Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

11 مليون شجرة زيتون تؤمن دخلا جيدا لـ80 ألف أسرة أردنية

موسم القطاف نشاط عائلي و"مونة" وتجارة مربحة في البلاد

من داخل إحدى المعاصر حيث يتم استخراج زيت الزيتون (صلاح ملكاوي-اندبندنت عربية)

نشاط اجتماعي قديم كاد يزول، لولا بعض العائلات التي ما زالت تجتمع بأجيالها المختلفة كل عام في مشهد احتفالي خلال موسم قطف الزيتون، تجارة مربحة و"مونة" سنوية لكثيرين، يحرص على التزود بها حتى العائدون إلى بلاد الاغتراب، وشجرة مباركة تاريخها ضارب في القدم منذ العهد الروماني، يزيد عددها على 11 مليون شجرة زيتون، تجدها في معظم المنازل والبيوت الأردنية، وعلى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وهو قطاع فاعل يؤمن الدخل لأكثر من 80 ألف أسرة أردنية، فضلاً عن استثمارات بقيمة مليار ونصف مليار دولار أميركي.

فوضى السوق

ووفقاً لوزارة الزراعة الأردنية، بلغ معدل الإنتاج من ثمار الزيتون 150 ألف طن، كما بلغ معدل إنتاج الزيت نحو 22 ألف طن سنوياً، وهي كميات أوصلت الأردن إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير للخارج.

لكن الوزير السابق صبري الربيحات (شغل منصب وزير الثقافة ووزير الشؤون البرلمانية، كما كان سابقاً وزير التنمية السياسية) يرصد ما سماه فوضى السوق بالحديث عن تباين أسعار زيت الزيتون بين البائعين، على الرغم من أن جميعهم يتحدثون عن مواصفات عالية أهمها أنه زيت "بكر" ومن إنتاج هذا العام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتراوح أسعار زيت الزيتون ما بين 70 و120 دولاراً بعبوات سعتها 16 كيلوغراماً، وهو منتج تنتظره آلاف الأسر التي تعول على موسم جيد سواء مزارعين أو مستهلكين.

ويرى ربيحات أن بيع هذا المنتج بأسعار لا تغطي التكلفة يبعث على الشك في نوعيتها ومصدرها، فضلاً عن بدائية الأساليب والبرامج التسويقية لزيت الزيتون، مشيراً إلى استيراد تجار إسرائيليين كميات من الزيتون الأردني وإعادة بيعه في الأسواق العالمية على أنها منتجات الأراضي المقدسة.

ويؤكد المدير العام للمركز الوطني للبحث والإرشاد الزراعي نزار حداد، أن الأردن يحتل المرتبة الرابعة عربياً والثامنة عالمياً من حيث حجم إنتاج الزيتون.

منتج وطني تراثي

ويطالب تجار ومزارعون بمنع استيراد زيت الزيتون باعتباره منتجاً وطنياً مميزاً، ونظراً للكميات الكافية التي تنتج محلياً والتي مكنت الأردن من الدخول بقوة في الأسواق العالمية، فقديماً، كان الأردنيون يسمون موسم قطاف الزيتون "العونة"، وهو أن يتعاون أفراد الأسرة في عمليات القطف في ظل أجواء من الفرح، للحصول على مخزون يكفي العائلات لعام كامل.

ويتحلق أفراد العائلة حول أشجار الزيتون ويفترشون الأرض مع ما يتزودون به من طعام يعينهم على يومهم الطويل، في موازاة ترانيم وأغان خاصة بالمناسبة، وينتظر آخرون عند المعصرة للحصول على قطرات الزيت البلدي الأولى وتذوقه مع الخبز البلدي.

وبحسب وزير الزراعة السابق خالد حنيفات، فإن نحو 20 في المئة من الأردنيين يعتمدون على قطف وعصر الزيتون كمصدر دخل سنوي.

وتحظى هذه الشجرة بأهمية رمزية على مائدة الأردنيين وترتبط بتراثهم إذ يبلغ متوسط استهلاك المواطن من زيت الزيتون نحو أربعة كيلوغرامات سنوياً، وأشهر وأفضل أنواعها هي الزيتون الرومي والنبالي، ويبدأ العمل في قطف الزيتون مع بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، لا سيما مع بدء هطول المطر.

استخدامات أخرى

وتنتشر اليوم في معظم مدن المملكة معاصر حديثة للزيتون، بعد سنوات من الاعتماد على المعاصر القديمة، ويقدر عدد المعاصر العاملة في المملكة بـ132 معصرة، بطاقة إنتاجية تبلغ أكثر من 436 طناً في الساعة.

ويمتاز الزيت الأردني بجودته عموماً، خصوصاً صنف زيت الزيتون البكر الصافي الذي يُستخرج بطريقة الضغط البارد، فضلاً عن أنواع أخرى من زيت الزيتون المكرر والنقي والخفيف.

وتعتبر مادة الجفت (تفل الزيتون)، وهي من المخلفات المتبقية والناتجة عن عملية عصر ثمار الزيتون، مادة أساسية للتدفئة حتى يومنا هذا لدى كثيرين في الأردن في ظل الارتفاع الحاد في أسعار المحروقات خلال السنوات الماضية، فضلاً عن استخدامها كسماد طبيعي في الزراعة ومصدر للأعلاف والصناعات المتعددة مثل صناعة المبيدات الزراعية وصناعة الصابون.

المزيد من اقتصاد