أظهرت تغريدة قاسية ومثيرة للجدل على "تويتر" للأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبد الله الثاني، حول التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، حجم الانقسام في العائلة المالكة حيال الخطوة الإماراتية الأخيرة.
وبدا واضحاً حجم التحسس والإرباك من هذه التغريدة، التي حذفت منها لاحقاً الصورة المرفقة معها، وامتنع مسؤولون أردنيون تواصلت معهم "اندبندنت عربية" عن التعليق أو التوضيح. لكن، مصادر غير حكومية قالت إن حجم القساوة في تغريدة الأمير علي يتمثل بالصورة المرفقة التي تسيء لولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وتسببت بإحراج العاهل الأردني.
مهاجمة التطبيع
وشارك الأمير علي بن الحسين، مقالاً عبر حسابه على "تويتر" يهاجم التطبيع، وجاء المقال بعنوان "الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي: اختراق كبير أم خيانة"، والمقال للكاتب الإسرائيلي آفي شلايم، ونُشر في موقع "ميدل إيست آي"، المتهم بأنه ممول من قِبل قطر.
ودارت أخيراً تكهنات حول استياء القصر الملكي الأردني من التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، خصوصاً أنه جاء بشكل مفاجئ وغير متوقع، وبعد أسابيع فقط من زيارة العاهل الأردني الإمارات، حيث التقى ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الصمت إعلامياً وسياسياً
وفضّل الأردن الرسمي الصمت إعلامياً وسياسياً حيال اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، باستثناء موقف يتيم عبّر عنه وزير الخارجية أيمن الصفدي، الذي ربط نتائج الاتفاق بتصرفات إسرائيل، بينما خلا الإعلام الرسمي من أي إشارة أو مقال يوضح موقف الأردن.
وخلافاً لذلك، ثمة من يرى أن العلاقات الأردنية الإماراتية في أحسن حالاتها، وأن هناك أطرافاً إقليمية تحاول زعزعة هذه العلاقات، واستثمار أي خلافات مستقبلية، ويرى أنصار هذا الموقف أن الأردن حريص على عدم فقدان تحالفه القوي والاستراتيجي مع الإمارات والسعودية ومصر، على الرغم من محاولات تركية قطرية لجرّ الأردن إلى تحالف وثيق معهما.
معركة الطلاق المريرة
ويرى مراقبون أن التغريدة، التي نُشرت على الحساب الشخصي للأمير علي بن الحسين، تأتي في سياق معركة الطلاق المريرة التي خاضتها شقيقته الأميرة هيا بنت الحسين من زوجها السابق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي.
ولا يُعرف حتى اللحظة ما إذا كان الأمير علي قد عبرّ عن رأيه الشخصي، أم عن موقف رسمي غاضب بدأ يتصاعد حيال ما يمكن تسميته بمزاحمة إماراتية للأردن في الملف الفلسطيني، فالأمير علي فاعل وناشط في المنظومة الملكية، وأنيطت به مهمة رئاسة مركز إدارة الأزمات، وهو منصب رفيع في مركز حكومي أردني بدأ العمل في العام 2015، ويضم في عضويته إلى جانب رئيس الوزراء الأردني جميع قادة الأجهزة الأمنية الأردنية، مثل وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان المشتركة، والمدير العام لدائرة المخابرات العامة، والمدير العام للأمن العام.
والأمير علي بن الحسين، 45 عاماً، يشغل أيضاً منصب رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم ورئيس اتحاد الأردن لكرة القدم، وهو ابن الملك الحسين بن طلال من الملكة علياء، وتولى مناصب عسكرية عدة.
