Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الدوقة"مسلسل ثوري يظهر إبداع كاثرين ريان

المسلسل الذي تقدمه كاثرين ريان عن حياة أم عازبة ليس خالياً من العيوب لكنه لا يحيد أبداً عن فرضيته البسيطة: بطلة ليست بحاجة إلى رجل

مسلسل "الدوقة" من بطولة كاثرين ريان يقدم شيئاً ثورياً يتعزز بهدوء حلقة تلو الأخرى (غيتي)

للوهلة الأولى يبدو مسلسل "الدوقة" The Duchess الجديد على نيتفليكس، من فكرة وتأليف وبطولة كاثرين ريان، تماماً كأي عمل يمكن أن تقدمه هذه الفنانة عبر هذه المنصة. يتناول المسلسل الكثير من التفاصيل المتعلقة بحياة الأمهات العازبات، والرجال وعدم جدوى هؤلاء من منظور النساء. إنه عمل صاخب ووقح بطريقة مقصودة وتصميم الأزياء فيه ممتاز لكنها لا تبدو في الوقت نفسه صالحة للارتداء في العالم الحقيقي. إنه يعكس بطرق عدة المادة التي تقدمها ريان في عروض الستاند أب الكوميدي، الخاص بها، حيث إنها مادة ذكية وفطنة تجعل المشاهد يرغب في معاودة مشاهدتها. إنه مسلسل مضحك وفيه عيوب وربما لا يناسب أذواق الجميع.

لكن عند مشاهدة "الدوقة" عن كثب، نجد أنه يقدم شيئاً ثورياً يتعزز بهدوء حلقة تلو أخرى. الشخصية الرئيسة "كاثرين" (صحيح، أنها تشارك ريان اسمها الأول) هي أم عزباء لطفلة في التاسعة من عمرها تدعى "أوليف" (تؤدي دورها كيتي بيرن). ولأنها تحب ابنتها وتعتقد أن ذريتها رائعة جداً، تود أن تمنح طفلتها شقيقة أو شقيقاً. ولكونها أماً عازبة، يتوجب على كاثرين معرفة الوسائل اللوجستية لإنجاب طفل بنفسها. من بين خياراتها، حبيبها السابق "شيب" (الممثل روري كينان) الذي كان عضواً في فرقة غنائية من أيام الشباب ويعمل على إزاحتها من حياته، والشخص الذي تحبه حالياً "إيفان" (الممثل ستين راسكوبولس)، وهو طبيب أسنان لطيف لكنها في واقع الأمر ليست مستعدة لتكون أماً لطفله، بالإضافة إلى خيار التبني.

تضع هذه الفرضية كاثرين في وضعية مثيرة للاهتمام. تقول واصفة المأزق الذي تمر به إنها بحاجة إلى رجل، حتى لو كان ذلك لأغراض بيولوجية بحتة، لكن لا يوجد تعبير أكثر بعداً عن الدقة من هذا. فكاثرين، بالمقارنة بأي بطلة تلفزيونية مرّت في الذاكرة الحديثة، هي أكثر شخصية لا تحتاج إلى رجل. يصبح هذا أكثر وضوحاً مع تطور أحداث المسلسل ومشاهدة تربيتها ابنتها (وهي معجبة بها بالفعل، بالإضافة إلى حبها لها)، وتدير شؤون مصنع للفخار مع صديقتها بيف (الممثلة ميشيل دو سوارتي)، وتشق طريقها في العالم بشكل يجعل من الواضح أنها ما عادت تكترث لأي شيء على الإطلاق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قد تداعب كاثرين فكرة العلاقة مع رجل. ويحتمل أيضاً أنها قد تُعجب بأحدهم (حيث تبدو عاطفتها تجاه إيفان حقيقية). وقد تحزن لفقدان رجل ما. وقد تشعر بالرغبة تجاه أحدهم أو تحلم بآخر. لكن هل تحتاج إلى رجل؟ كلا. هذه الكلمة غير موجودة في قاموسها. الابتكار في هذا العمل هو التزام الثابت بهذه الفكرة المركزية: كاثرين ستكون على ما يرام، لكن حتى إن لم تكن كذلك، فلن يكون رجل وراء ذلك.

هذه الخاصية لا تعني أن مسلسل "الدوقة" يحافظ على المسار نفسه. من المؤكد أن مشهد زيارة وكيلة التبني منزل كاثرين كان نشازاً. كما أن تصرفات كاثرين الغريبة - انعدام التشذيب في شخصيتها ولغتها السوقية - لم تحصل على رضا النقاد بالإجماع. اعتبر البعض تلك الطباع مزعجة وغير مسلية وأنها على دراية تامة بأن جسارتها المتصورة تفوق حد الجرأة. أستطيع فهم ذلك. لكن "الدوقة" نجح في جوانب فشل فيها العديد من الأعمال الأخرى، حيث قدم لنا بطلة تعامل الجنس الآخر كالعديد من الشخصيات الخيالية في تعاملها مع نظيراتها من النساء: كوسيلة من أجل تحقيق غاية.

لا يندرج "الدوقة" في فئة الأعمال ذات البطولات النسائية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، أو تلك التي تحاول أن تنفرد بها النساء. إنه ليس دراما على شكل "قد أقوم بتدميرك" I May Destroy You، وليس مثل "فليباغ Fleabag" بحلوه ومره. مع ذلك، تقدم كاثرين شيئاً جديداً إلى نمط "البطلات صاحبات العيوب". إنها حقاً راضية عن نفسها وسعيدة حتى قد يبدو الأمر غير ذي أهمية، لكن من النادر رؤية شخصية درامية أنثوية تكاد لا تتوق إطلاقاً لوجود شخص تحبه (ولو لفترة وجيزة فقط)، وليست لديها مشكلة في غياب ذلك من حياتها. حتى خارج إطار الرومانسية، يجب التفكير في كم البطلات اللواتي يعشن حياتهنّ وهنّ فاقدات لشيء ما، أو لديهنّ شيء بحاجة إلى إصلاح في دواخلهنّ.

لا تنتظر كاثرين أن يتم إصلاحها. إنها تريد طفلاً ثانياً، هذا صحيح، لكن لا يرجع الأمر إلى عدم شعورها بالكمال في غياب هذا الطفل. إنها تريد طفلاً ثانياً لأنها ببساطة تريد ذلك. لأنها تعتقد أن الأمر سيكون لطيفاً. ولأنها تظن أنه سيحسّن من حياتها وحياة ابنتها. لكن لا يعطي مسلسل "الدوقة" أبداً الانطباع بأنها قد تعتبر نفسها معطوبة بطريقة لا يمكن إصلاحها إن لم يتحقق مسعاها.

"الدوقة" عمل فيه نقائص، وقد يكون جريئاً بطريقة فظة في بعض الأحيان. لكن الأهم من كل هذا أنه تصوير لامرأة تعرف ماذا تريد وتسعى إلى تحقيق مرادها من دون التشكيك في قيمة نفسها. ما زال هذا الأمر تطرفا حتى في عام 2020.

© The Independent

المزيد من ثقافة