Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا يحضّر الاتحاد الأوروبي لمكافحة المهاجرين... قبالة السواحل الليبية؟

هناك عملية لـ"محاربة تهريب البشر ما بين شواطئ شمال أفريقيا" أطلقت في العام 2015

شكّل ملف الهجرة غير الشرعية أحد أهم مرتكزات الاهتمام الدولي بالأزمة الليبية (أ.ف.ب)

شكّل ملف الهجرة غير الشرعية في ليبيا أحد أهم مرتكزات الاهتمام الدولي بالأزمة الليبية. ما دعا مجلس الأمن الدولي لمباركة "عملية صوفيا" التي أطلقها الاتحاد الأوروبي قبالة السواحل الليبية في العام 2015 بمشاركة عدد من دول الاتحاد لـ"محاربة ظاهرة تهريب البشر ما بين شواطئ شمال أفريقيا وأوروبا وملاحقة شبكات التهريب وتفكيكها". 

أضاف مجلس الأمن في منتصف العام 2016 إلى العملية "مهمة مراقبة تنفيذ قرار الأمم المتحدة القاضي بمنع توريد السلاح إلى ليبيا". لكن العملية باتت مهددة بالإيقاف بعد تصعيد إيطالي بدأ بقرارها منتصف العام الماضي بقفل موانئها أمام سفن إنقاذ المهاجرين، وصولاً إلى موقفها الرافض استمرار العملية خلال اجتماع أعضاء الاتحاد الأوروبي، الأربعاء 27 مارس (آذار) في بروكسل، مع "قبولها بمواصلة أنشطة العملية للدوريات الجوية وتدريب خفر السواحل الليبي"، ما دعا الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى التصريح للصحافيين عقب انتهاء الاجتماع بإمكان وقف العملية نهاية مارس الحالي. 

لكن الجدل الأوروبي في شأن العملية، على الرغم من التفسيرات التي قدمها محللون، من بينها تحولها إلى ورقة ضغط إيطالية على دول أوروبية أخرى، ومحاولة وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إظهار نفسه بصفة المناهض للهجرة غير الشرعية لتحقيق انتصار لحزبه في الانتخابات المقبلة، إلا أن الجانب الليبي غير مكترث بالقرار الأوروبي المرتقب.

اتهامات 

وقلّل أيوب قاسم المتحدث باسم القوات البحرية الليبية في طرابلس من شأن العملية، وقال "العملية لا تؤثر في التقليل من أزمة المهاجرين غير النظاميين بل كانت على عكس ذلك"، وليست اتهامات قاسم هي الأولى فقد سبق أن هاجم وزير خارجية حكومة الوفاق محمد سيالة العملية، بل واتهمها بـ"تشجيع المهاجرين". وقال في حديث إلى "وكالة الصحافة الفرنسية" في مايو (أيار) الماضي "بكل بساطة كان المهاجرون في السابق يأخذون في الحسبان جميع مخاطر عبور ليبيا والبحر المتوسط"، مضيفاً "أما اليوم فإنهم يأخذون في الحسبان مخاطر عبور ليبيا والخروج من المياه الإقليمية الليبية، لأنه بعد ذلك يُنقذون بواسطة زوارق "العملية صوفيا" التي تقودهم إلى أوروبا بأمان". بل وطالب بوجوب "إعادة النظر في هذه العملية". واعتبرها قاسم من جانبه "عملية أمنية" رافضاً أن يكون لها دور في إنقاذ آلاف المهاجرين الذين ابتلعهم البحر. 

وأثناء تجريد قاسم للعملية من مهماتها الأصلية وتأكيده أنها "أمنية بالدرجة الأولى"، لفت إلى مبادئ العملية المعلنة التي تؤكد أن أهم أهدافها "ملاحقة شبكات المهاجرين وتفكيكها". 

ولم تبيّن النشرات الدورية الرسمية التي يصدرها قادة العملية توضيحات خاصة بأي عملية نفذتها صوفيا في شأن ملاحقة "شبكات المهاجرين وتفكيكها" على الأراضي الليبية وهي محل وجود تلك الشبكات، كما لم تتحدث عن "أنشطة العملية للدوريات الجوية" التي قبلت إيطاليا مؤخراً باستمرارها، ما يبقي جانباً كبيراً من أنشطة العملية غامضاً، وهو ما دفع مراقبين للشأن الليبي إلى اتهام الدول الأعضاء المشاركين بالعملية بالازدواجية، بعد تسريبات أكدتها وكالة "رويترز" في أغسطس (آب) العام 2017 عن تلقي أشهر تجار البشر على السواحل الليبية "أحمد العمو" مبلغ خمسة ملايين دولار من المخابرات الإيطالية لمساعدتها في الحد من سيل المهاجرين القادمين من الشواطئ الليبية.

نقل أسلحة 

ويراكم مسؤولون ليبيون التهم الموجهة إلى الدول الأعضاء بالعملية، فحسب عزالدين المهري المسؤول في جهاز مكافحة الهجرة بفرع الشرقية أن صوفيا "كانت تنظر بعين واحدة والسفن المحملة بالسلاح كانت تمر بجانب سفنها إلى الموانئ الليبية غرب البلاد في تعارض تام مع دورها المناط بها أممياً بالإشراف على تنفيذ قرار مجلس الأمن في شأن حظر الأسلحة عن ليبيا". وقال "العملية تضم دولاً توالي خصوماً سياسيين في ليبيا وتأثرت بالخلافات الداخلية. ما دفعها إلى تسهيل وصول الأسلحة لهذا الطرف أو ذاك"، على الرغم من نفي إدارة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في مناسبات عدة محتوى تقارير صحافية تشير إلى أن "قائد "عملية صوفيا" الأميرال إنريكو كريدندينو سمح لقارب تابع لحكومة الوفاق الليبية بنقل أسلحة إلى أحد الموانئ الليبية" بل أكدت إثر تزايد تلك التهم في مايو2017، أن "طواقم العملية نجحت في ضبط شحنات أسلحة في المياه الدولية على أهبة دخول المياه الليبية"، موضحة أن "الإفصاح عن التفاصيل غير ممكن لأسباب تتعلق بالأمن والسرية". 

وفي مطلع العام 2018 منعت اليونان مرور سفينة تركية محملة بالذخائر والأسلحة عبر موانئها في اتجاه ليبيا، كما كشفت مصلحة الجمارك الليبية عن ضبطها شحنتي أسلحة من تركيا في ميناءي مصراته والخمس في ديسمبر (كانون الأول) العام 2018، من دون أن يصدر أي تعليق من جانب قادة عملية صوفيا.

منابع غير شرعية 

في مقابل ذلك تعترف السلطات الليبية بدعم العملية كوادرها المعنية بمراقبة شواطئها، فقاسم يؤكد أن عدداً غير قليل من أفراد خفر السواحل الليبي تلقوا تدريباً متقدماً لدى الدول الأوروبية الأعضاء في العملية، مطالباً "عملية صوفيا بالإيفاء بالتزاماتها في شأن تدريب عناصر خفر السواحل والبحرية الليبية". 

وأعلنت المفوضية الأممية للاجئين نهاية العام 2018 عن تراجع كبير في أعداد المهاجرين إلى أوروبا من ليبيا، لكن المهري يُرجع الخلاف الأوروبي الحاصل في شأن العملية إلى رغبة بعض الدول إلى الاستفادة من المعلومات التي تجمعها سفن العملية حول ليبيا، خصوصاً في شأن المجموعات الإرهابية، لكن استمرارها لم يعد مقبولاً بعد تأكيد المفوضية تراجع أعداد المهاجرين، بحسب المهري. 

ويرى المهري أن "منابع الهجرة غير الشرعية قد جُففت في شكل كبير بعد سيطرة قوات الجيش على الحدود الجنوبية والتنسيق الكبير الجاري بينه وبين قوات الحكومية التشادية"، واعتبر أن طموح دول فاعلة في الملف الليبي إلى إقامة مستوطنات للمهاجرين في ليبيا انتهى مع سيطرة قوات الجيش على الجنوب. ما أثّر في جدوى استمرار العملية. 

المزيد من العالم العربي