"انعتاق الرغبة" عنوان الرواية السادسة للكاتبة والطبيبة المغربية فاتحة مرشيد، الصادرة حديثاً عن المركز الثقافي للكتاب، بيروت-الدار البيضاء،2019.
مرة أخرى تدخل فاتحة مرشيد في قلب المقصيّ والمسكوت عنه، مزيحة الستار عن مكامن الخلل في بنيات المجتمعات العربية. ومرة أخرى يسكن سؤال الحداثة في قلب سردها الروائي الساعي إلى "انعتاق رغبة" الإنسان في إثبات حقه في التفرد والاختلاف، وتوقه إلى التعبير عن ذاته في بعدها الإنساني العميق.
وبأسلوب شاعري سلس، تسرد الرواية قصة "عز الدين" ورحلة انعتاقه من قيود جسد لا يعكس هويته الجنسية التي يحسها في أعماقه ومسلسل عبوره نحو "عزيزة".
وتضع القارئ أمام تساؤلات فلسفية حول مفهوم الذكورة والأنوثة، الجنس والجندر، وتقربه من واقع الأقليات الجنسية. إنها رواية الانعتاق من الأحكام المسبقة والأغلال المقيدة لرغبة الإنسان في حياة تعكس حقيقته الباطنية وتحترم اختياراته.
ومن جو الرواية: "كنت أنزف في السرّ، وأحاول أن أفهم ما يحصل لي في السر، وآمل في السر كذلك. لكن أن تأمل هو أن تعيش في الغد، أن تحبّ ما لا تملك. وماذا تفعل باليوم؟ بهذا الذي بين يديك؟ بهذه اللحظة القاتلة؟ أن تأمل في شيء ليس هو أن ترغب فيه. الأمل هو الانتظار أما الرغبة فهي الحركة. يقال "الأمل هو الحياة"... الأمل ليس هو الحياة، بل على العكس، أحياناَ يمنعنا من أن نكون أحياء الآن، في انتظار ما قد لا يحدث. أما الرغبة، فهي المحرّك الذي يدفعنا إلى الأمام. "الرغبة هي الحياة"... وفي انعتاقها خلاصنا".
فاتحة مرشيد شاعرة وروائية مغربية. حائزة على جائزة المغرب للشعر. صدرت لها ثمانية دواوين شعرية ترجمت إلى لغات عدة، ومجموعة قصصية تحت عنوان "لأن الحب لا يكفي". "انعتاق الرغبة" هي الرواية السادسة لها بعد: "لحظات لا غير"2007، "مخالب المتعة" 2009، "الملهمات" 2011، "الحق في الرحيل" 2013، و"التوأم" 2016.
