Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تختبر تحليل دم "ثورياً" يكشف أكثر من 50 سرطاناً

أثبت الفحص الذي سُمي "غاليري" فاعليته

أنابيب لعينات دم في مركز جمع الدم التابع للصليب الأحمر البلجيكي أثناء جائحة فيروس كورونا (رويترز- فرانسوا لونوار)

تعتزم هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" (أن إتش إس) NHS في المملكة المتحدة، إجراء تجارب على اختبار دم جديد في مقدوره أن يكتشف ما يزيد على 50 نوعاً من السرطان، وذلك قبل ظهور الأعراض على المرضى غالباً.

وُصف تحليل الدم الذي سُمي "غاليري"  Galleri بأنه "مغير لقواعد اللعبة"، بعدما أشارت دراسات إلى أن في وسعه التعرف إلى كثير من أنواع سرطانية يصعب عادة تشخيصها في المراحل المبكرة من الإصابة، من قبيل سرطانات الرأس والعنق والمبيض والبنكرياس والمريء.

تذكيراً، وجد بحث نشرته المجلة العلمية الرائدة "أنالز أوف أونكولوجي" Annals of Oncology  في مارس (آذار) الماضي، أن أكثر من 99 في المئة من نتائج فحص الدم الجديد الموجبة (تأكيد الإصابة بسرطان) كانت صحيحة، وذلك في تجربة استخدمت عينات مأخوذة من أكثر من 1200 شخص.

في الحقيقة، إنه أول اختبار دم يقدر على كشف مجموعة كبيرة من أنواع السرطان، من بينها سرطان الرئة والأمعاء والمبيض والبنكرياس، فضلاً عن تشخيص الأنسجة حيث نشأ السرطان، وقد حقق ذلك بدقة 93 في المئة، بشكل عام.

في المرحلة التالية، كما أعلن سايمون ستيفنز، الرئيس التنفيذي في هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS، سيخضع فحص الدم للتجربة على 165 ألف مريض منتصف العام 2021، بعد إبرام صفقة مع "إن إتش إس في إنجلترا" NHS England.

في حال أظهر المشروع أن اختبار الدم الجديد يعمل أيضاً على النحو المتوقع بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يشكون أعراضاً، سيُصار إلى طرح الفحص ليصير متاحاً لاستخدامه بشكل روتيني.

يمكن للتحليل، الذي مولت تطويره شركة "غريل" الأميركية، أن يساعد "إن إتش إس" في تحقيق هدفها المتمثل في زيادة نسبة أنواع السرطان المكتشفة في مرحلة مبكرة، وهي خطوة من شأنها أن تشكل مفتاحاً لخفض الوفيات الناجمة عن السرطان في البلاد.

المرضى الذين شُخصت إصابتهم بالسرطان في المرحلة الأولى، لديهم عادة ما بين خمسة إلى 10 أضعاف فرصة للبقاء على قيد الحياة، مقارنة مع الذين اكتشف السرطان لديهم في المرحلة الرابعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال سايمون في هذا الصدد، "فيما يتمثل النبأ السار في أن نجاة المرضى من السرطان وصلت الآن إلى مستوى قياسي، يومياً يُشخص أكثر من 1000 شخص بالإصابة بالسرطان".

وأردف قائلاً، "الاكتشاف المبكر، خصوصاً بالنسبة إلى الحالات التي يصعب علاجها، مثل سرطان المبيض والبنكرياس، قادر على إنقاذ كثير من الأرواح، لذا يمكن لاختبار الدم الواعد (الجديد) أن يقلب الموازين في رعاية مرضى السرطان، إذ يساعد آلاف الأشخاص الآخرين في الحصول على علاج ناجح"، وفق سايمون.

ستشمل التجرية التي ستخوضها "إن إتش إس في إنجلترا" 140 ألف مشارك تراوح أعمارهم بين 50 و79 عاماً، ولا تظهر عليهم أعراض، إنما سيخضعون لفحوص دم سنوية على مدى ثلاث سنوات، وسيُصار إلى اختيارهم عبر سجلات "إن إتش إس" التي جرى الاتصال بها للمشاركة في التجارب.

أي شخص تأتي نتيجة فحصه موجبة في ما يتصل بالإصابة بالسرطان، سيُحال إلى "إن إتش إس" للخضوع لمزيد من الفحوص الطبية.

كذلك سيُقدم فحص الدم الجديد لـ 25 ألف شخص آخرين يعانون أعراض سرطان محتمل، من أجل تسريع عملية تشخيص حالاتهم، وذلك بعد إحالتهم إلى المستشفى على النحو المعتاد.

من المتوقع أن تظهر نتائج تلك الدراسات بحلول عام 2023، وإذا كانت المحصلة إيجابية، سيلجأ المعنيون إلى توسيع نطاق التجارب لتشمل حوالى مليون مشارك في عامي 2024 و2025.

يُعتقد أن عملية الكشف عن الإصابات السرطانية في المملكة المتحدة قد تعثرت بشدة بفعل الخلل الناشئ عن جائحة فيروس "كورونا"، إذ يُقدر أن ذلك أفضى إلى عدم تشحيص ما يصل إلى 50 ألف شخص مصابين بالسرطان.

وجد بحث نهضت به مؤسسة "ماكميلان كانسر سابورت" Macmillan Cancer Support الشهر الماضي، أن هذا الرقم قد يتضاعف إلى 100 ألف في غضون عام، في حال أخفقت السلطات في إعادة تقديم كامل الخدمات الصحية الضرورية المتعلقة بالسرطان، من بينها المعاينات والفحوص الطبية والإحالات إلى الجهات الصحية اللازمة، علماً أنها ألغيت أو أُوقفت مؤقتاً نتيجة كورونا.

وحذرت المنظمة الخيرية عينها من أن تحديد الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان منذ بداية الوباء قد يستغرق 18 شهراً، في أقل تقدير.

في منحى متصل، قال مات هانكوك، وزير الصحة البريطاني، "نبني في المملكة المتحدة صناعة لتشخيص الأمراض رائدة عالمياً، ليس فقط لفيروس "كورونا" إنما أيضاً لأمراض أخرى".

وتابع متحدثاً عن الفحص "الثوري"، "سيعطينا اختبار الدم الجديد المثير للاهتمام والرائد هذا الممول من شركة "غريل" Grail، أداة أخرى لمنح مزيد من الناس أفضل فرصة للبقاء على قيد الحياة، ما يبين كيف أن المملكة المتحدة تواصل قيادة الطريق في استخدام أحدث العلاجات المبتكرة لمساعدة المرضى".

"يعرف كثير منا شخصاً عزيزاً عليه حارب السرطان، وقد شاهد عن كثب التأثير الذي يتركه هذا المرض الفتاك"، على ما قال هانكوك.

يبحث الاختبار، عن حمض نووي وراثي (دي أن أي) حرّ، أي يكون خارج الخلايا (يدور بشكل حرّ في دم الأم ولا يوجد داخل خلية)، ويكون متسرباً من الأورام الخبيثة إلى مجرى الدم.

نظراً إلى أن ثمة أنواعاً كثيرة من الخلايا في الجسم يتسرب منها ذلك الحمض أيضاً. لذا، يحلل الاختبار الجديد تغيرات كيماوية في الحمض الوراثي الخارج من الخلايا تسمى الـ "مَثيَلة" methylation (بمعنى إضافة مركب كيماوي جزيئي هو "ميثل" إلى تركيبة الحمض الوراثي النووي). هكذا، عندما تحدث العملية البيولوجية الـ "مثيلة" بطريقة غير طبيعية، فإنها تعزز نمو أورام خبيثة.

وفق نتائج البحث المنشورة في مارس الماضي، كانت نتائج الاختبار التي بيّنت إصابة المرضى بالسرطان صحيحة بـ 99.3 في المئة من الحالات، ولكن كان مرجحاً أن يفشل فحص الدم نفسه بدرجة كبيرة في اكتشاف النوع المحدد للسرطان الذي يكابده المريض.

بشكل عام، على صعيد أكثر من 50 نوعاً سرطانياً، شُخص بصورة صحيحة 18 في المئة ممن يعانون أوراماً في المرحلة الأولى. أما بالنسبة إلى المرضى الذين أصبحوا في المراحل الثانية والثالثة والرابعة من السرطان، فارتفع معدل نجاح الاختبار إلى 43 في المئة و81 في المئة و93 في المئة، على التوالي.

ولكن مع ذلك، تباينت النتائج بين نوع سرطاني وآخر، وجاءت مشجعة غالباً بالنسبة إلى الأورام التي يصعب رصدها عادة. وأشار الخبراء آنذاك أن في الإمكان ضبط الاختبار بدقة ليصير أكثر كفاءة في رصد السرطانات في مراحلها المبكرة.

(تقارير إضافية من برس أسوسييشن)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة