Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تطاول" إيران على السيستاني يثير غضب العراقيين

ظريف يحاول تصحيح هفوة "كيهان" عبر الإشادة بمكانة المرجع الديني

السيستاني مستقبلاً ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت (مواقع التواصل)

دانت الرئاسات العراقية (الجمهورية، الوزراء، البرلمان والقضاء) ما اعتبرته "تطاولا" على المرجع الأعلى  آية الله علي السيستاني. وجاءت الإدانة على خلفية مقال لرئيس تحرير صحيفة "كيهان" الإيرانية حسين شريعت مداري، تعرض فيه بالانتقاد لموقف المرجع الديني بعد لقائه ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، ومطالبته بإشراف أممي على الانتخابات النيابية المبكرة.

وأفاد بيان صادر عن الاجتماع الذي حضره، رئيسا الجمهورية والوزراء برهم صالح ومصطفى الكاظمي، إضافة إلى رئيسي البرلمان محمد الحلبوسي ومجلس القضاء فائق زيدان، إن "اجتماع الرئاسات يدين التصريحات التي استهدفت مقام المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني الذي كان ولا يزال صمام الأمان للعراق وشعبه".

واعتبر المجتمعون أن "التطاول على مقام المرجعية مرفوض ومدان، وأن مكانة المرجعية الروحية لدى الشعب العراقي ولدى المسلمين والإنسانية محفوظة ومعتبرة". وما زالت الانتقادات الغاضبة متواصلة في العراق ضد رئيس تحرير صحيفة "كيهان" الإيرانية، نظرا للمكانة الرفيعة التي يحظى بها المرجع الديني بين عموم المواطنين العراقيين.

وفي سياق متصل، استنكر الأمين العام لحزب الدعوة العراقي، نوري المالكي المقال، ووصف ما جاء فيه من كلام عن المرجع الشيعي الأعلى في العراق، بأنه إهانة للمرجعية وكافة الشعب العراقي.

وقال المالكي، في بيان "نستنكر وبشدة ما ورد في صحيفة كيهان، وما تضمنه المقال من نقد فيه إساءة لسماحة المرجع على خلفية استقباله لمبعوثة الأمم المتحدة جنين بلاسخارت، وهي كذلك إساءة لكل العراقيين". وأضاف "المرجع  السيستاني، حفظه الله، كان ولا يزال صمام الأمان في العراق، لحماية العملية السياسية، وتصدى لها في أشد الظروف، ويحظى باحترام الشعب العراقي بكل مكوناته".

ظريف

في المقابل، أشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بالمرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، بعد انتقادات طالته في افتتاحية صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة السبت الماضي.

وكتب ظريف في تغريدة بالعربية عبر حسابه على "تويتر": "يعتبر المرجع الكبير سماحة آية الله السيستاني الحصن الحصين للعراق وصمام الأمن للمنطقة وذخراً للعالم الإسلامي أجمع".
وأكد ظريف أن إيران "تقدر دور سماحته في استتباب الأمن في العراق واستقراره والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه والتخلص من قوى الاحتلال وبناء العراق الجديد وفق متطلبات شعبه الشقيق".
وأتى موقف الوزير الإيراني بُعيد تأكيد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة في مؤتمر صحافي، أن ما ورد في "كيهان" لا يعكس وجهة النظر الرسمية. وقال خطيب زادة "لا علاقة لهذا الموقف بأي من مرتكزات الجمهورية الإسلامية"، مشدداً على أنه "بطبيعة الحال، لن نتسامح مع أي شخص يتخطى موقع المرجعيات".
 


توفير الشروط

دعا السيستاني في 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، الأمم المتحدة للإشراف على الانتخابات، بعد استقباله جينين هينيس - بلاسخارت، مبعوثة الأمين العام للمنظمة الدولية إلى العراق.
وجاء في بيان لمكتب السيستاني يومها أن "الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام المقبل تحظى بأهمية بالغة، ويجب أن توفر لها الشروط الضرورية التي تُضفي على نتائجها درجة عالية من المصداقية"، ومن بينها أن "يتم الإشراف والرقابة عليها بصورة جادة بالتنسيق مع الدائرة المختصة بذلك في بعثة الأمم المتحدة".

وشجع السيستاني العراقيين على "المشاركة بصورة واسعة" في الانتخابات، محذراً من أن "مزيداً من التأخير في إجراء الانتخابات أو إجرائها من دون توفير الشروط اللازمة لإنجاحها، بحيث لا تكون نتائجها مقنعة لمعظم المواطنين، سيؤدي إلى تعميق مشاكل البلد والوصول، لا سمح الله، إلى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


انتقادات شريعت مداري

كان هذا الموقف موضع انتقاد في "كيهان"، إذ رأى رئيس تحرير الصحيفة حسين شريعت مداري في افتتاحيته، أن هذا الطرح "هو ما دون الموقع المحترم و(المنزلة) العالية لآية الله السيستاني. في واقع الحال، الأمم المتحدة هي التي تحتاج إلى موافقة سماحته لتبرير أهليتها".
ورأى رئيس تحرير الصحيفة المقربة من التيار المتشدد لدى المحافظين في إيران، أن "دعوة الأمم المتحدة للإشراف على انتخابات بلد معين هي (إعلان) إفلاس هذا البلد (سياسياً)".
وأبدى شريعت مداري اعتقاده بـ"حصول خطأ" من قبل مكتب السيستاني في البيان الصادر عنه، متوقعاً أن يقوم المكتب بـ"تصحيح هذا الجزء".

وأردف قائلاً "لا يوجد أدنى شك بأن الأمم المتحدة خلافاً لادعاءاتها، لا تتحرك لتأمين السلام العالمي، بل تحولت إلى أداة ضغط بيد القوى المتغطرسة، خاصة أميركا وحلفاءها".

موقف الرئاسة

وكان الرئيس العراقي برهم صالح دعم موقف السيستاني في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قال إن "البيان الأخير للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني عبّر بوضوحٍ عن هذه المهمات اللازمة لأصلاح مسارِ العمليةِ السياسية الجارية في البلد وتنظيفِها مما شابها من فسادٍ وضعف. نَتطلع الى مساعدةِ الامُم المتحدة للتنسيق مع مفوضية الانتخابات لتوفيرِ الدعم الفني والرقابي،وضمانِ نزاهتها".



دور مفصلي

ويُعد السيستاني أحد أبرز المراجع لدى الشيعة، ويقلده الملايين في العراق وخارجه. ويضطلع رجل الدين المولود في عام 1930، بدور مؤثر في السياسة العراقية منذ ما بعد الغزو الأميركي عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين.

وأدى السيستاني في الأعوام الأخيرة دوراً مفصلياً بعد سيطرة "داعش" على مناطق في شمال العراق وغربه في يونيو 2014، بإصداره فتوى "الجهاد الكفائي" التي تجاوب معها عشرات آلاف العراقيين، فحملوا السلاح وقاتلوا إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة المناطق التي سيطر عليها مسلحو التنظيم في حينه.

وسبق للسيستاني أن أبدى رفضه "التدخل الخارجي" في شؤون العراق، ودعم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت في البلاد ضد الطبقة السياسية.
ونادراً ما يظهر السيستاني في العلن، بينما ينقل ممثل عنه خطبه لصلاة الجمعة كل أسبوع. كما يتجنب لقاء شخصيات سياسية، باستثناء ممثلي الأمم المتحدة، التي تُعد غير مُنحازة.

المزيد من الشرق الأوسط