Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استمرار المعارك في طرابلس وبعثة الأمم المتحدة تؤكد مواصلة عملها في العاصمة رغم صعوبة المرحلة

أحد نواب السراج يستقيل ويعلن دعم عمليات "الجيش الوطني"

تواصلت المعارك العنيفة قرب العاصمة الليبية طرابلس الإثنين بين "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر وقوات "حكومة الوفاق الوطني" التي أعلنت إطلاق "هجوم مضاد".

وتجددت الاشتباكات خصوصاً عند محور "وادي الربيع" جنوب طرابلس، كما أفاد شهود عن استهداف الجيش مطار معيتيقة العسكري قرب العاصمة، فيما أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على "تويتر" الاثنين إنها ما زالت تواصل عملها من طرابلس رغم احتدام الاشتباكات. وأضافت أن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة التقى رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في مكتبه في العاصمة وناقش معه سبل المساعدة التي يمكن أن تقدمها الأمم المتحدة وبعثتها "التي ما زالت تواصل عملها من طرابلس خلال هذه المرحلة الصعبة والحرجة".

وكانت الأمم المتحدة أعلنت مساء الأحد أنه لم يحصل التقيد بالهدنة الإنسانية التي دعت إليها لمدة ساعتين جنوب طرابلس لإجلاء المدنيين والجرحى، كما أعلن الهلال الأحمر الليبي أنه يستحيل عليه الوصول إلى العائلات العالقة جراء المعارك.

وأعلنت فرق الإسعاف وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن المعارك تواصلت في جنوب العاصمة طرابلس، وأفيد بأن ما لا يقل عن 35 شخصاً قتلوا وأصيب 50 آخرون بجروح منذ بدء الهجوم نحو العاصمة الليبية، بحسب حصيلة جديدة أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني  مساء الأحد السابع من أبريل (نيسان) من  دون أن تذكر الوزارة ما إذا كان القتلى والجرحى مدنيين أم مقاتلين.

مفوضية اللاجئين

إلى ذلك، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 2800 شخص نزحوا بسبب المعارك التي اندلعت قرب العاصمة طرابلس. وجاء في تقرير المفوضية السامية أن "غالبية النازحين انتقلوا إلى مساكن أقاربهم في مناطق آمنة، بينما يُستضاف البعض الآخر في ملجأ بتاجوراء"، وهي مدينة ساحلية في ضاحية طرابلس. وتريد المفوضية "ضمان سلامة اللاجئين المحتجزين في مناطق الاشتباكات، بما في ذلك دعوة السلطات إلى السماح بنقل الفئات الأكثر ضعفاً إلى مركز التجمع والمغادرة". وأشارت إلى أن "ما يعقد هذا الأمر هو صعوبة الحركة بسبب الوضع الأمني الراهن". وذكّرت منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا ريبيرو الاثنين "جميع الأطراف بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لضمان سلامة جميع المدنيين والبنية التحتية المدنية والسماح بوصول مستمر للمساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى المناطق المتضررة". وتحدث وزير الصحة في حكومة الوفاق أحميد عمر عن وجود مدنيين بين الضحايا من دون أن يحدد عددهم، بينما أنكر الناطق باسم "الجيش الوطني" أحمد المسماري سقوط مدنيين، مؤكداً أن "القتلى من الميليشيات". ولفت المسماري إلى أن "الهدنة وتوقيتها مرتبط بتقديرات القادة الميدانيين"، بينما عبّرت المفوضية عن قلقها "بشأن سلامة آلاف اللاجئين والمهاجرين الذين يقبعون في مراكز الإيواء في مناطق تجري فيها الاشتباكات وتبادل النيران".

تقدم... وغارات

وفي جديد التطورات الميدانية، أفاد سكان وشهود عيان بان الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر نفذ ضربات جوية على الجزء الجنوبي لطرابلس، وتقدّم باتجاه وسط المدينة، وقال سكان إن طائرة حربية واحدة على الأقل نفذت ضربة جوية على المنطقة. ولفت العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني إلى أن "القوات الجوية لأول مرة تشارك في العمليات العسكرية، كما قامت بعملية إسناد ناجحة جداً لقواتنا التي تتقدم في طريق المطار".

11 كيلومتراً من وسط المدينة

وأوضح أحد السكان أن الجيش الوطني الليبي أصبح على بعد حوالي 11 كيلومتراً من وسط المدينة، مضيفاً أنه رأى قوات حكومة الوفاق، التي أطلقت عملية خاصة تحت اسم "بركان الغضب" للدفاع عن العاصمة، وهي تنسحب.

وبحسب المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء المسماري، فإن العمليات العسكرية للجيش الوطني تجري عبر سبعة محاور في طرابلس، في الوقت الذي تحاول فيه جماعات مسلحة مرتبطة بحكومة الوفاق تنفيذ هجمات مضادة، وصفها المسماري بـ "غير المجدية"، وذلك نظراً "لعدم وجود توازن في حجم قوتهم مقارنة بقوة جيشنا".

القطراني يستقيل

وسط هذه الأجواء، أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي علي القطراني استقالته من المجلس معلناً دعمه للعمليات العسكرية التي يقودها الجيش الوطني في العاصمة طرابلس، وقال القطراني في بيان أصدره من بنغازي، إن الميليشيات وجدت في الرئاسي الأداة الضعيفة الطيعة التي تمكنها من الترهيب والسطو والسيطرة على موارد الدولة وثروات الشعب معتمدة على رضوخ حكومة الوفاق والمصرف المركزي لأوامرها كافة والخنوع التام أمام تهديداتها.

 

ونبه القطراني خلال بيان استقالته المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وبعثتها للدعم في ليبيا ومجلس الأمن بأن فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي قد انفرد بممارسة اختصاصات المجلس بشكل مطلق من دون حسيب أو رقيب بتحريض ودفع من الميليشيات المسلحة التي تحكم قبضتها بقوة السلاح على جميع مرافق العاصمة طرابلس ما يعتبر خرقاً للاتفاق السياسي بحسب القطراني الذي خلص إلى القول إن من دواعي تقديم استقالته هذه الأسباب وغيرها مؤكداً مواصلة نضاله بين صفوف الشعب الليبي ودعم الجيش الوطني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعوات لوقف القتال

وعلى وقع تدهور الأوضاع الأمنية، دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى وقف فوري للعمليات العسكرية، وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان إن واشنطن "تشعر بقلق عميق من القتال قرب طرابلس" وتحضّ على إجراء محادثات لوقف القتال، وأضاف بومبيو "لقد أوضحنا اعتراضنا على الهجوم العسكري الذي تشنه قوات خليفة حفتر ونحض على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضد العاصمة الليبية".

لا جديد في مجلس الأمن

وأفادت مصادر ديبلوماسية بأن روسيا منعت الأحد صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو الجيش الوطني الليبي لوقف هجومه على طرابلس، وقالت المصادر إنّ الوفد الروسي في الأمم المتّحدة طلب تعديل صيغة هذا البيان الرئاسي إذ تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر، الا أن الولايات المتّحدة رفضت مقترح التعديل الروسي فأجهضت موسكو صدور البيان، ذلك أنّ بيانات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.

في المواقف ايضاً، دعت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى هدنة إنسانية في ليبيا والعودة إلى المفاوضات، وحضّت موغيريني القادة الليبيين على تجنب أي تصعيد عسكري، وقالت إن من المتوقع أن يؤيد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الذين يعقدون اجتماعا عاديا الإثنين الثامن من أبريل في لوكسمبورج، هذه الدعوة

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بالرئاسة الفرنسية​ تأكيده ان "​فرنسا​ ليس لديها أجندة سرية في ​ليبيا​"، وأكد انه "لم نتلق أي انذار مسبق من الجيش الليبي حول عملية طرابلس"، وشدد على انه "نؤيد بقاء رئيس الحكومة فايز السراج لإتمام عملية السلام في ليبيا من خلال التفاوض".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي