Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماع وساطة حول نزاع قره باغ في جنيف من دون لقاء أرميني - أذربيجاني

اتصال بين بوتين وعلييف للمرة الأولى وفرنسا تتهم تركيا بالتدخل

على وقع تواصل المعارك العنيفة، اتجهت الأنظار إلى جينيف حيث أعلنت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن وزير خارجية البلاد سيتوجه الخميس، الثامن من أكتوبر (تشرين الأول)، لإجراء لقاء مع الوسيط الدولي في نزاع ناغورنو قره باغ من دون عقد أي اجتماع مع ممثلين عن أرمينيا، وأوضحت الوزارة أن "هدف الزيارة لقاء رؤساء مجموعة "مينسك" في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) وعرض موقف أذربيجان من تسوية النزاع".

واستبعدت أرمينيا على لسان متحدثة رسمية أي لقاء بين وزراء أذربيجان وأرمينيا في جنيف لأنه "لا يمكن التفاوض من جهة والقيام بعمليات عسكرية من جهة أخرى"، ولم توضح في ما إذا كان الوزير الأرميني سيذهب إلى جنيف لحضور اجتماع منفصل مع رؤساء مجموعة "مينسك"، التي تحاول من دون جدوى منذ حوالى 30 عاماً حل النزاع.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأرميني زوهراب مناتساكانيان إلى موسكو في 12 أكتوبر للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قال في وقت سابق، من دون أن يورد أي تفاصيل، "ستعقد اجتماعات (الخميس) في جنيف وأخرى الاثنين في موسكو ونأمل بأن يؤدي ذلك إلى بدء المفاوضات"، وأضاف أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي "نود من الجميع إدراك أن من مصلحتهم وقف القتال فوراً ومن دون شروط وبدء عملية تفاوض".

تركيا تتدخل "عسكرياً"

وكانت فرنسا أكدت أن تركيا تتدخل "عسكرياً" في نزاع ناغورنو قره باغ إلى جانب أذربيجان، وجددت مخاوفها من "تدويل" الصراع. وصرح وزير الخارجية الفرنسي أن "الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا مما قد يؤدي إلى تأجيج تدويل الصراع".
وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيراً بما وصفه نشر "مقاتلين سوريين من جماعات جهادية" في ناغورنو قره باغ ممن مروا، وفق الاستخبارات الفرنسية، عبر غازي عنتاب (تركيا). ولم ترد أنقره علناً على هذه الاتهامات.
وأسف وزير الخارجية الفرنسي لـ "وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين من أجل تحقيق تقدم طفيف في الأراضي من جانب أذربيجان بما أن أذربيجان هي التي بدأت النزاع". ودعا من جديد إلى وقف فوري للقتال والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين "من دون شروط" تحت رعاية مجموعة مينسك المكلفة بالوساطة وتضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة. وأوضح لودريان "ستعقد اجتماعات غداً في جنيف وآخرى الاثنين في موسكو ونأمل بأن يؤدي ذلك إلى بدء المفاوضات".

استقدام تركيا المزيد من المرتزقة

وفي مؤتمر صحافي حضرته "اندبندنت عربية"، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان إن الآلاف من الأرمن، من مختلف الأعمار، سينضمون خلال الساعات الـ 46 المقبلة للقتال إلى جانب جيش باغورنو قره باغ، مضيفاً في الوقت عينه أنهم تلقوا معلومات إضافية عن استقدام تركيا المزيد من المرتزقة من أفغانستان للمشاركة في القتال في أذربيجان.

وأوضح المتحدث الأرميني أنه تم إنقاذ 19 جندياً أرمينياً اليوم في العمليات الحربية المتواصلة.

نزوح جماعي

إلى ذلك لا تزال المواجهات مندلعة على أشدها في إقليم ناغورنو قره باغ، إذ نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن وزارة الدفاع في المنطقة ذات الغالبية السكانية الأرمينية قولها، إن 40 آخرين من جنودها قُتلوا، مما يرفع عدد القتلى في صفوفهم إلى 280 منذ اندلاع القتال مع القوات الأذربيجانية في 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وفي حين تشهد المنطقة أكثر المعارك دمويةً منذ أكثر من 25 سنة بين قوات أذربيجان والقوات المتحدرة من أصل أرميني، نزح نصف سكان ناغورنو قره باغ منذ اندلاع تلك المعارك قبل أكثر من أسبوع، وفق ما أفاد مسؤول في الجمهورية المعلنة من جانب واحد، الأربعاء.
وقال أرتاك بلغاريان المسؤول المكلف ملف حقوق المدنيين في أوقات الحرب في قره باغ لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "بحسب تقديراتنا الأولية، نزح نحو 50 في المئة من سكان قره باغ، و90 في المئة من النساء والأطفال- أي ما يعادل نحو 70 إلى 75 ألف شخص".
وأشار إلى أن السكان الذين نزحوا جراء القتال توجهوا إلى مناطق أخرى في المنطقة ذاتها أو إلى أرمينيا وغيرها.
وحول القصف الذي نفذته القوات الأذربيجانية على ستيباناكرت، المدينة الرئيسة في قره باغ، إلى مدينة أشباح مليئة بالذخيرة غير المتفجرة والحفر الناجمة عن القذائف.
واتهمت أذربيجان القوات الأرمينية بقصف أهداف مدنية في المناطق المأهولة، بما في ذلك كنجه، ثاني أكبر مدن البلاد، التي تعد أكثر من 330 ألف نسمة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأذرية لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه "لم يتم بعد تحديد عدد السكان الأذربيجانيين الذين نزحوا جراء المعارك".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هجوم إرهابي
كذلك اتهم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، تركيا وأذربيجان بشن "هجوم إرهابي" على الإقليم، يشكل جزءاً من مواصلة الإبادة الجماعية للأرمن. وأضاف باشينيان في تصريحات لمحطة "سكاي نيوز" "ما نواجهه هو هجوم آذر- تركي دولي إرهابي".
وتابع قائلاً، "بالنسبة لي، لا شك في أن هذه سياسة استمرار للإبادة الجماعية للأرمن وسياسة إعادة الإمبراطورية العثمانية".
وتشير الأرقام في موضوع الإبادة الجماعية إلى مقتل 1.5 مليون أرميني على يد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1915 و1923.
وتقر تركيا بأن كثيراً من الأرمن الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية قُتِلوا في اشتباكات مع قوات عثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها ترفض الأرقام التي يعلنها الأرمن، وتنفي أن تكون عمليات القتل نُفذت بطريقة ممنهجة وتمثل إبادة جماعية.

بوتين يتابع
من جهة أخرى، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى وقف القتال في ناغورنو قرة باغ، واصفاً القتال هناك بالـ"مأساة" التي "يجب أن تتوقف في أسرع وقت ممكن". وأضاف بوتين خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي، إنه على تواصل مستمر مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بشأن الصراع. وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس الروسي سيواصل حواره مع إلهام علييف بعد أن أجرى الزعيمان اتصالاً هاتفياً سريعاً اليوم الأربعاء. وقال بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن علييف اتصل ببوتين لتهنئته بعيد ميلاده الثامن والستين وإن الزعيمين انتهزا الفرصة لبحث الصراع.
ولم يتحدث بوتين وعلييف منذ بدء القتال بين قوات من أصل أرميني وقوات أذربيجان يوم 27 سبتمبر (أيلول) الماضي.

المزيد من دوليات