Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا رد مالك أغلى صقر في السعودية على تهمة "غسيل الأموال"

حققت صفقات سوق الصقور أرقاماً قياسية غير مسبوقة في أسعار الطيور في المنطقة

"الأثرياء يشترون الأحصنة والسيارات الفارهة بمئات الملايين، وأنا اشتريت صقراً نادراً بمئات الآلاف واتهموني بغسيل الأموال"، بهذه اللهجة التي تبدو غاضبة بدأ رجل الأعمال السعودي الصقار صالح المطيري حديثه معنا بعد أن اقتنى صقراً نادراً بقيمة 650 ألف ريال (173 ألف دولار أميركي) اعتبرت قيمته الأعلى في تاريخ المزاد الذي يهتم بالصقور، بينما أثارت هذه الصفقة جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي في الخليج.

وكان الصقارون في بلدة "ملهم" وهي المنطقة المهيأة للمزاد، وتقع شمالي العاصمة السعودية الرياض، استطاعوا الخروج من القاعة الكبرى بعشرات من الصقور النادرة التي عرضت على طريقة "مَن يدفع أكثر". وتُقتنى نوادر الطيور أحياناً للتباهي بالثراء، وأحياناً أخرى للصيد، وفي أوقات ثانية يكون الدافع وراء ضخ الملايين هو جلب ملايين أخرى.

طريقة المزادات العالمية

وتبدو في القاعة الكبرى التي ترفرف أجنحة الجوارح تحت قبابها الحمراء، مئات ملايين الدولارات مرتبة ومهيبة على طريقة مزادات "كريستيز" الشهيرة، بينما تم الاحتفاظ بالتباعد الاجتماعي بين مقاعد المشاركين في المزادات كإجراء صحي احترازي تتطلبه مواجهة جائحة كورونا.
ولبس الأمراء وكبار الشخصيات ورجال الأعمال الحاضرون، أقنعة طبية، تحضيراً للمشاركة في المزاد والفوز بصقر، تراودهم الأماني منذ دخولهم للبلدة الصغيرة "ملهم" أن يرافقهم في طريق عودتهم إلى مرابط طيورهم.

وهذه كانت حال الصقار صالح بن عبدالعزيز المطيري، الذي قدم من أقصى البلاد للحصول على طائر "فرخ الشاهين"، وبدأ في بذل ما يملك في المزاد لامتلاكه، فما أن يهتف "الدلال" بصوته الجهوري بمبلغ حتى يرفع يده برقم فارق عن الذي قبله حتى بلغ الرقم 650 ألفاً، وحينها حمل صقره على يده منتصراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المطيري الذي أراد أولاً إهداء الصقر لوزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود، رئيس نادي الصقور السعودي، الذي بدوره رد بلهجةٍ متعارف عليها محلياً بين السعوديين قائلاً "هديتك مقبولة موفورة"، بمعنى "أنني قبلتها لكن يمكنك التصرف بها وامتلاكها". ويأتي ذلك "كشكر للرجل الذي يقف خلف نجاح النادي والمزاد"، على حد تعبير المطيري.

"غسيل أموال"

ورد المطيري الذي واجه موجة اتهامات عبر موقع "تويتر" بـ"غسيل الأموال"، بسبب دفعه مبلغاً كبيراً في طائر، فقال "هذا الصقر النادر مرت 3 سنوات دون أن يعبر أجواء البلاد في رحلة الطيور المهاجرة، لذا لا يمكن لأحد أن يعرف قيمته الحقيقية سوى الصقارين".
ويتميز "فرخ الشاهين" المهاجر من مرتفعات آسيا وأوروبا، والذي تم اصطياده في البرية بمنطقة حفر الباطن (شمال شرق السعودية)، بمواصفات جمالية لافتة كطوله وعرضه اللذين يتساويان بـ16 إنشاً، ووزنه البالغ 1122 غراماً.

ما مصير الطائر؟

لكن ماذا عن مصير هذا الطائر المثير للجدل والذي وصفه منظمو المزاد في نادي الصقور بـ" النادر والفريد من نوعه"؟

يقول المطيري الذي لا يعتبر هوايته تلك وليدة اللحظة، بل تمتد لأكثر من عقدين من الزمان، إن "شخصية خليجية كبرى اشترت الطائر منه بمبلغ يفوق سعره الذي أثار الجدل"، وهو أمر يُعد انتصاراً لرجل يعمل في تجارة وبيع الصقور.

20 ألف صقار سعودي

وتضم السعودية البلد الذي يشغل نحو ثلثي مساحة شبة الجزيرة العربية، أكثر من 20 ألف صقار يمتلكون ما يتجاوز 12 ألف صقراً. كما أن البلاد المترامية الأطراف تُعد موطناً للصقور ونقطة عبور لأخرى مهاجرة في كل عام، بحسب وكالة الأنباء الرسمية في البلاد (واس).

ويهدف نادي الصقور السعودي الذي تأسس في عام 2017 بأمر ملكي "لدعم الاستثمار في مجال الصقور وتعزيز هواية الصيد والحفاظ على تراث البلاد والحياة الفطرية"، بحسب موقع النادي.
وحقق المزاد الذي انطلق هذا العام في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ويمتد حتى 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أرقاماً قياسية في نسبة المبيعات، فخلال خمسة أيام بلغت القيمة الإجمالية للمبيعات 2.5 مليون ريال سعودي (قرابة 600 ألف دولار أميركي).

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات