Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التلوث البلاستيكي مسببوه يعدون بتخفيضه ويقاومون تشريعات تضبطه

نفاق تمارسه شركات تشمل "كوكا كولا" و"بيبسي كو" و"نسله"

كبرى شركات المرطبات والمأكولات المعلبة تضيف إلى الكوكب عبء التخلص من عبواتها البلاسيكية (رويترز)

يواجه كبار منتجي نفايات البلاستيك في العالم، كـ"كوكا كولا" و"بيبسي كو" و"نسله"، اتهامات بـ"النفاق" بعد أن زعم تقرير صدر حديثاً أن تلك الشركات قطعت وعوداً في الإعلام تقضي بخفض اعتمادها على البلاستيك في تعليب منتجاتها. وفي الوقت نفسه، عملت تلك الشركات نفسها على تقويض محاولات إصلاح قانونية لتحقيق استدامة المواد البلاستيكية وتخفيض حجم النفايات، عبر ضغطها على المؤسسات والشركات لتعطيل إقرار التشريعات.

وكذلك قارن التقرير الذي أصدرته "مؤسسة الأسواق المتغيرة" Changing Markets Foundation، الوعود التي قطعتها الشركات العشر الأولى في التلويث بالبلاستيك، مع الجهود والضغوط التي بذلتها تلك الشركات عينها "خلف الكواليس" في اتجاه يتناقض مع وعودها. وقد أشارت الاتهامات التي ساقتها المؤسسة التي وضعت التقرير، إلى أن عدداً من تلك الشركات لم يلتزم بالوعود التي قطعها طوعياً، بل عمل على "مناقضتها على نحو صارخ" أو حاول تأجيل إقرار قوانين سنت تحديداً بهدف معالجة أزمة البلاستيك.

وفي هذا الإطار، تعتبر شركة "كوكا كولا" أكبر ملوث بالبلاستيك في العالم، إذ تبلغ نفاياتها من تلك المادة وفق ما يشير إليه التقرير نحو 2.9 مليون طن في السنة. ورأى الباحثون الذين أجروا الدراسة التي تضمنها التقرير أن "كوكا كولا" التزمت بـ10 مبادرات طوعية لحل مشكلة النفايات البلاستيكية، لكنها في الوقت عينه، شغلت موقعها كعضو في سبع جمعيات تجارية كبرى تكتلت وضغطت ضد نظام يقترح "إرجاع المعلبات البلاستيكية المستخدمة"، أو غيره من القوانين والأنساق الآيلة إلى الحد من استخدام العبوات البلاستيكية مرة وحيدة.

واستطراداً، يظهر التقرير الجديد أنه على الرغم من التزام شركة "كوكا كولا" في حملة "عالم من دون نفايات" World Without Waste، إلا أنها عملت خلال الـ30 سنة الماضية، على تجاوز وتأجيل أو تبديل تعهداتها المعلنة ضمن تلك الحملة تجاه عدد من الأهداف. وفي ذلك المنحى، يقدم التقرير مثلاً على ذلك. إذ يورد أن "كوكا كولا" التزمت في 1990 بإعادة تدوير 25 في المئة من العبوات البلاستيكية التي تحتوي مشروباتها الغازية. وبعد مضي ثلاثين سنة، لم تحقق سوى إعادة تدوير 10 في المئة من تلك العبوات.

وفي موازاة ذلك، عملت الشركة على معارضة تشريعات متطورة من شأنها المساعدة في تحقيق تلك الالتزامات، كتشريع نظام "إرجاع المواد البلاستيكية بعد استخدامها" deposit return systems ونظام إعادة التصميم الإلزامي (الذي يفرض إعادة الاستفادة من العبوات البلاستيكية المستخدمة). في المقابل، ناقضت "كوكا كولا" التزاماتها عبر معارضتها في اسكتلندا عام 2017، نظام إرجاع المواد البلاستيكية المستخدمة.

في منحىً متصل، اعترف متحدث باسم "كوكا كولا" أن شركته فشلت في تحقيق هدفها للعام 1991 المتمثل بإعادة تدوير 25 في المئة من عبواتها البلاستيكية. وبحسب رأيه، "فإن ما التزمت الشركة به يتمثل في زيادة ما تفعله [في إعادة التدوير] وعلى نحو أسرع، إذ يمكنها توسيع أعمالها ومشاريعها بطريقة سليمة". وأضاف المتحدث، "أتاح لنا هذا الفشل فرصة للتعلم. فنحن واثقون بأهدافنا في إطار حملة (عالم بلا نفايات) على الرغم من إبداء القيمين على الحملة طموحات تخطت ما سبق أن أعلناه من أهداف".

واستطرد المتحدث باسم "كوكا كولا"، مشيراً إلى أن "التعلم من تجارب سابقة ومن شراكات جديدة وراهنة، من بينها الشراكة المفيدة مع مؤسسة «إلين ماكارثر» (مؤسسة خيرية بريطانية تهدف إلى ابتكار تكنولوجيات بيئية)، إضافة إلى التزاماتنا الثابتة بتحقيق التطور في المجتمعات التي نعمل فيها، سوف تساعدنا في تحقيق طموحاتنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهة أخرى، تحدثت مديرة الحملات في "مؤسسة الأسواق المتغيرة"، نوسا أوربانيك، عن التقرير الذي تضمن الدراسة التي أنجزتها مؤسستها، مشيرة إلى أنه "يكشف نفاق ملوثي البلاستيك الكبار الذين يزعمون التزامهم بمشاريع وخطط الحلول الموضوعة"، لكنهم يعملون في المقابل على محاولة ضمان "استمرارهم في ضخ البلاستيك الرخيص والأحادي الاستخدام، فيلوثون الكوكب بمعدلات كارثية". وفي هذا الإطار، أضافت أوربانيك "أن المسؤولية تجاه هذه الكارثة تقع على عاتق كبار منتجي البلاستيك، من بينهم شركات رئيسة في إنتاج الأدوات المنزلية. إذ تكتل [المنتجون] ومارسوا ضغوطاً على مدى عقود ضد عدد من القوانين والتشريعات المتطورة، فالتفوا على التزاماتهم البيئية واتهموا الجمهور بالتلويث وإلقاء الفضلات، بدلاً من أن يتحملوا مسؤولية ما يقترفونه هم من أفعال".

في ذلك الإطار أيضاً، أعلنت شركة "نسله" Nestle أنها تعمل على التخلي عن عمليات التوضيب والتعليب غير الضرورية، وتتخلص تدريجياً من مواد ومنتجات يصعب تدويرها. وقد ذكر ناطق رسمي باسم "نسله" أن شركته "تكثف جهودها كي تكون 100 في المئة من مواد التوضيب التي تعتمدها قابلة للتدوير أو لإعادة الاستخدام مع حلول عام 2025. كذلك تسعى الشركة إلى تخفيض استخدام البلاستيك الخام بمعدل الثلث بالفترة نفسها". وتابع ذلك المتحدث، "في عام 2019، بات 87 في المئة من إجمالي وزن توضيبات (نستله)، و66 في المئة من إجمالي توضيباتها البلاستيكية، قابلة للتدوير أو لإعادة الاستخدام". وأضاف "لكننا نعلم أن هناك مزيداً من العمل الذي ينبغي فعله". إذ إن التوضيب والتعليب بواسطة البلاستيك، بحسب كلماته، "يؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على جودة الأطعمة والمشروبات، والحفاظ على سلامتها. ويساعد أيضاً في التقليل من إتلاف الطعام ويخفف النفايات".

وقد اتصلنا بشركة "بيبسي كو" للحصول على تعليقها، لكننا لم ننجح في ذلك.

وتأتي أخبار هذا التقرير والدراسة التي يتضمنها بالتزامن مع قرار شركة "آيسلاند" أن تكون الأولى بين شركات متاجر السوبرماركت المتسلسلة التي تكشف عن كمية البلاستيك التي تستخدمها. وفي هذا السياق، أفادت "آيسلاند" أن فضلاتها البلاستيكية بلغت 32 ألف طن في 2019، كذلك دعت "آيسلاند" الشركات المنافسة كي تحذو حذوها في الإبلاغ عن أرقامها. واستطراداً، يذكر أن شركة "آيسلاند" لمتاجر السوبرماركت المتسلسلة انضمت إلى حملة تنظمها منظمات "أصدقاء الأرض"Friends of the Earth و"السلام الأخضر" Greenpeace و"الكوكب البلاستيكي" A Plastic Planet و"راكبو الموج ضد النفايات" Surfers Against Sewage. وتتضمن الحملة دعوة الشركات إلى مزيد من الشفافية في مسألة استخدامها للبلاستيك. ويطالب المنضوون في هذه الحملة الحكومات بفرض الحصول على إبلاغ ملزم عن كميات التوضيب البلاستيكي الذي تعتمده الشركات، إضافة إلى تحديد سقف طموح للقوانين البيئية هدفه تخفيض التلوث البلاستيكي.

في ذلك الصدد، تلتزم شركة "آيسلاند" بالتخلي الكامل عن التوضيب البلاستيكي لمنتجاتها مع حلول 2023. وفي وقت سابق، أفادت "آيسلاند" أنها استطاعت بين يناير (كانون الثاني) 2018 ونهاية 2019، إنقاص 3794 طناً من مجمل نفاياتها البلاستيكية البالغة 13 ألف طن، ما يمثل انخفاضاً مقداره 29 في المئة.

© The Independent

المزيد من بيئة