Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ثلاثة أرباع الأميركيين يخشون اندلاع العنف بعد الانتخابات

استطلاع حصري للرأي أجري لمصلحة "اندبندنت" أكد انتشار مخاوف من اضطرابات تحدث بصرف النظر عن نتائج التصويت

أميركي مؤيد للرئيس ترمب يرتدي قميصا ينفي قيام جماعة "أولاد فخورون" بأي أعمال عنف (أ.ف.ب)

ينتاب القلق ثلاثة أرباع الأميركيين من اندلاع أعمال شغب وعنف في أعقاب يوم الاقتراع [على الرئاسة الأميركية]، وذلك وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة "اندبندنت" وأظهر أن أميركا بؤرة قلق حزبي.

إذ وصف قرابة 3 من كل 4 ناخبين، أي 72 في المئة من عددهم الإجمالي، أنفسهم بأنهم كانوا قلقين للغاية، أو قلقين فعلاً، بشأن عنف قد تشهده البلاد بعد الانتخابات، وذلك طبقاً لاستطلاع أجرته شركة "جي إل بارتنرر" JL Partners لمصلحة "اندبندنت".

وكذلك أفاد ما يزيد على 70 في المئة من مؤيدي المرشحين دونالد ترمب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، إنهم يشعرون بالقلق نفسه.

واستطراداً، يبلغ القلق مستويات أعلى في أوساط أولئك الذين يدعمون الرئيس ترمب، إذ أفاد 77 في المئة منهم بأنهم يخافون من حصول أعمال عنف وشغب. وكذلك تحدث 73 في المئة من أنصار نائب الرئيس السابق عن إحساسهم بالقلق أيضاً.

وكذلك بدا أن هذه المخاوف مرتبطة بشكل مباشر بقلق الأميركيين من أنه لن يكون واضحاً من الفائز بالسباق الرئاسي مع حلول 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

إذ أفاد ما يزيد على ثلثي المشاركين في الاستطلاع، أي 68 في المئة، أنهم "قلقون للغاية، أو قلقون فعلاً" بخصوص عدم اتضاح نتائج الانتخابات.

في هذا السياق، يشار إلى أن السيد ترمب قد تجنب مراراً وتكراراً الإجابة عن أسئلة بشأن قبوله نتيجة الانتخابات وضمان انتقال سلمي للسلطة. وفي غضون ذلك، حذرت هيلاري كلينتون السيد بايدن علناً من عدم قبول نتيجة الانتخابات إذا كانت متقاربة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك يبدو أن نتائج هذا الاستطلاع لها علاقة بنوع آخر من القلق الشائع على نطاق واسع، مفاده توقع ظهور زعم أن الانتخابات لم تكن حرة أو خالية من تدخل جهات أخرى. فقد أفاد 66 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم شعروا بالقلق في ذلك الشأن، بعد ما واصل السيد ترمب طيلة أشهر عدة توجيه رسائل علنية، اتسمت بالانسجام والتماسك، جاء فيها أن بطاقات الاقتراع الجماعية البريدية تعتبر أقل أماناً من بطاقات اقتراع الغائبين التي يجري طلبها رسمياً.

وإضافة إلى ذلك، أثار الديمقراطيون قلقاً بشأن تعليقات السيد ترمب الأخيرة عن مجموعات تؤمن بتفوق العرق الأبيض وتمارس العنف أحياناً، كتلك المسماة "أولاد فخورون" Proud Boys.

وقد ادعى الرئيس في 30 سبتمبر ( أيلول) أنه لا يعرف كثيراً عن تلك المجموعة، على الرغم من أنه توجه إلى أعضائها في الليلة السابقة، في سياق المناظرة الرئاسية الأولى، بقوله "قفوا جانباً وابقوا مستعدين". وجاء ذلك النداء بعدما طلب منه أن يدين تلك المجموعات كلها.

واستطراداً، مثلت كلماته تلك واحدة من أقوى الملاحظات التي اشتملت عليها المناظرة. إذ سأل كريس ولاس، وهو صحافي يعمل لدى "فوكس نيوز" وكان مدير الجلسة، السيد ترمب إذا كان "مستعداً لإدانة العنصريين البيض وجماعات الميليشيات". فأجاب الرئيس "أنا مستعد لذلك". غير أنه بدلاً من إدانة تلك الفئات، أثار موضوع الاحتجاجات المستمرة في إطار حملة "حياة السود مهمة"، مضيفاً "كل ما أراه تقريباً صادر عن اليسار، وليس اليمين. أريد أن أرى السلام".

وفي لحظة ما [من تلك المناظرة] ضغط السيدان ولاس وبايدن على الرئيس الجمهوري بقصد حمله على إدانة "أولاد فخورون" والمجموعات الأخرى المماثلة. إلا أن الرئيس تردد، قبل قوله "أولاد فخورون"، قفوا جانباً وابقوا مستعدين. لكني سأقول لكم شيئاً آخر، سأقول لكم إنه يتوجب على شخص ما أن يفعل شيئاً حيال "أنتيفا" ["حركة مناهضة الفاشية"] واليسار لأن هذه ليست مشكلة صادرة عن اليمين، بل هي مشكلة اليسار".

في مقلب مغاير، احتفل أعضاء مجموعة "أولاد فخورون" الذين شوهد بعضهم يحمل السلاح في احتجاجات لها طبيعة عرقية، بالتعليقات التي أطلقها السيد ترمب خلال المناظرة.

وفي هذه الأثناء، يجري التخطيط سلفاً للاحتجاج في أنحاء الولايات المتحدة إذا طعن الرئيس بنتيجة الانتخابات. ويدعي تحالف يحمل اسم "احموا النتائج" أن ثمة 250 تجمعاً حاشداً مجهزة سلفاً للانطلاق من لاس فيغاس إلى فلوريدا. ويزعم التحالف أنه يمثل مئات المجموعات، وكذلك أميركيين يصل عددهم إلى 10 ملايين شخص.

وفي ذلك الصدد، أخبر شون إلدريدج، وهو منظم التحالف، وكالة أنباء الصحافة الفرنسية أنه "من غير المسبوق في السياسة الأميركية أن تشعر بالقلق بشأن إمكانية قبول رئيس يتولى سدة الرئاسة، نتائج الانتخابات وضمان انتقال سلمي للسلطة".

وأضاف إلدريدج "نحن بحاجة للتأكد من أن كل ضغط ينم عن الفساد [يأتي] من ترمب بهدف تقويض نتائج الانتخابات، سيواجه برد سريع من جانب الشعب الأميركي عبر المطالبة باحتساب كل صوت واحترام النتائج الصحيحة النهائية".

وفي نفس مماثل، تثير إحدى الجماعات المؤيدة للديمقراطية أيضاً مخاوف بشأن قبول نتائج الانتخابات.  

إذ ذكر بيان صدر من "مركز برينان للعدالة" أنه "مع اقتراب يوم الانتخاب، هدد الرئيس ترمب بشكل متزايد بالتحريض على تخويف الناخبين. إذ لمح أولاً إلى أنه سينشر عناصر إنفاذ القانون أو يستدعي الحرس الوطني بهدف اجتثاث جرائم تتصل بالانتخابات وترتكب في صناديق الاقتراع. لقد أساء الرئيس استخدام صلاحياته المتعلقة بإنفاذ القانون من قبل".

وتابع المركز مبيناً أن "القوانين الفيدرالية وتلك المعمول بها في الولايات، تحظر بوضوح نشر جنود أو عناصر إنفاذ القانون، أو أشخاص يتولون مهمة الحراس من تلقاء أنفسهم، في مراكز الاقتراع؛ بهدف تخويف الناخبين أو الانخراط في عمليات لا علاقة لها بالحفاظ على الأمن أثناء عملية الانتخابات". وأضاف "من المهم توجيه الأنظار إلى تعليقات ترمب على حقيقتها. إنها ليست مجرد دعوات إلى اتخاذ إجراءات غير قانونية بل تشكل أيضاً محاولات لقمع الناخبين. يجب ألا يتعرض الناخبون  للتخويف".

وتوضيحاً، لقد كلفت شركة "جي إل بارتنرر" بإجراء استطلاع للرأي بين الناخبين الأميركيين، لمصلحة "اندبندنت". وتحدثت الشركة إلى 1034 ناخباً في أرجاء الولايات المتحدة.

© The Independent

المزيد من تقارير