Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"بطانة الرحم المهاجرة" يتأخر تشخيصها في بريطانيا 8 سنوات

تسبب آلاماً مبرحة وتكابدها امرأة من كل 10 نساء في المملكة المتحدة

عندما تنمو بطانة الرحم خارجه تتسبب بأوجاع وتسهم في العقم (هارفردهيلث.إديو)

في المملكة المتحدة، يستغرق الوصول إلى تشخيص الإصابة بـ"بطانة الرحم المهاجرة" ("إندومتريوزس" Endometriosis) التي تسمى أيضاً "انتباذ بطانة الرحم"، ثماني سنوات في المتوسط، وفق تحقيق أجرته "المجموعة البرلمانية المكونة من ممثلين عن جميع الأحزاب" All-Party Political Group.

وقد أجرى التقرير مسحاً استطلاعياً شمل أكثر من 10 آلاف امرأة يعانين "بطانة الرحم المهاجرة"، وسألهن حول تجاربهن مع المرض، وكذلك أجرى مقابلات مع متخصصين في مجال الرعاية الصحية.

في النتائج، برز واضحاً التأثير الوخيم الذي تتركه "بطانة الرحم المهاجرة" على جميع جوانب حياة المريضة، وتبين أن متوسط المدة التي تستغرقها عملية تشخيص الإصابة بالمرض لم يتحسن خلال ما يربو على عقد من الزمن.

وظهر أيضاً أن اكتشاف معاناة المرأة هذه الحالة يستغرق ثماني سنوات في المتوسط، علماً بأن المعدل كان سبع سنوات ونصف السنة في 2019.

كذلك وجد الاستطلاع نفسه أن 58 في المئة من النساء المستطلعات في التقرير، قد زُرن طبيباً عاماً أكثر من 10 مرات قبل تشخيص إصابتهن بذلك المرض، فيما قصدت 53 في المئة منهن أقسام "الحوادث والطوارئ" في المستشفيات؛ نتيجة مكابدتهن أعراض المرض، وذلك قبل تشخيص حالتهن.

وللأسف، ذكرت غالبية النساء اللاتي شملهن الاستطلاع أن حالتهن الصحية أضرت بصحتهن العقلية والنفسية، وكذلك مسيرة تعليمهن ووظائفهن أيضاً.

واستطراداً، تمنى نحو 90 في المئة من المشاركات، وفق كلامهن، لو أنهن حصلن على دعم نفسي، بيد أنهن لم يجدنه أبداً، فضلاً عن انخفاض مستوى الدخل لديهن بنسبة 35 في المئة نتيجة "بطانة الرحم المهاجرة".

ووفق "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا، تمثل "بطانة الرحم المهاجرة" Endometriosis حالة صحية تبدأ فيها أنسجة مماثلة للأنسجة المحيطة ببطانة الرحم (غشاء يبطن التجويف الداخلي للرحم) بالنمو في أعضاء أخرى قريبة من البطانة، كالمبيضين وقناتي "فالوب" (قناة "فالوب" أنبوب يصل بين المبيض والرحم). وتظهر أرقام التقرير أيضاً أن امرأة من كل 10 نساء في المملكة المتحدة، تصاب بهذه الحالة التي تسبب ألماً مبرحاً، ونزفاً حيضياً شديداً، إضافة إلى العقم لدى المرأة.

بناءً على ما تقدم، وفي سبيل دعم النساء اللاتي يكابدن "بطانة الرحم المهاجرة"، حثَّت المجموعة البرلمانية APPG الحكومة البريطانية على الالتزام بسلسلة من التدابير التي تُؤمّن المساندة للمصابات، من بينها الالتزام بخفض متوسط الزمن اللازم للتشخيص الطبي، على أن يكون الهدف المتوخى أربع سنوات، أو أقل في 2025، وسنة أو أقل مع حلول 2030.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

كذلك دعا التقرير حكومة البلاد إلى التحقيق في التفاوت الذي يشوب حصول الأفراد على الرعاية الصحية، وسد الفجوات بين المجموعات الإثنية، وبين الجنسين في البحوث الطبية. وأوصى التقرير كل شعوب المملكة المتحدة بأن تشمل المناهج الدراسية دروساً إلزامية حول سلامة الدورة الشهرية، كي تكون الشابات على علم بالعلامات التحذيرية (المتصلة ببطانة الرحم المهاجرة)، ويعرفن تالياً متى يلجأن إلى طلب المساعدة.

ديفيد أميس، وهو عضو في البرلمان البريطاني عن "حزب المحافظين"، والذي ترأس التحقيقق ذكر أنه "ليس مقبولاً أن (بطانة الرحم المهاجرة) وأعراضها، التي يحتمل أن تكون موهنة ومدمرة، تلقى التجاهل غالباً، أو لا تؤخذ على محمل الجد، أو يجري التقليل من شأنها على أساس أنها تتأتى من الدورة الشهرية وفترات الحيض".

وتعليقاً على نتائج التقرير، ذكرت إيما كوكس، المديرة التنفيذية لمؤسسة "إندومتريوزس يو كي" Endometriosis UK (بطانة الرحم المهاجرة في المملكة المتحدة)، أن "متوسط زمن التوصل إلى تشخيص (بطانة الرحم المهاجرة) هو ثماني سنوات. ويثير الصدمة أنه لم يتغير خلال عقد من الزمن. ينبغي اتخاذ الخطوات اللازمة بهدف خفض هذه المدة".

وأردفت "لا بد من وضع حد لعدم التكافؤ في وصول المرضى إلى مساعدة ممارسي الرعاية الصحية المتخصصين في (بطانة الرحم المهاجرة). إن تنفيذ إجراءات فاعلة داخل مؤسسات (الخدمات الصحية الوطنية) يساعد المتخصصين الصحيين في التثبُّت من التشخيص وتحويل المصابات بأعراض (بطانة الرحم المهاجرة) إلى المكان المناسب في المستشفيات، حيث الخبرة الملائمة (للتعامل مع المشكلة)، وفي الوقت المناسب".

ومن وجهة نظر إيما كوكس، باتت الحاجة ماسة إلى العمل الآن، بغية ضمان عدم حرمان الجيل المقبل من المصابات بـ"بطانة الرحم المهاجرة" من المستقبل الذي يستحققنه.

(يمكنك الاتصال بخط المساعدة الخاص بمؤسسة "إندومتريوزس يو كي" على رقم الهاتف 08088082227 (من بريطانيا فقط) حيث يقدم لكِ المساعدة متطوعات تلقين التدريب المطلوب، ولديهن خبرة شخصية فيما يتصل بـ"بطانة الرحم المهاجرة". إنهن لسن مؤهلات في تقديم المشورة الطبية، لكنهن يستطعن التحدث إليكِ عن مشكلتك، أو ببساطة إيلاء أذن صاغية ودودة. وكذلك تقدم مؤسسة "ذا ساماريتانز" Samaritans الدعم العاطفي على مدار 24 ساعة في اليوم، على نحو يتسم بثقة تامة. إذا كنتِ تكابدين معاناة نفسية وتحتاجين إلى شخص ما للتحدث إليه، اتصلي برقم الهاتف 116123)

© The Independent

المزيد من صحة