (اندبندنت عربية)

اتجهت الأنظار في مصر أخيراً إلى العاصمة الإدارية الجديدة، التي تستعد يوماً بعد آخر لتضم مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية، لكن ذلك لم يمنع الحكومة المصرية هذه الأيام أيضاً من إعادة التألق للعاصمة الإدارية القديمة، بمنطقة "وسط البلد"، وإحياء رونق مبانيها ومعمارها، لتعود إلى سابق عهدها وعراقة بصمتها الكلاسيكية.

بصمة وحنين وذكريات ارتبطت بمنطقة "وسط البلد" في قلب كل عشاق الجمهورية من مصريين وأجانب وعرب، لا تزال حاضرة في الأذهان، لكن عوامل الزمن وأيادي البشر العابثة طالت جمال التصاميم المعمارية العريقة، والتي أصبحت تؤرخ لماضٍ حافل بالأحداث التاريخية والذكريات الجميلة.

عراقة توارى جمالها

امتدت التعديات الفوضوية من جانب أصحاب المحال إلى طلاء المباني بأشكال وألوان وخامات رديئة، شوهت كل ما هو أصيل، وطمست في عشوائية كثيراً من التفاصيل الإبداعية الراقية، وخرجت عن الحدود المسموحة بمد زوائد وواجهات حديدية وخشبية وبلاستيكية بأحجام وألوان غير متناسقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إطار اتجاه الدولة لاتباع مخطط بإعادة العراقة والتألق للعاصمة الإدارية القديمة بمنطقة وسط البلد، والذي يتجاوز عمر عديد من العقارات بها 120 عاماً، تم تكليف فريق كبير من استشاريين ومهندسين لإعادة المباني لصورتها الأصلية وقت إنشائها، بإشراف وتنفيذ حسام البرمبلي، رئيس قسم العمارة بهندسة عين شمس، واستشاري ترميم وصيانة المباني التاريخية والأثرية.

ويقول المهندس محمود عبد الحي، من ضمن الفريق المشرف على تنفيذ المشروع، إنه "تم عمل ترميم شامل لعدد من المباني، بداية من سقف الدور الأخير الذي طالته وأثرت عليه بشدة عوامل الزمن، ثم قمنا بإزالة الواجهات العشوائية وتوحيد شكل الواجهات كما كانت بالأصل بكتابات مزدوجة من اللغتين العربية والإنجليزية، وإظهار الحليات والزخارف على الواجهة الخاصة بالتصميم الأصلي، ثم إعادة دهان الواجهة طبقاً لمواصفات التصميم الأصلي، وإعادة تركيب الشبابيك الخشبية كما كانت بالأصل".

عقبات واجهت العودة للكلاسكية

يشير حسام البرمبلي، رئيس مشروع تطوير عقارات وسط البلد في تصريح خاص، إلى أن "إنجاز المشروع لم يكن بالأمر السهل، حيث إن التعامل مع أصحاب المحال والشركات ومحاولات إقناعهم بالتغيير والرجوع للشكل الأصلي لتصميم العقارات كان أمراً صعباً، ولكن ساعدنا في تسهيل ذلك إدارة الحي والمحافظة، وجهاز التنسيق الحضاري، الذين تعاونوا معنا لإعادة الشكل الحضاري بميدان مصطفى كامل، بخلاف أحياء أخرى لاقينا بها عائقاً كبيراً في إعادة الشكل الحضاري للمباني العريقة المماثلة، ولم نتمكن من إعادتها بشكل كامل للوضع الأصلي".

 

ويؤكد البرمبلي أن الذي يهم فريقه في المقام الأول هو "إحساس المترجل والسائر بالانتماء والمتعة لدى رؤية تلك العراقة التي تنبعث من أصالة المكان، حتى إننا حولنا عدداً من الطرق إلى ممرات مشاة لا تسمح بدخول السيارات كي يستطيع المارة استشعار عبق المكان ورؤية كل ما هو موجود من زخارف ومعمار له قيمة".

ردود فعل واسعة حول التغييرات

تستوقف السيدة إيريني السبعينية واحداً من المهندسين الشباب أثناء العمل ودموع الامتنان في عينيها، وتقول: "انتو أحييتوا الميت" في عبارة تحمل كثيراً من المعاني والشجن ممتزجة بالذكريات، وتتركه لتمضي في طريقها ولا تزال عيناها عالقتين بالمكان في سعادة ورضا بعودة المكان إلى أصالته وجماله.

كما توالت ردود الفعل المشجعة على مواقع التواصل الاجتماعي، معظمها من الشباب الصغار، وردود فعل أخرى في الشارع من قبل المارة تتناول التغييرات التي تمت بمنطقة وسط البلد، بتوحيد شكل الواجهات وعودتها إلى البصمة القديمة التي كانوا يشاهدونها بصور الأبيض والأسود في شوارع القاهرة في الماضي، ليستنشقوا بتلك الأجواء رائحة وعبق التاريخ لحقب زمنية لم يعاصروها، وكان كل ما يربطهم بها صور فوتوغرافية.

المارة من المصريين والسياح والقاطنين القدامى في المنطقة أبدوا سعادة غامرة بتلك التعديلات في ردود فعل كلها تنصب حول إعادة الروح والبهجة إلى هذا المكان الذي يضم أجمل ذكريا

المزيد من منوعات