Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عنف اليمين المتطرف يشكّل "خطراً كبيراً" للبلاد بحسب الاستخبارات البريطانية

القوى الأمنية تصنفه في المرتبة الثانية بعد "الإرهاب الإسلامي"

قال كين ماك كالوم إن أكثر من ربع الهجمات الإرهابية التي أُحبطت مؤخراً خطّط لها متطرفون يمينيون (رويترز)

حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية "MI5" من أن التطرف اليميني أصبح يشكّل خطراً كبيراً على البلاد، لخلفية ارتباط أكثر من ربع الهجمات الإرهابية الخطيرة التي أُحبطت وهي في مراحل إعدادها الأخيرة بالجماعات الفاشية الجديدة والعنصرية.

كما حذّر من أن هذا الخطر سيستمرّ في المستقبل القريب على الأرجح فيما تستقطب هذه العقيدة أعداداً مقلقة من صغار السن وتظهر أدلّة متزايدة على وجود صلات دولية بين الجماعات بما فيها تلك التي نشأت في الولايات المتحدة- البلد الذي يشهد تفاقماً مخيفاً في الاحتدام السياسي خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية.

وكان كين ماك كالوم Ken McCallum يقدّم أول تقييم علني له بشأن المخاطر التي تهدد المملكة المتحدة من ناحية الجماعات الإرهابية والدول المعادية بعد استلامه منصب المدير العام للجهاز الأمني في أبريل (نيسان) العام الجاري.

وفي حديثه أمام مجموعة من الصحافيين، قال إن "MI5" تعمل إلى جانب غيرها من أجهزة الاستخبارات البريطانية على حماية الأبحاث الجارية بشأن فيروس كورونا. وتطرّق إلى النشاطات غير المشروعة الأوسع مثل الهجمات الإلكترونية التي تشنها دول كروسيا والصين وإيران وقال إن بكين سعت لسرقة ملكية تجارية وفكرية والتأثير في السياسة هنا.

وساعدت المملكة المتحدة، بحسب المدير العام (لجهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية) ماك كالوم، في إحباط مخطط تجسس صيني موجه ضد الاتحاد الأوروبي.

وعلمت الاندبندنت أنّ الاستخبارات البريطانية ساعدت نظراءها الأوروبيين في قضيتين مؤخراً. 

أولهما تحقيق في مزاعم قيام الصينيين باستغلال سفارة مالطا في بروكسل من أجل اعتراض الاتصالات داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وثانيهما قضية رجل الأعمال البريطاني فرايزر كاميرون، العميل السابق في جهاز الاستخبارات (الخارجية البريطاني) "MI6"، الذي زُعم أنه باع معلومات حسّاسة لبكين. وينفي السيد كاميرون هذه الادعاءات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإذ تطرّق (رئيس الاستخبارات الداخلية البريطانية) إلى الخطر على الأرواح في البلاد، قال إن ثمانية مخططات إرهابية من بين 27 مخططاً أُحبطت داخل البلد قبيل تنفيذها خلال السنوات الثلاث الماضية وقف وراءها متطرفون يمينيون. وبات هذا الخطر الآن يحتل المرتبة الثانية بعد "الإرهاب الإسلامي" ويُرجّح أن يستمر هذا التوجه كما قال.

وكشف ماك كالوم أنه يتواصل مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (الأميركي) "FBI" كريستوفر راي كما رؤساء أجهزة الاستخبارات الأوروبية الحليفة لبحث الزيادة في النشاط العنيف لليمين المتطرف والإجراءات المتخذة بهدف التصدي له.

وأصبح إرهاب الفاشيين الجدد يشكّل قلقاً أكبر الآن في ألمانيا من الهجمات الإسلامية، كما قال السيد ماك كالوم. كما يدور صراع ضارٍ في الولايات المتحدة على خلفية المشهد السياسي العنيف والمسموم فيما يقاتل دونالد ترمب للبقاء في البيت الأبيض في انتخابات الشهر المقبل.

واتُهم ناشطون ينتمون إلى اليمين المتطرف بقتل متظاهرين مناهضين للعنصرية وبالمسؤولية عن مخططات إرهابية أوسع في أميركا. وفي أكثر القضايا شهرة إلى الحين، اتهم مكتب التحقيقات الفيدرالي 13 شخصاً بالتخطيط لاختطاف حاكمة ولاية ميشيغان غريتشين ويتمر Gretchen Whitmer. ويقول المدّعون العامون إن المجموعة نفسها تباحثت أيضاً في اختطاف حاكم فيرجينيا رالف نورذامRalph Northam.

وقال المدير العام إن المتطرفين في المملكة المتحدة قد لا يكونون على اتصال مع نظرائهم الأميركيين "بطريقة منظّمة... لكنهم يتواصلون مع بعضهم بعضاً لأن جزءاً كبيراً من هذا السّم ينتشر إلكترونياً. والناس يستلهمون من الآخرين ويتشاركون الروابط الإلكترونية ويستخدمون فضاءها للتخاطب. ونرى صلات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كما بين الولايات المتحدة وأوروبا".

"نشهد نمواً كبيراً لهذه المخاطر، ومنها بشكل خاص، عدد كبير من الشباب الذين تجذبهم هذه العقيدة، ما يشير إلى أن هذا التهديد سيلازمنا سنوات مقبلة وسوف نواصل متابعة تطوّره... فهناك وفرة  في النشاط الإلكتروني (للمتطرفين اليمينيين)، والشباب المتورطين به، و(نلاحظ) الكثير من الصلات الدولية المتفرقة إنما الخطيرة".

وتناول المدير العام ماك كالوم الوضع في المملكة المتحدة فقال "نطبّق النظام نفسه (في الرصد والتحقيق) الذي نطبّقه (في التعامل) مع "الإرهاب الإسلامي" المتطرف بشكل كامل، فيلاحق القضايا المتخصصون نفسهم في مكافحة الإرهاب الذين يعملون في القسم ذاته من ماكينة "MI5" والشرطة، ونعمل وفق المعايير التي نعطيها أولية على أساس مستوى التهديد والخطر وليس العقيدة".

"لو نظرتم إلى التطرف اليميني أو الإسلامي، سترون أنها ليست عقيدة متماسكة تستطيع الصمود عند التدقيق فيها، لكن الناس ينجذبون للأسف إلى ذلك اليقين الظاهري التي قد تسعى إلى تقديمه". 

وفي موضوع التحديات الأخرى التي تواجه عمله، قال ماك كالوم إن "MI5" تعمل مع أجهزة استخباراتية بريطانية أخرى على حماية الأبحاث الجارية حول فيروس كورونا.  

وأضاف "من الواضح أن المكافأة الدولية لقاء امتلاك أول لقاح يمكن استخدامه ضد هذا الفيروس القاتل عظيمة، ولذلك نتوقع أن تهتم الكثير من الجهات حول العالم بتلك الأبحاث بشكل كبير".

"أظننا نترقّب مسألتين: إما محاولات سرقة الملكية الفكرية الفريدة التي أنتجتها تلك الأبحاث أو احتمال العبث بالبيانات. والخطر الثاني الذي علينا التنبّه له هو احتمال سعي أحدهم لزرع بذور الشكّ في نزاهة الأبحاث السليمة جدا."

وفي معرض ردّه على الانتقادات الصادرة عن لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم بأنّ "MI5" لم تبذل جهداً كافياً من أجل التصدّي للتدخل الروسي في النظام الديمقراطي البريطاني ولا في استفتاء بريكست، تمسّك ماك كالوم بمقولة "أحد منّا لم يرَ" أي دليل على نشاط الاختراق وتسريب المعلومات خلال الاستفتاء الأوروبي ولم تسفر التحقيقات في مزاعم المحاولات السرية بالتأثير في شخصيات سياسية رئيسية "عن أي نتيجة ذات أهمية بالغة".

وتابع "تشير قاعدة أدلة ضئيلة نسبياً إلى أن بعض هذا النشاط قد جرى حول الاستفتاء الأوروبي... ولكن لا يبدو أنه بالحجم نفسه الذي شهدته حالات أخرى نستطيع كلنا تسميتها (الانتخابات الأميركية). لقد استجبنا بالفعل للأدلّة التي وصلتنا. ونحن لا نفتح تحقيقاً بناء على حدس، بل علينا تتبّع الأدلة الحقيقية التي تشير إلى نشاطات حقيقية".     

© The Independent

المزيد من دوليات