Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لقاح كورونا يسجل أولى إيجابياته الاقتصادية لدى شركات النقل

إمكانية الاعتماد على قطاع اللوجستيات في توصيل اللقاح المحتمل بأمان يزيد مكاسب الشركات بشكل قياسي

كشف تقرير حديث أن صناعة الخدمات اللوجستية تواجه تحديات ضخمة تتمثل في توصيل المليارات من جرعات اللقاح المحتمل لفيروس كورونا المستجد إلى دول العالم بأمان. في الوقت نفسه، فمن المرجح أن تزيد هذه الشحنات من أرباح الصناعة، وخصوصاً بالنسبة إلى الشركات الكبرى مثل "دي إتش إل" و"فيديكس" و"يو بي إس".

وفي الأوقات العادية، تحافظ المجموعات اللوجستية المنتشرة حول العالم مثل "دويتشه بوست إي جي" و"فيديكس كورب" و"يونايتد بارسيل سيفرفيس"، على استمرار الاقتصاد بهدوء، وفق تقرير حديث لوكالة "بلومبيرغ أوبنيون". وأشار التقرير إلى أن فيروس كورونا المستجد أعاد صوغ هذا الدور المتواضع بأكثر بطولية. وعند كتابة تاريخ الوباء، تستحق صناعة الخدمات اللوجستية قدراً كبيراً من التقدير.

وفق التقرير، أبلغت كارول تومي، رئيسة الشركة الأميركية "يو بي إس"، المستثمرين أن "موظفي الشركة هم عمال أساسيون... ولا تزال مهمتهم الأكثر أهمية - وهي تقديم مليارات الجرعات من لقاح فيروس كورونا بسرعة وأمان في جميع أنحاء العالم - تنتظرهم. سيوفر الطلب الهائل ودرجات الحرارة شديدة البرودة اللازمة لتخزين بعض اللقاحات المرشحة الواعدة بما في ذلك اللقاح الذي طورته شركة "فايزر" و"بوين تيك" تحدياً لوجستياً غير مسبوق".

ضغوط صعبة واجهت شركات النقل والشحن

وبفضل الإعداد المبكر والاستثمارات الضخمة، تعتقد الشركات أنها في حالة جيدة للتعامل مع هذه المشكلة. ولحسن الحظ للمساهمين في هذه الشركات، يمكن لجهود اللقاح أن تزيد من أرباح الصناعة القوية الأخيرة وأداء أسعار الأسهم التي من المتوقع أن تحقق ارتفاعات وقفزات قياسية خلال الفترة المقبلة.

وكشف التقرير أن المجموعات اللوجستية تعرضت خلال الفترة الماضية لضغوط هائلة، لذلك من الصعب أن نحسدها على حسن حظها. فقد تأثرت عمليات التسليم بالجملة في وقت مبكر من الوباء عندما أغلقت الشركات والمصانع على مستوى العالم، لذلك اضطر الناقلون فجأة إلى توصيل مزيد إلى العناوين السكنية، وهو أمر أكثر تكلفة.

وعندما أُغلقت الحدود البرية واتجهت الحكومات إلى وقف طائرات الركاب، طُلب من الصناعة وشركات النقل أيضاً الحصول على الملابس الواقية الشخصية وأجهزة التهوية حيثما كانت هناك حاجة إليها.

وفي الوقت الحالي، تركز الشركات على إنقاذ عيد الميلاد إذ سيتم شراء كمية غير مسبوقة من هدايا الأعياد عبر الإنترنت هذا العام. تتوقع وحدة التسليم السريع "دي إتش إل" التابعة لشركة "دويتشه بوست"، أن تكون أحجام موسم العطلات أعلى بنسبة تزيد على 50 في المئة عن الأرقام والطلبات المسجلة خلال عام 2019.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار التقرير إلى أنه نظراً لأن السكان المقيمين في المنازل "يشترون مزيداً من الأشياء"، فقد انتهزت شبكات الطرود الكبيرة الفرصة الذهبية، حيث وظفت عشرات الآلاف من العمال. وفرضت معظم الشركات رسوماً إضافية على العملاء لتعكس صعوبة التسليم أثناء فترة الوباء.

وبسبب تكاليفها الثابتة الكبيرة، تحقق شبكات التوصيل السريع، مزيداً من المال عند تدفق مزيد من الحزم والمبيعات من خلالها. حيث قفزت أرباح "دويتشه بوست" التشغيلية بما يعادل الأرباح التي كانت تحققها خلال نصف عام، وذلك خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين. وتتوقع الشركة الألمانية أن يتجاوز التدفق النقدي الحر للعام بأكمله ملياري يورو (2.4 مليار دولار)، وأرباح تشغيلية تصل إلى 4.4 مليار يورو (5.28 مليار دولار)، وهو رقم قياسي. منذ الانخفاض المسجل خلال شهر مارس (آذار) الماضي، فيما تضاعفت أسعار أسهمها. وتضاعفت مكاسب "فيديكس" بنحو ثلاث مرات تقريباً.

أرباح ضخمة في ظل انتشار الوباء

وفي ظل انتشار الوباء، أصبح الشحن الجوي رابحاً بشكل خاص. وعادة ما تسافر كثير من الشحنات الجوية في العالم في بطون طائرات الركاب النفاثة التي تم إيقافها. فيما تستفيد "دويتشه بوست" و"فيديكس" من غيابهما لأن كل شركة تمتلك المئات من شركات الشحن الجوي المخصصة.

وقدرت "دويتشه بوست" في دراسة حديثة، أن شحن ما يقدر بنحو 10 مليارات جرعة من اللقاح سيتطلب المزيد من متطلبات الشحن الجوي، ما يتطلب نحو 15000 رحلة خلال العامين المقبلين. كما يجب تخزين بعض اللقاحات المحتملة في درجات حرارة منخفضة للغاية، الأمر الذي يلعب دوراً في نقاط القوة لدى كبار مقدمي الخدمات اللوجستية.

فيما استثمرت شركة "يو بي إس" في اثنتين من "مزارع التجميد" العملاقة في كنتاكي وهولندا، حتى تمتلك القدرة على تخزين ملايين الجرعات في درجات حرارة منخفضة تصل إلى سالب 80 درجة مئوية. بينما تمتلك "فيديكس" أكثر من 90 مرفقاً لسلسلة التبريد في جميع أنحاء العالم وتخطط للمزيد.

إلى جانب النقص الحالي في قدرة الشحن الجوي، يمكن أن تؤدي متطلبات المناولة الصارمة إلى تضخم تكاليف الشحن. ويرى ديتليف تريفزجر، الرئيس التنفيذي لشركة "كوهني ناجل إنترناشيونال" وهي وكيل شحن، أن شركته ليست هيئة حكومية، وبالتالي فإن سعر السوق "سيكون قابلاً للتطبيق". في الوقت الذي يرى فيه محللون أن توصيل اللقاح يمكن أن يخلق فترة من الأرباح "غير العادية" في قطاع الخدمات اللوجستية.

من الناحية النظرية، بمجرد أن يتوافر اللقاح على نطاق واسع، فإن ديناميكيات التسعير المواتية التي تدعم الصناعة ستطبع إلى حد ما. لكن، من المرجح أن يكون التحول في التجارة الإلكترونية دائماً خلال الفترة المقبلة. ويرى محللون أن أسواق الشحن الجوي قد تظل ضيقة لمدة عامين آخرين على الأقل. لكن إذا أدى اللقاح إلى زيادة التدفقات التجارية فمن المؤكد أن المجموعات اللوجستية ستكون على رأس قائمة المستفيدين.

وبالنسبة إلى شركة "أمازون"، التي تمكنت من تحقيق أرباح ومكاسب ضخمة خلال الفترة الماضية بسبب اعتماد فئة واسعة من سكان العالم على التعامل من خلال منصتها، فإنه وفي حال نجاحها في توصيل اللقاح المحتمل لفيروس كورونا بأمان، فإنه ستكون على موعد مع مكاسب وأرباح قياسية جديدة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد