Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاغتصاب للنساء والتعذيب للجميع في سجون كوريا الشمالية

شهود يصفون الرعب في ظل نظام يفترض المتهم مذنبا ويشيع فيه الفساد بقولهم "كنا نعاقب إذا تحركنا"

نشطاء الديمقراطية في كوريا الشمالية يعانون حتى لو لم يحركوا ساكنا (بيكساباي.كوم)

يتعرض الأشخاص الذين يحتجزون في سجون كوريا الشمالية استعداداً لتقديمهم للمحاكمة، إلى التعذيب والإهانة والاعتداءات الجنسية بشكل ممنهج، بحسب تقرير جديد صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش". ويورد التقرير أيضاً أن أولئك الذين يزج بهم في سجون كوريا الشمالية الملقبة بـ"مملكة الناسك" بسبب انعزالها الاختياري عن العالم، يعاملون بـ"أسوأ من معاملة الكلاب".

وجمعت المنظمة روايات 8 من المسؤولين الحكوميين السابقين ممن هربوا من البلاد، إضافة إلى 22 شخصاً كورياً شمالياً، بينهم 15 امرأة و7 رجال، أودعوا في مراكز احتجاز ومرافق تستخدم في التحقيق. وتسلط تلك الروايات الضوء على المعاملة التي حاقت بهم. إذ وصف المحتجزون السابقون عمليات التعذيب التي كانوا يخضعون لها بشكل متكرر وظروف احتجازهم الخطيرة التي تنعدم فيها الشروط الصحية، وإجبارهم على تأدية العمل من دون أجر. وبين هؤلاء الذين أورد التقرير ذكرهم، جندي سابق فر من كوريا الشمالية في عام 2017.

واستطراداً، أورد ذلك الجندي، أن المحتجزين كانوا يؤمرون بالجلوس صامتين لأيام عدة ويتعرضون  للضرب والركل إن تحركوا. ودأب الحرس على الطلب منهم أن يمدوا أيديهم كي يضربوهم بالعصي على راحة الكف، واحداً تلو الآخر.

 وأوضح أنه "إذا تحركنا، كنا نعاقب بالوقوف ثم الجلوس أو أداء تمرينات الضغط، أو شد البطن أو التعلق على القضبان المعدنية".

ووصف المعتلقون السابقون حياتهم [هناك] بأنها تمثل ظروفاً غير إنسانية وقد عاشوها في زنازين كانت تغص بالنزلاء على الدوام، مع أنها تفتقر إلى المرافق الأساسية. ولم يكن الناس يجدون ما يسدون به رمقهم أو كانوا يعثرون على القليل منه، ولم يكن بوسعهم الاستحمام أو تنظيف أنفسهم، ولم توفر للنساء أدوات النظافة الأساسية التي يحتجن إليها أثناء الدورة الشهرية. ولم يحظ غالبية السجناء ببطانية أو حيز كاف للنوم على الأرض.

ويشير التقرير أيضاً إلى أن الفساد شائع في السجون، إذ قد يعمد بعض النزلاء إلى دفع الرشوة للمسؤولين بغرض الحصول على مزيد من الطعام أو مرافق أفضل، ما يؤدي إلى توزيع غير عادل للموارد المحدودة. وكذلك أفادت بعض السجينات بأنهن تعرضن للتحرش والاعتداء الجنسيين، بما في ذلك الاغتصاب.

وفي السياق نفسه، يوضح التقرير أن "اللاتي أجريت مقابلات معهن من قبل عملاء الشرطة ورجال الأمن وموظفي النيابة العامة، ومعظمهم كانوا مسؤولين عن استجوابهن بصورة شخصية، أفدن أن من استجوبهن قد تحسسوا وجوههن وأجسادهن، ولمسوا أثداءهن وأردافهن، إما من فوق ملابسهن أو بدس أيديهم تحت ملابسهن. وكذلك قلن إنهن كن عاجزات عن مقاومة ذلك، لأن مصيرهن كان بيد هؤلاء الرجال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وفي مسار متصل، ذكر براد آدامس، وهو مدير قسم آسيا لدى "هيومن رايتس ووتش"، إن "نظام الاحتجاز في فترة التي تسبق تقديم الشخص إلى المحاكمة، تعسفي وعنيف وقاس ومهين".

وأضاف "يصرح الكوريون الشماليون بأنهم يعيشون في خوف دائم من أن يقعوا في براثن نظام تكون الإجراءات الرسمية عديمة الأهمية فيه عادة، والمتهم يعتبر مذنباً، والسبيل الوحيد للفكاك يتمثل في الرشوة وقدرة السجين على الوصول إلى أصحاب الأمر والنهي".

وكذلك نقلت "هيومن رايتس ووتش" عن محتجزين سابقين أنهم في أعقاب الاعتقال لم يكن لديهم أي ضمانة بأنهم سيخضعون لمحاكمة عادلة أو تمثيل قانوني مستقل. ويشار إلى أنه لم تتوفر للمحتجزين أي وسيلة للشكوى من التعذيب وإساءة المعاملة التي كانوا يتعرضون لها، كما لم يكن بوسعهم مناشدة المسؤولين وضع حد لذلك. وكان ثمة افتراض شائع أنه بمجرد أن يواجه شخص ما أي نوع من المزاعم، يصبح هناك أمل ضئيل بأن ينفذ بجلده من دون أن يحكم عليه بالسجن ولو لفترة قصيرة، في أقل اعتبار.

وفي معرض شرح مدى الكراهية التي يكنها النظام الحاكم في كوريا الشمالية للمحتجزين، ذكر أربعة من المسؤولين الحكوميين السابقين أن "حزب العمال الكوري" الحاكم يعتبر المحتجزين بشراً من مستوى وضيع وينظر إليهم نظرة دونية، مما يجعلهم في رأيه غير جديرين حتى بتبادل النظرات مع الموظفين المعنيين بإنفاذ القانون.

وإذ يسلط تقرير "هيومن رايتس ووتش" الضوء تحديداً على الإساءة التي يلقاها المحتجزون في الفترة التي تسبق تقديمهم إلى المحاكمة، فإن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مختلف أنواعها وعلى نطاق واسع  في كوريا الشمالية، موثقة توثيقاً جيداً. ولقد ذكرت اللجنة التابعة للأمم المتحدة المكلفة تقصي الحقائق بشأن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية في 2014، إن الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها حكومتها تشكل جرائم ضد الإنسانية.

© The Independent

المزيد من تقارير