Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يهدد بحرمان الأطفال اللاجئين من التعليم الجيد

ما لم يضطلع الجميع بدوره، ستواجه أجيال من الأطفال الذين يعيش الملايين منهم في بعض أفقر بقاع العالم مستقبلا قاتما

يستمر وصول اللاجئين بحرا إلى مناطق مختلفة من أوروبا وعدد كبير منهم من غير البالغين (روتيرز)  

أغلق كوفيد-19 المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم، وأفرغ المكاتب والفنادق والملاعب والمقاهي والمتاحف ودور السينما – أي جميع الأماكن تقريباً التي اعتدنا التجمع فيها.

لقد عطل الفيروس ليس فقط تعليم أطفالنا وشبابنا، ولكن أيضاً عمل أولئك الذين يعلمونهم، ومصادر رزق الآباء الذين يبذلون كل ما في وسعهم لتوفير ثمن الكتب والزي المدرسي والرحلات المدرسية.

بالنسبة للعديد من الأطفال اللاجئين الذين تعيش الغالبية العظمى منهم في العالم النامي، أضاف فيروس كورونا تحديات جديدة إلى حياتهم الممزقة سلفاً بالصراع والاضطهاد. وقد لا يعود كثير منهم إلى المدرسة على الإطلاق، ما يهدد بخسارة نهائية للمكاسب التي تحققت بشق الأنفس وتراكمت (المكاسب) ببطء وصبر على مدى عقود. لذا فإن هناك احتمالاً لضياع حياة الشباب إلى الأبد.

لقد أصبحت سفيراً لبرنامج مدارس الشبكة الفورية INS  Instant Network Schools قبل أيام فقط من تغيير جائحة فيروس كورونا حياتنا اليومية بشكل جذري. ويربط برنامج المدارس الفورية آلاف الطلاب اللاجئين وطلاب الدول المضيفة بتعليم رقمي عالي الجودة، من خلال الشراكة بين مؤسسة فودافون الخيرية Vodafone Foundation ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).

كان الهدف من دوري الجديد، في جزء منه، زيارة المؤسسات التعليمية التي يدعمها برنامج المدارس الفورية لزيادة الوعي بالأهمية الحيوية للتعليم الجيد بالنسبة للأطفال اللاجئين. لكن مثل خطط سفر العديد من الأشخاص الآخرين، سيتعين على خططي أن تتغير هي الأخرى.

لكن المشروع - مثل العديد من المبادرات التي تم تسليط الضوء عليها في هذا التقرير - يوضح كيف يمكننا أن نتكاتف بطرق جديدة لإحداث فرق في حياة ملايين الشباب، الذين هم بحاجة للمساعدة أكثر من أي وقت مضى.

(على سبيل المثال)، يحتاج الأطفال الذين اقتلعوا من ديارهم إلى الكتب والمدارس ومعلمين مؤهلين وغير ذلك. لكنهم يحتاجون أيضاً إلى التكنولوجيا الرقمية التي تربطهم ببقية العالم.

يعني ذلك القيام بشراكات أفضل مع القطاع الخاص، الذي يتحرك لابتكار وتقديم الحلول التكنولوجية من خلال توفير البرمجيات والأجهزة وشبكة الإنترنت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط. بل يمكن لأي شركة – في النقل أو والبناء أوالرياضة أو الصرف الصحي أو الرعاية الصحية وغيرها - أن تُحدِث فرقاً من خلال إيصال الأطفال إلى المدرسة وبناء الفصول الدراسية التي يحتاجون إليها، وحفظ صحتهم البدنية والعقلية.

كما أن توفير التدريب المهني وفرص العمل سيمنح اللاجئين وغير اللاجئين على حد سواء شيئاً يهدفون لتحقيقه، ووسائل إعالة أنفسهم وأسرهم.

في المقابل، ينبغي على القطاع الخاص أن يبني على احتياجات اللاجئين والأولويات التي تحددها الحكومات المضيفة لهم. ومن خلال الاستفادة أيضاً من القدرات وتسخير تطلعات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، إلى جانب خبرة وتجربة وكالات الإغاثة والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية وغيرها، ويمكن تَملك هذه المشاريع على الصعيد المحلي وجعلها فعالة قدر الإمكان.

من شأن ضمان جودة التعليم اليوم أن يحد من الفقر والمعاناة غداً. وبينما نواجه هذه الجائحة معاً، سيلعب الابتكار دوراً حاسماً للحفاظ على أمل الأطفال والشباب النازحين عبر العالم في الحصول على تعليم جيد ومعتمد – ولا يعني هذا فقط الابتكار الذي يُقاس برقائق السيليكون، وإنما التفكير الجريء والإبداعي في جميع المجالات لجعل هذا النوع من التعليم حقيقة واقعة.

وما لم يضطلع الجميع بدوره، ستواجه أجيالٌ من الأطفال، الذين يعيش الملايين منهم في بعض أفقر بقاع العالم، مستقبلاً قاتماً. لكن، إذا عملنا كفريق واحد، يمكننا إعطاؤهم الفرصة التي يستحقونها للحصول على مستقبل لائق. لذا، دعونا لا نفوت هذه الفرصة.

(محمد صلاح هو لاعب كرة قدم في نادي ليفربول وفي منتخب مصر، وهو أيضاً سفير مدارس الشبكة الفورية، التي تعمل على ربط الطلاب اللاجئين وطلاب الدول المضيفة بتعليم رقمي عالي الجودة)

(أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرها السنوي حول تعليم اللاجئين بعنوان "معاً من أجل تعليم اللاجئين" والذي يسلط الضوء على تهديد فيروس كورونا بتقويض المكاسب التي تحققت بصعوبة في تعليم اللاجئين وبالتالي تدمير أحلام وطموحات عشرات الآلاف من اللاجئين الشباب)

© The Independent

المزيد من آراء