Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بنود تفاهم حماس وإسرائيل برعاية مصرية

المدى الزمني لهذه التفاهمات قرابة العام، وتأتي في إطار التخفيف من الحصار وليس كسره في شكل كاملٍ

المشاركون في مليونية الأرض والعودة بالقرب من الحدود الإسرائيلية بتاريخ 30 مارس (آذار) 2019 (أحمد حسب الله)

انتهت مليونية الأرض والعودة في حدثٍ لافت للأنظار، لكل الأطراف المعنيين بوضع غزة، إذ نجح أمن حماس في ضبط الميدان، وعدم السماح للمتظاهرين بالاقتراب من السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل، تمهيداً لبدء التفاهمات بين الطرفين برعاية مصريّة.

خلصت التفاهمات إلى كسر الحصار عن غزّة المستمر منذ 12 عاماً، وتحسين مساحة الإبحار، وزيادة كمية وقود الكهرباء، فضلاً عن إدخال بعض المواد التجارية الممنوعة عبر بوابة معبر كرم أبو سالم الحدودي، وكانت "اندبندنت عربية" قد كشفت ذلك في تقرير موسّع.

رعاية وإشراف

تطبيق هذه الإجراءات سيكون برعاية الوفد الأمني المصري، وإشراف المنسق الخاص في الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، اللذين وعدا هيئة مسيرة العودة ببدء التطبيق الفوري للتفاهمات، فور انتهاء مليونية الأرض والعودة.

وتطبيقاً لذلك، غادر الوفد الأمني المصري، الذي حضر مسيرة العودة، إلى تل أبيب لعقد سلسلة اجتماعات مع القيادة الإسرائيلية، بوجود الوفود الأممية، لوضع مخطّط زمني لبدء التطبيق.

"اندبندنت عربية" حصلت على معلومات حول تطبيق التفاهمات، ومفادها أنّ التنفيذ لربما يسري لمدّة لا تقل عن عامٍ، ولا يتضمن كسراً كاملاً للحصار، بل التخفيف من حدّته، ويبدأ من الحلول الإنسانية التي لا تؤثر في رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتخابياً، إلى المرحلة الثانية من التسهيلات التي قد تستفيد منها حركة حماس.

مشاريع إنسانية

عقد المنسق الخاص لعملية التسوية في الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من جهته، اجتماعاً مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فور وصوله اليوم إلى غزّة، لبدء تطبيق بعض البنود.

من ضمن البنود التي سيُعملُ عليها، شراء الوقود الخاص بشركة الكهرباء، ومشاريع تشغيل خريجين وعمّال، ودعم الفقراء بمنح مالية. ويرى الخبير الدولي مازن العجلة أنّ "هذه الإجراءات هي الأسهل في التنفيذ إسرائيلياً لأنّها تدعم المواطن ولا تستفيد منها حماس في شكل مباشر".

تسهيلات على المعبر

وأعادت إسرائيل فتح معابرها مع القطاع، وهما معبرا كرم أبو سالم التجاري في الجنوب، وإيرز- بيت حانون المخصّص لتنقل الأفراد في الشمال، بعدما كانت أغلقتهما بسبب الصاروخ الذي أطلق في مارس (آذار) المنصرم على تلّ أبيب.

وضجّ الحديث عن إمكان زيادة عدد الشاحنات المسموح بدخولها عبر معبر كرم أبو سالم، لكن "اندبندنت عربية" علمت من مصدر يعمل في دائرة التنسيق، أنّ الجانب الإسرائيلي يسمح بدخول 1200 شاحنة خلال ساعات عمل المعبر، ويردُّ سبب انخفاض عدد الشاحنات إلى هبوط القدرة الشرائية لدى التجّار.

ووفق المصدر فإنّ عدد الشاحنات التي تدخل يُقارب 400 يومياً، وهذا العدد مرتبط بالقدرة الشرائية للتجّار، وليس بسبب إسرائيل التي بدورها لا تمانع بزيادة عدد الشاحنات، كاشفاً أنّه لا يوجد أيّ تغيّير في طبيعة عمل المعبر، ولا في نوع المواد المسموحة.

أما مسألة الأدوية، فكشف المصدر عن عدم وجود معوّقات في دائرة التنسيق للحصول على إذن دخول لكلّ أنواع الأدوية، من دون أيّ عراقيل على أيّ صنفٍ، مبيّناً أنّ 90 في المئة من البضائع يسمح بها الجانب الإسرائيلي، و10 في المئة ممنوعة تحت ذريعة الاستخدام المزدوج.

استخدام مزدوج

والاستخدام المزدوج هو ذريعة إسرائيلية لمنع دخول المواد الخام، وبعض الماكينات والبضائع إلى غزّة، بذريعة إمكان استخدامها في أغراض عسكرية لمصلحة حركتَي حماس والجهاد الإسلامي.

ويقدّر عدد السلع الممنوعة من الدخول بما يزيد عن 4 آلاف صنف، ثم انخفض العدد إلى 420 صنفاً، وبعد التدخّل المصري قد يصل الانخفاض إلى 300 صنف فقط مرتبط بقطاعات الصيد، والصناعات الكيميائية والمعدنية.

وعلمت "اندبندنت عربية" أنّ إسرائيل ستسمح بدخول مختلف أنواع الأخشاب، والإطارات المطاطية الخاصة بالسيارات الخفيفة، وسيخ اللحام، وبعض الأسمدة والسموم الخاصة بالزراعة، ومضخّات آبار المياه ذات قدرات محدودة، ومواسير البروفايل، وبعض الحديد الصلب بسماكة لا تزيد عن 9 ملمترات، وعدد كبير من أصناف الدهانات والمنشّفات الخاصة بها.

تسهيلات للصيادين

نقيب الصيادين في قطاع غزّة نزار عيّاش قال، إنّ أوّلى خطوات التسهيل المتعلقّة بالقطاع السمكي هي السماح بإدخال الكوابل المجدّلة الحديدية (سلك الستي)، المستخدم في المراكب الكبيرة، وكذلك شِباك الصيد ذات الخيوط القويّة، في حين أنّ الاحتلال يدرس الموافقة على توريد مادة "فايبر جلاس" المستخدمة لصيانة المراكب.

وبيّن أنّ البحرية الإسرائيلية سمحت للصيادين بالإبحار حتى مسافة 15 ميلاً من الجنوب حتى المنطقة الوسطى، وحوالي 12 ميلاً حتى ميناء غزّة، وما دون ذلك على طول شاطئ القطاع بمساحة لا تزيد عن 6 أميالٍ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وللمرة الأولى يُسمح للصياد بالوصول إلى هذه المسافة، في حين كان متاحاً الإبحار حتى 9 أميال في أحسن الأحوال. إلا أنّ هذه المساحة لا تتماشى مع اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2014 التي تحدّد المسافة بقرابة 16 ميلاً، ولا مع معاهدة أوسلو التي تضمن الوصول إلى 21 ميلاً بحرياً.

ولفت عيّاش إلى أنّ المواد الممنوعة من الدخول إلى قطاع الصيد تفوق 30 صنفاً، ومن المتوقّع أن يسمح الجانب الإسرائيلي بدخول قرابة نصف العدد، ومن ضمنه المولدات الكهربائية، وقطع غيار للمراكب وبعض أنواع الخيوط.

تسهيلات للزراعة

مدير المركز العربي للتطوير الزراعي في غزّة محسن أبو رمضان، تحدّث عن إمكان البدء بالسماح للمزارعين بالوصول إلى الأراضي ذات الاستخدام المزدوج، وقد يكون ذلك بإشراف الصليب الأحمر الدولي، مبيناً أنّ هذه الخطوة لو تمّت تعود بالفائدة على نحو 20 ألف مزارع محرومين من الوصول إلى أراضيهم في المناطق الحدودية.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط