Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخطّط تعويضات "ويندراش" مفتوح أمام تقديم الطلبات

ضرب هذا الظلم على وتر شخصيّ، إذ كان بوسع التأثيرات أن تطاول أيضاً والديّ اللذين وصلا إلى المملكة المتحدة من باكستان في ستينيات القرن العشرين

 لم يترك المهاجرون للزمن أن يمحو مطالبهم المُحقّة. (موقع "آي بي في") 

عندما تبوّأت منصب وزير الداخلية قبل قرابة سنة، التزمت عمل كلّ ما بوسعي لتصحيح الظلم الكبير الذي حاق بـ"جيل ويندراش".

وصل هؤلاء الأشخاص إلى بلدنا للمساعدة في إعادة إعمار بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الحين عملوا ودفعوا الضرائب وقدّموا مساهماتٍ هائلة لاقتصادنا وثقافتنا ومجتمعنا.

عاش هؤلاء في المملكة المتحدة بشكلٍ قانوني ولكنهم وقعوا بالخطأ في سراديب السياسات التي أدخلتها الحكومات المتعاقبة لمعالجة الهجرة غير الشرعية.

ضرب هذا الظلم على وتر شخصيّ، إذ كان بوسع التأثيرات أن تطاول أيضاً والديّ اللذين وصلا إلى المملكة المتحدة من باكستان في ستينيات القرن العشرين

وشكّل وضع الأمور في نصابها الصحيح أحد أولوياتي الرئيسيّة منذ أن أصبحت وزيراً للداخلية، وقد اتّخذنا سلسلة من الخطوات الحاسمة. تمثّلت أوّلها في إنشاء فريق عمل خاص لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين ومنحهم الوضع القانوني الذي يستحقونه.

حتى يومنا هذا، ساعد فريق عمل "ويندراش" أكثر من 3600 شخص في الحصول على الجنسية البريطانية في إطار "مخطّط ويندراش".

خلال الصيف المنصرم، أجرينا، وزير الهجرة وأنا، اجتماعات مع مفوّضين رفيعي المستوى من جزر الكاريبي، للتأكد من إدراك الناس الدعم المقدّم لهم في الخارج.

ولكن، يشكّل فريق العمل إحدى الطرق التي نصحّح من خلالها الأخطاء التي ارتُكبت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من الواضح أن أشخاصاً عديدين عانوا بشدّة. خسر بعضهم وظيفته أو كافح للحصول على الرعاية الصحية والخدمات، فيما واجه اخرون كمية هائلة من المعاناة النفسية. لذا، علينا المضيّ قدماً في تصحيح تلك الأخطاء.

يشكّل الإقرار بالنضال الحقيقي الذي خاضه هؤلاء الاشخاص والتأكد من حصولهم على تعويضاتٍ عادلة، أحد أبرز مهامي كوزير داخليّة.

اليوم، أطلقت مخطط تعويضات ويندراش لتنفيذ بذلك. أدرك أنّ هذا لن يصحح الضرر الذي جرى التسبّب به، ولكني أعتقد أنّه سيكفّر عن بعض الأخطاء التي حاقت بأولئك الناس.

أصبح المخطّط مفتوحاً الآن أمام تقديم الطلبات، وبذلك يمكننا التعويض على أولئك الذين ناضلوا لإثبات وضعهم القانوني وواجهوا المحن نتيجةً لذلك.

يملك المخطط أهليّة واسعة، ولا يقتصر على المواطنين الكاريبيّين. ويخوّل جميع مواطني الكومنولث الذي وصلوا إلى بريطانيا قبل الأول من يناير (كانون الثاني) 1973، وعدداً كبير من الذين وصلوا قبل 31 ديسمبر (كانون الأول) 1988 وحققوا لنفسهم حياةً فيها، التقدّم بطلب الاستفادة منه بغضّ النظر عن جنسيّتهم.

وسنقوم بتعويض المقبولين في المخطط، عن فقدان الوظائف وعدم التمكّن من الحصول على خدماتٍ كالإسكان والرعاية الصحية والتعليم.

أدرك أنّه أحياناً امتد الضرر إلى عائلات بأكملها، ولذا ففي بعض الحالات، بوسع الأطفال والأحفاد وأفراد الأسرة المقرّبين ممّن واجهوا صعوبات، أن يتقدّموا بطلب شمولهم بمخطط التعويضات.

لقد استغرقنا وقتاً كي يأتي هذا المخطّط على نحو صحيح، عِبْرَ الإصغاء إلى الأدلّة المقدّمة من قبل الاشخاص المتضررين والنظر فيها.

وكانت كلّ هذه التجارب والقصص الشخصية حيوّية في تصميم المخطّط للتأكّد من سهولة الوصول إليه وفهمه والأهم من ذلك أن يكون عادلاً. إذ صُمّمت عملية المطالبة لتكون سريعة وسهلة قدر الإمكان، ولقد أكّدنا أنّ الذين يحتاجون إليه سيتمكّنون من نيل الدعم للتقدم بطلب التعويض.

يسعدني أن يكون المستشار الملكي مارتن فورد، وهو إبنٌ لمهاجرين من "ويندراش" قد وافق على الإشراف على عملية التعويضات والتأكّد من حصولها على تدقيق مستقل.

خلال هذه العملية، تحدّثت إلى أفراد وعائلات ألحق بهم الضرر جراء "ويندراش"، وسمعت قصصاً حزينة عن المظالم التي لحقت بهم. واليوم التقيتُ مزيداً من أفراد "جيل ويندراش" لمناقشة مخطط التعويضات، والتشديد على التزامي المستمرّ لفعل بكلّ ما بوسعي لتصحيح الأخطاء التي تعرضوا لها.

في حين أنّ ذلك يُعتبر علامة فارقة في جهودنا لتصحيح ما حصل، إلّا أنّها ليست نهاية العملية. في الشهور المقبلة، سنحصل على مراجعة للدروس المستخلصة من ويندي ويليامز، وسنطلق مراجعة مستقلّة وأكثر شمولاً، لنظام الهجرة لدينا.

أنا مصمّم على أننا سنتعلّم من تلك الحوداث، وسنضمن عدم تكرار أمثالها مجدداً.

* ساجيد جافيد هو وزير الداخلية البريطاني، ونائب عن حزب المحافظين في منطقة "برومسغروف".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء