لم يكن اليوم الأخير من فعاليات مهرجان الجونة السينمائي يوماً عادياً بل شهد أكثر من مفاجأة من العيار الثقيل وأبرزها تكريم النجم المصري الكبير خالد الصاوي في مؤتمر صحافي ضخم قبيل ساعات من حفل اختتام المهرجان والذي تسلم فيه جائزة الإنجاز الإبداعي، وقد كرم المهرجان أربعة أسماء في عالم صناعة السينما، اثنين من مصر وهما الفنان خالد الصاوي ومهندس الديكور أنسي أبو سيف، والفنان المغربي سعيد تجماوي وأخيراً الفنان الفرنسي جيرارد ديبارديو.
وأقيم المؤتمر بحضور انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي والعديد من الصحافيين المصريين والعرب، وكعادته فجر خالد الصاوي بعفويته المعروفة الكثير من الأسرار وكشف عن معلومات وآراء سببت حالة من الدهشة لدى الحضور.
تكريم على قيد الحياة
ووصف تكريمه بالجونة بأنه أهم ما حدث في حياته، وأسعد الأحداث وأقربها لقلبه، إذ وضعه في دائرة الضوء، وتم التكريم وهو على قيد الحياة ولم ينتظر صناع المهرجان أن يتوفى حتى يشعروا بأعماله المهمة وأنه يستحق التقدير، وأكد أنه يهدي هذا التكريم لصديق عمره وشريك رحلة كفاحه الفنان الراحل خالد صالح.
وأثنى الصاوي على الدورة الرابعة من مهرجان الجونة، التي أصر صناع المهرجان على إقامتها على رغم مخاطر كوفيد 19. وقال "أستطيع أن أصفها بأنها "دورة الأبطال"، نظراً لإقامتها في ظل ظروف صعبة، كما أن إداريي مهرجان الجونة السينمائي أراهم بحق أشبه بالفدائيين لإصرارهم على إقامة الدورة على الرغم من تحديات كورونا، إضافة لقدرتهم على تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي يشهدها المهرجان واهتمامهم الدائم بالتعقيم".
اعتذار مفاجئ
وفاجأ الصاوي الجمهور باعتذار غريب جداً إذ قال إنه يعتذر لجمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وللصحافيين، والإعلاميين لأنه قد يكون أزعجهم بسبب تلقائيته الشديدة وكتابته ردوداً قد تكون انفعالية، وأشار إلى أنه لم يندم على أعمال فنية قام بها على الرغم من أنها قد تكون دون المستوى وأنه على الرغم من خبرته الكبيرة قد يقع في مأزق التعامل مع شخص محدود الموهبة سواء كان مخرجاً أو من صناع العمل، وعندما يجده ضعيفاً جداً لا يغضب أيضاً لأنه يقدر أن هناك ضعفاً غير مقصود والموهبة لا يملك هذا الشخص أن يمنحها لنفسه، وتابع أن ما يثيره حقاً هو تعمد الإخفاق لأسباب مقصودة مثل توفير المال أو الاستسهال أو مضايقة الآخرين وتصفية الحسابات، وفي هذه الحالات لا أسكت أبداً.
مفاجأة مروان حامد
وأشار إلى أنه على الرغم من صدمته من بعض الأشخاص، عند التعاون معهم، لضعف مستواهم، إلا أنه فوجئ بمستوى البعض الآخر وشعر بانبهار، وخص بالذكر المخرج مروان حامد، وقال عنه، "مروان كان مفاجأة بكل المقاييس، وكان واضحاً عليه أنه مخرج استثنائي وله رؤية وثقافة وبصيرة ثاقبة غير الجميع منذ أول عمل له، والحقيقة أن مروان دائماً قادر على الإقناع ويفهم كل شيء يقدم عليه بشكل علمي ومدروس، لذلك عندما يدخل أحد معه في جدال أحذر هذا الشخص وأقول له لا داعي، لأنه في النهاية سيغلبك وستكون غبياً أمام الجميع، وهذا حدث معي فقد دخلت مرة معه في مناقشة فقام بإفحامي بالمنطق والتفنيد وهنا قررت الصمت، وعدم المكابرة بأي شيء أمامه، فهو يفهم ويعقل ويحلل ويفند ولا مجال لأن يكون خاطئاً في أي شيء".
وحكى الصاوي عن بعض أدواره، وقال إنه سبق وقدم أدواراً لم تكن بالمستوي المطلوب ولم يوفق فيها وإنه لا يخجل أنه قبلها، فقد يقبل أعمالاً بحكم الحاجة المادية مثل فيلم "اطلعولي برة" الذي قبله لأنه يريد أموالاً في وقت ما، وهذا أفضل بالنسبة له من أن يتعرض للاقتراض والسلف من أي شخص بدافع الحاجة المادية. وأشار إلى أن هناك أدواراً قبلها وكان خائفاً، منها كأدوار "عمارة يعقوبيان" و"الفاجومي" وشخصية عبد الناصر، وفيلم "الفيل الأزرق"، لكنه أقدم عليها وحققت نجاحات باهرة، وأنه كان سيشعر بالندم في حال عدم اشتراكه بهذه الأفلام. وأوضح أنه يتمني تجسيد شخصية محمد علي أو شخصية نجله إبراهيم باشا، لأنه يحب سيرتهما الذاتية.
لم أكن ضحية
أضاف أنه مسؤول بالكامل عن كل أعماله مهما كانت قوية أو ضعيفة فهو لم يجبر على أي شيء بل قبل بإرادته كل أعماله، مشيراً إلى أنه ليس ضحية أبداً وأن لديه خطاً أحمر في الوقت نفسه، ولن يكرر الأخطاء نفسها، واعترف أنه شخص غير مسالم ولا يحب الظلم، وأنه استعان بصديق له طبيب نفسي ليفرغ شحناته من الغضب وفشل في علاجه.
وعن الممثل المصري، قال إن دوره يجب أن يكون فعالاً ويتابع كل الأحداث العالمية. أضاف "مصر بلد كبيرة ولها تاريخ فني كبير وعظيم، فعلينا أن نكون رائدين في أفكار الأفلام التي نقدمها وليس تابعين، ومناقشة قضايا هامة من خلال السينما المصرية لأفلام تشبه المجتمع المصري والعربي وتكون ناطقة باللغة العربية العظيمة".
وقائع نصب
وحكى الصاوي أنه تعرض للنصب في بعض الأعمال خلال مشواره الفني ومنها من قبل منتج مسلسل "هي ودافنشي" ومنتج "شريط 6"، ومنتج أحد الإعلانات الدعائية التي نفذها منذ سنوات قليلة ولم يعطه كامل أجره، وشدد على أنه لا يترك حقه ولا يسكت عن الظلم أبداً، إذ لجأ إلى القضاء واستطاع أن يعيد حقوقه من خلال المحاكم في بعض القضايا، وسيستخدم الأسلوب عينه في حال عدم أخذ حقوقه أو حقوق بقية الممثلين في أي عمل.
منطلق الجونة السينمائي
وعلى جانب آخر، وضمن مساعيها لخلق مساحة إبداعية للأفراد والأسواق السينمائية، استمرت منصة الجونة السينمائية في استكمال دعمها لصناعة السينما، إذ تعتبر ذراع الصناعة الخاصة بمهرجان الجونة السينمائي في دعم السينمائيين العرب لدعم مشاريعهم وتطويرها واستكمال أفلامهم في مرحلة ما بعد الإنتاج، وقدمت المنصة مبادرتين هما منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي، اللذان يقدمان فرصاً للتعلم والمشاركة.
وفي آخر أيام فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الرابعة، عُقد حفل اختتام منصة الجونة السينمائية في مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، حيث أعلنت اللجنة المشاريع والأفلام الفائزة بجوائز منطلق الجونة السينمائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستقبل المنطلق في دورته الرابعة 99 طلب تقديم (65 مشروعاً في مرحلة التطوير، و34 فيلماً في مرحلة ما بعد الإنتاج) من جميع أنحاء العالم العربي. وتمت مراجعة هذه الطلبات من جانب لجنة من السينمائيين المتخصصين، واختيار 12 مشروعاً في مرحلة التطوير (ثمانية مشاريع روائية طويلة وأربعة مشاريع وثائقية طويلة)، وستة أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج (خمسة أفلام روائية طويلة، وفيلم وثائقي طويل) بناء على المحتوى والرؤية الفنية وإمكانية التنفيذ المالية، كما أثنت اللجنة على المستوى المميز للمشاريع المقدمة.
وقدم المخرجون والمنتجون المترشحون للمشاركة في المنطلق مشاريعهم وأفلامهم إلى منتجين ومؤسسات مانحة وموزعين وبائعي أفلام ومبرمجي مهرجانات، للحصول على استشاراتهم الفنية، إضافة إلى ذلك، عُقدت لقاءات فردية بين صناع الأفلام وخبراء الصناعة والمستشارين لتطوير السيناريوهات أو النسخ غير المكتملة للأفلام وتعزيز فرص التعاون الإقليمي والدولي.
وتكونت لجنة تحكيم المنطلق من وكيل مبيعات الأفلام الفرنسي كليمون شوتون والمخرجة والمنتجة اللبنانية ديما الجندي والكاتبة والمخرجة والمنتجة الأردنية ليالي بدر.
وفاز مشروع "وداعاً جوليا" لمحمد كردفاني (البحرين، السودان) بجائزة أفضل مشروع في مرحلة التطوير (جائزة مالية بـ15 ألف دولار) وشهادة منصة الجونة السينمائية، بينما فاز فيلم "الحياة تناسبني جيداً" للهادي أولاد مهند (المغرب) بجائزة أفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج (جائزة مالية بـ15 ألف دولار) وشهادة منصة الجونة السينمائية.
كما تم الإعلان عن المشاريع والأفلام الفائزة بجوائز رعاة منطلق الجونة السينمائي وهي كالآتي، حصل "هاملت من عزبة الصفيح" لأحمد فوزي صالح (مصر) على جائزة بقيمة 20 ألف دولار من شاهد وجائزة بقيمة 10 آلاف دولار من سباركل كما حصل على مشاركة في إقامة منتدى فيلم "اندبندنت" الافتراضية المقدمة من فيلم "اندبندنت" والسفارة الأميركية، ومشاركة في مبادرة "غلوبال فيلم إكسبرشن" المقدمة من "إيفتا".
وفاز "وداعاً طبريا" للينا سويلم (فلسطين، فرنسا) بجائزة تقدر بـ10 آلاف دولار من "آي برودكشنز" وجائزة بقيمة 10 آلاف دولار من "سينرجي فيلمز"، وجائزة بقيمة 10 آلاف دولار أيضاً من داخلي وسط البلد بدعم من شركة "الإسماعيلية للاستثمار والتمويل العقاري".
وحصل "هج إلى ديزني" لمها الساعاتي (السعودية) بجائزة بـ 10 آلاف دولار من شبكة "راديو وتلفزيون العرب" (أي آر تي). إضافة إلى ذلك فقد فاز "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو" لخالد منصور (مصر) بجائزة بـ10 آلاف دولار من "روتانا" وأخرى بـ10 آلاف دولار من "لاجوني".
وذهبت جائزة بقيمة 10 آلاف دولار من "نيو سينشري" وجائزة بقيمة 30 ألف دولار ضمان توزيع من "ماد سوليوشنز" و"إرجو ميديا فينتشرز" وجائزة بقيمة 10 آلاف دولار من "سباركل" إلى "وداعاً جوليا" لمحمد كردفاني (البحرين، السودان)، بينما حصل "تيارات" لمهدي حميلي (تونس) على جائزة بـ10 آلاف دولار من "وياك"، وتحصل "هنا ولا تراني" لفيروز سرحال (لبنان، إسبانيا) على جائزة بقيمة 80 ألف دولار أميركي خدمات إنتاجية مقدمة من "شاهد".
"بركة العروس" يفوز
وحصل "بركة العروس" لباسم بريش (لبنان) على جائزة بقيمة 50 ألف دولار بيع مبدئي من "أو أس أن"، كما حاز "الحياة تناسبني جيداً" للهادي أولاد مهند على جائزة بقيمة 10 آلاف دولار لخدمات عمل "دي سي بي" لفيلم مقدمة من "ذا سيل بوست برودكشن"، وجائزة بقيمة 30 ألف دولار لخدمات المؤثرات البصرية من شركة "ميركوري"، وذهبت جائزة أخرى بقيمة 10 آلاف دولار لخدمات التسويق لفيلم من "ذا سيل بوست برودكشن" إلى "قربان" لنجيب بلحاج (تونس).
وحصل فيلم "مفيش راجل بيعيط" لمحمد مصطفى (مصر) على مشاركة في إقامة منتدى فيلم "اندبندنت" الافتراضية المقدمة من فيلم "اندبندنت" والسفارة الأميركية، وحصل "خذوني إلى السينما" للباقر جعفر (العراق، مصر) على إقامة للمونتاج لمدة 10 أسابيع وجلسات توجيه مقدمة من "دوكس بوكس"، وحصل "عرفة" لآلاء القيسي (الأردن) على مشاركة في مبادرة "غلوبال فيلم إكسبرشن" المقدمة من "إيفتا".